لا يتوقف وصف موقعة الأربعاء التي تجمع المتصدر الإتحاد بحامل اللقب الهلال في تحديد هوية متصدر الدور الأول من البطولة فحسب ، بل تتجاوز هذا المفهوم بمراحل ، استخدموا كل الصنوف التعبيرية التي تتردد في كل بطولة .. هي المواجهة الأهم .. هي المباراة الأكثر إثارة .. هي النهائي المبكر .. هي حرب النجوم .. هي مباراة كل المتعة. استمتعنا كثيراً طوال مواجهات الدور الأول رغم توقفاته المتكررة .. لكن الإثارة والتحدي كان حاضراً بين أفضل فريقين في الدوري فالإتحاد الذي لم يخسر حتى الآن ويملك هجوماً ضارباً تمكن من تسجيل 72 هدف في 11 مباراة يطمع بلا شك في مواصلة تحطيم الأرقام القياسية وتوسيع الفارق بينه وبين أقرب منافسيه ففريق الإتحاد يملك 92 نقطة مقابل 62 للهلال، في حال فوزه سيتمكن من توسيع الفرق إلى نحو 6 نقاط ليحلق وحيداً في الصدارة ، بينما الهلال حاله لا يختلف عن حال الإتحاد فخط هجومه هو الثاني في الترتيب ويملك أقوى دفاع وحراسة في الدوري حيث لم تهتز شباكه سوى 5 مرات في 11 اثنان منها كانا من فريق نجران .. الفريق الوحيد الذي جرع الفريق الأزرق مرارة الهزيمة هذا الموسم. كل الأعين في المواجهة ستتجه لأهم لاعبين في الفريق ، ففي الإتحاد يقف أحد أفضل لاعبي الموسم محمد نور يقود لوحده بكل قوة وعنفوان يقاتل ويناور ويسجل أيضاً فهو أحد المنافسين على صدارة الترتيب وكل محبي العميد يتوقعون أن يبدأ حسم المواجهات من قدم هذا النجم الأسمر الذي لم يخذل جماهيره في كل المباريات السابقة ، أما على الجانب الأزرق فيبرز المحترف الليبي طارق التايب الذي غير كثيراً من صورة الفريق الأزرق وجعل المتعة عنواناً لأداء الزعيم في المباريات الثلاث الماضية بعد عودته من الإيقاف الدولي ، التايب الذي شكل خط وسط إضافي أمام خط الوسط الأزرق تكفل بصناعة كل الأهداف الهلالية بعد عودته (باستثناء هدف الهلال الثاني في مرمى الحزم) وجميع تلك الأهداف كان هذا اللاعب الذكي يقدم الكرات على (طبق من ذهب) أمام مهاجمي فريقه. حتى ولو كانت المواجهة على أرض الفريق الإتحادي فالفريقان عودا كل المتابعين على تقديم مواجهة من العيار الثقيل ولنعود بالذاكرة في نهائي الموسم ماقبل الماضي حينما تمكن الإتحاد من هزيمة الهلال في الرياض ثم رد الهلاليون الصاع في دوري الموسم الماضي وتمكنوا من إلحاق الهزيمة بالفريق الاتحاد على أرضه وبين جماهيره في جدة . كالديرون وكوزمين بلاشك سيكرسان كل الجهود للسيطرة على نور والتايب وقطع كل الإمدادات .. من المؤكد أن خطط المدربان ستتغير ولن تنفذ بطريقة تقليدية لأن من يلعب بخططه المعتاد فلن يكون قادراً على السيطرة على مفاتيح الفوز (محمد التايب) أو (طارق نور).