اختتم كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لأبحاث الأسرة حلقة النقاش التي أقامها مطلع الأسبوع الحالي للاطلاع على مقترحات ورؤى المختصين والمهتمين بدراسات الأسرة لتحديد أولويات المشاريع البحثية والمناشط العلمية للكرسي. وكانت الحلقة قد افتتحت بكلمة للمشرف على الكرسي الدكتور جبرين الجبرين حيث وجه الشكر لمدير الجامعة الدكتور عبدالله العثمان على دعمه المتواصل لكراسي البحث وللدكتور علي الغامدي وكيل الجامعة للتبادل المعرفي ونقل التقنية رئيس اللجنة العليا لكراسي البحث على جهوده الكبيرة في المساهمة في إنشاء كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز، مشيراً إلى أن اختيارهم لتمويل كرسي مخصص لأبحاث ألأسرة السعودية يعكس مدى الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية في أرقى صورها. وقال إن الأسرة السعودية تمر بمرحلة حرجة بسبب التغيرات السريعة والمتلاحقة التي لا بد أن تؤثر على استقرارها وقد تصل بها إلى فقدان التوازن بسبب وقوعها تحت ضغط الكثير من العوامل الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والفكرية الذي يتزامن مع ما يشهده العالم من ثورة في عالم الاتصالات أغرقت الأسرة في بحر من المعلومات المختلفة، الأمر الذي يجعل مهمة الأسرة في الحفاظ على أبنائها أكثر تعقيداً وصعوبة من العصور الماضية. وأضاف: أن الأسرة السعودية وجدت نفسها وحيدة في مواجهة الأفكار الإرهابية والمتطرفة التي عصفت ببعض أبنائها. ويأتي ذلك متزامنا مع التغيرات الاجتماعية السريعة والمتلاحقة في وقت قصير من عمر المجتمع السعودي، موضحاً أن لتلك التغيرات تأثيراتها الاجتماعية في خلق المزيد من المشكلات الأسرية التي لم تكن معروفة من قبل وإحساس بعض الأفراد بالاغتراب والعزلة النفسية والاجتماعية والاتجاه نحو الفردية والمزيد من التفكك الاجتماعي ومن ثم زيادة الجريمة والمشكلات الأسرية بكل أشكالها المختلفة، وظهور أنواع جديدة من الجرائم والانحرافات السلوكية لم تكن معروفة من قبل. وذكر د. الجبرين أن الدراسات الاجتماعية والنفسية تؤكد أن هناك ازديادا مطردا في المشكلات الأسرية وزيادة في درجة تعقيد الظواهر الاجتماعية التي تؤثر في حياة الأسرة. ومن المتوقع أن يكون لهذه المشكلات آثار مدمرة في حياة الأفراد والأسر ويترتب على إهمالها تكلفة اجتماعية مرتفعة على المستوى الفردي والأسري والاجتماعي الأمر الذي يثبت الأهمية البالغة لدراسة هذه المشكلات ويتطلب تدخلا من الجهات الأكاديمية للقيام بهذه المهمة. وطالب د. الجبرين المجتمع بعدم الوقوف على الحياد بل يجب دعم الأسرة السعودية بكل ما تحتاج كونه مطلبا اجتماعيا وواجبا وطنيا يستحق أن يبذل فيه الغالي والرخيص، وأن تبذل فيه الأوقات والجهود العلمية والبحثية من قبل المختصين في الأقسام العلمية في الجامعات من أجل دراسة وتحليل هذه الظواهر والمشكلات بشكل علمي دقيق، بعد ذلك فتح المجال للنقاش مع المشرف العام على الكرسي الدكتور جبرين الجبرين واللجنة الاستشارية المكونة من أ.د. ابراهيم العبيدي و.أ.د. سامي الدامغ و الدكتور عبدالعزيز الدخيل. حيث أبدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية وجهات نظرهم حول الأولويات البحثية في مواضيع الكرسي خلال الفترة القادمة وخصوصا في ظل التغيرات السريعة التي يمر بها المجتمع السعودي حيث تم اقتراح أن يتولى الكرسي تقديم الدراسات العلمية في مواضيع البنى الجديدة لنظام الأسرة في المجتمع السعودي وأيضا الاهتمام بالظواهر الجديدة كقضايا العنف الأسري والتحرش الجنسي وغيرها من القضايا التي تحتاج إلى تفسيرات علمية تساعد صناع القرار على اتخاذ التدابير المناسبة في التعامل معها. يذكر أن اللقاء شهد عددا من المداخلات والاستفسارات من قبل الحضور اتسمت بالشفافية والصراحة وساهمت في طرح تطلعات جديدة لتوجهات الكرسي وخصوصا فيما يتعلق بالموازنة ما بين الإثراء العلمي وخدمة المجتمع. وفي الختام قدم الدكتور جبرين شكره الجزيل للجميع على حضورهم وتفاعلهم كما قدم شكره لمستشفى الملك خالد للعيون على استضافة اللقاء وخص بالذكر الدكتورة فريال كردي رئيس قسم الخدمة الاجتماعية بالمستشفى.