تنتشر الإصابة بالسكري في مجتمعنا بصورة سريعة تماثل انتشار الوباء. وليس مجتمعنا وحده من يعاني من ذلك، ولكن الكثير من المجتمعات التي تتمتع بالرفاهية تعاني من نفس المشكلة. ومن المثير التفكّر في أن الإحصائيات تشير إلى أنه منذ مائة عام كان مرض السكري نادراً (قبل انتشار التصنيع الغذائي وتكرير وتحوير الدهون وغيرها). وفي مقال نشر في شهر ديسمبر 2006بعنوان "هل تسبب الدهون المشبعة والدهون المحوّرة الإصابة بالسكري من النوع الثاني؟ Do saturated fats and trans fats cause type-2 diabetes?" بقلم البروفيسورة ماري جي إينيج Mary G Enig أجابت فيه عن سؤال وجه إليها تقول فيه السائلة إنها طالبة تدرس التغذية/ تخصص طب طبيعي، وهي تواجه انتقادات حادة لأنها تدافع عن تناول أطعمة غنيّة بالدهون المشبعة، فقد اطلعها أحد المختصين على 200مقال نشرت في "دوريّة التغذية البريطانيّة" تذكر ان الدهون المشبعة تعطل استقبال الإنسولين مما يجعلها أحد أسباب الإصابة بالسكري. كما تذكر السائلة ان نفس المختص أطلعها على 200دراسة اخرى محصلتها ان استبدال الدهون المشبعة بدهون عديدة عدم التشبع (زيوت نباتية مكررة) يغيّر من توزيع الدهون حول الخصر ويحسّن من استقبال الإنسولين في الخلايا. وتطلب السائلة رأي البروفيسورة إينيج عن صلة الدهون المشبعة بالإصابة بالسكري. وقد اجابت البروفيسورة إينيج أنه قد افترض ان سبب السكري هو تعطل مستقبلات الإنسولين في الخلايا، فالبنكرياس يفرز الإنسولين ولكن مستقبلات الإنسولين معطلة فتبقى كميات كبيرة من الإنسولين والسكريات المهضومة في مجرى الدم دون ان تتمكن من الدخول إلى الخلايا حيث الحاجة إليها. وكل الدراسات التي اوردتها السائلة، كما تقول البروفيسورة، اعتمدت على دراسات تناول فيها من خضعوا للدراسات أطعمة مصنّعة تحتوي على دهون مشبعة مصنّعة لا تعكس الفرق بين أنواع الأحماض الدهنيّة المختلفة التي توجد في الأطعمة غير المصنّعة.وتضيف البروفيسورة ان تلك الدراسات التي اعتد بها ناقصة حيث لم تتضمن دراسات لأشخاص غير مصابين بالسكري يتناولون أطعمة مشبعة غير مصنّعة ومقارنتهم بأشخاص يتناولون الكثير من الدهون عديدة عدم التشبع (زيوت نباتية، نعم نباتية ولكنها محوّرة). والمشكلة الحقيقية، كما تقول البروفيسورة إينيج، أن التوصيات بالابتعاد عن الدهون المشبعة (لحوم حيوانية وزبدة وسمن) تقود حتماً إلى استبدالها بدهون محوّرة (زيوت نباتية معالجة ومكررة)، وليس هناك شك ان الدهون المحوّرة هي التي تؤدي إلى تعطل مستقبلات الإنسولين ثم الإصابة بالسكري. وخلال السنوات الأخيرة، حسب قول البروفيسورة إينيج، ادت التوصيات التي تتعلق بالحد من استهلاك الدهون المشبعة مقارنة باستهلاك الدهون المحوّرة إلى اختلاط الأمور بشدة ليس فقط على عامة الناس ولكن ايضاً على المختصين بسبب نتائج مثل تلك الدراسات التي ذكرتها السائلة. ومن هنا يثبت ان عيد الأضحى وتشجيع ديننا خلاله على أكل اللحوم وتوزيعها على غير القادرين على الحصول عليها دليل واضح على أهميّة الدهون الحيوانيّة الطبيعية للصحة.