قدمت الجميلة سناء الخراز لوحة فن القادري (الإنشاد الروحي) ضمن لوحات ومشاهد الملحمة الشعرية التي كتبها محمد الفايز ووضع ألحانها وموسيقاها غنام الديكان مغناة "مذكرات بحار -1979 " وأدتها برفقة شادي الخليج ضمن الاحتفالات بالعيد الثامن عشر لدولة الكويت. كانت اللوحة معتمدة على أحد الفنون الإنشادية الروحية الإسلامية لما يسمى فن القادري، وهي التواشيح المنتمية لما يسمى حسب تصنيف الإمام الغزالي ب"فنون السماع" تبعاً إلى الطرق الصوفية للشيخ عبد القادر الجيلاني (أو الكيلاني)، وهي من أنماط الإنشاد الروحي المصنفة ضمن أنواع الفنون الغنائية العربية- الإسلامية في منطقة الخليج (الكويت، البحرين، الأحساء، الزبير)، مثل : نشيد ختم القرآن، وابتهالات منتصف شعبان، والمالد (المولد النبوي)، وهذه اللوحة مركبة من مقطعين متصلين من فن القادري الرفاعي ثم القادري البحري : "بسم الله عبد القادر شي لله يا ربُّ يا ملكاً تعالى في سماه بسم الله عبد القادر شي لله يا أيها الأبدي يا نوراً نراه ولا نراه" اعتمد بناء المقطع الإنشادي على قطعة من فن القادري اتخذ مطلعها التمهيد، وأعيد تنسيق شعراً جديداً عليه بينما في المقطع المتصل الثاني اعتمد على معالجة لحن قديم بدمج جملة لحنية مستجدة عليه فرفع من صعوبة أداء الجملة بطريقة الغناء التتابعي بين سناء والكورال بدت مرسومة بإتقان اختبرها الأداء المباشر بمصاحبة الفرقة: "دعهم يعودوا سالمين ودع القمر يضوي عليهم في المساء وفي السحر دعهم يعودوا غانمين من البحر رباه واجعل في محارهم الدرر رباه يا من نوره يهدي البشر" شاركت سناء في لوحات أخرى مستقلة مثل: لوحة انتظار الغواويص بمقطعها: "يا جارتي سيعود بحاري المغامر، الذي وضع على شكل غنائي راقص بدوي الطابع، ولوحة القُفَّال (استقبال النساء عودة الغواويص) بمقطعها: توب توب يا بحر ..، وبكامل تفاصيل الطقس العتيق في مشهديته الرمزية من كي البحر بالسعفة، وتغريق القطة، وتحليل البحر بملة الحلول، وشاركت شادي الخليج قبلها في مشهد النهمة محققة أول مرة اقتحام المرأة لغناء النهمة (موال البحر)، وشاركت في الاحتفال بعودة البحارة سالمين ختام المغناة: "ها نحن عدنا ننشد الهولو". ولفن القادري أنواع أخرى، مثل: قادري حبوش، وقادري سادة يمكن أن نفصلها في مقالة لاحقة إلا أن موضوعة الانتظار بسبب السفر أو الفراق تضع الإنسان في تجربة يدعو ألا يكون فيها، فكأنما تعيش بين الرجاء من خوف على الفقد، واليأس من انقطاع الأمل.. نحن أبناء الرجاء، ولا رجاء إلا في الانتظار. كانت النساء على سواحل الخليج ينتظرن المسافرين، وربما تخلف العودة ابتسامة وتهليل مرة، ودمعات مراراً أخرى.. تمتلئ النجوى الخاشعة في صوت سناء. برغم صغره وحدته إلا أنه مغسول بملوحة البحر وأنين السواني. تأخذنا إلى هناك. لكننا ننتظر الخلاص في هذا الشرق ولا يأتي.