بفضل من الله ومنه وكرمه، أثناء فهرستي لمخطوطات مكتبة الملك عبد العزيز العامة بالرياض، وقع بين يدي مخطوطة لأحد فقهاء الحنابلة، كتب أسفل ترقيم الكراريس - في الزاوية العليا من الجهة اليسرى - الكراس كذا وكذا من كتاب الإعلام، وبعد البحث تبين والله اعلم أنه كتاب ابن قيم الجوزية الذي ليس له أثر، بل هو في عداد المفقودات. ولعل ذكره لاتساع طرق الأحكام في بعض المسائل المذكورة في الكتاب يمثل تتمة العنوان. بيانات النسخة: ناقصة الأول والآخر، كتبت بمداد أسود وبعض المفردات في آخر المخطوطة بالأحمر، بها سقط في عدة مواضع، وفيها تقديم وتأخير لبعض الأوراق لعله من تصرف المجلد حيث أن تجليدها كرتوني حديث، أصابت بعض أوراقها رطوبة لم تؤثر على النص، كما أنها مرممة، فيها تعقيبات، وهي نسخة مقابلة على المصنف، وليست نفاستها أنها الوحيدة في العالم بحسب علمي بل لأنها أيضاً كتبت في زمن المؤلف. كتبت بخط : النسخ التدويني بعضه مشكول. نوع الحبر: أسود عفصي. نوع الورق: مشرقي شامي عدد الأوراق: 230ق، المقاس: 17* 12سم، وعدد الأسطر: 13س، في كل سطر تسع كلمات. كتاب (الإعلام باتساع طرق الأحكام) جاء ذكره ضمن مصنفات ابن قيم الجوزية كما في (معجم مصنفات الحنابلة) لعبد الله الطريقي، وكتاب (ابن قيم الجوزية: حياته، آثاره، موارده) لبكر أبو زيد غفر الله له؛ حيث ذكرا: "ذكره لنفسه في كتابه (إغاثة اللهفان الكبرى) فقال في معرض كلامه عن اللوث: وقد أشبعنا الكلام في ذلك في كتاب (الإعلام باتساع طرق الأحكام)". انتهى، إلا أن المخطوطة التي بين يدي ليس فيها موضع الإحالة للمقابلة ومن ثم القطع بيقين. أما كيف تم الحكم على أنها لابن القيم؟ فقد صرح في ذكر قول شيخنا شيخ الإسلام ثم ترحم عليه، وهو نفس أسلوب ابن القيم في كثير من كتبه، كما أن مقابلة بعض الأحكام التي يطلقها المصنف في كتاب (الإعلام) متوافقة مع ما يذهب إليه ابن قيم الجوزية في أحكامه المبثوثة في كتبه، وكيف تم الحكم على أنها كتبت في حياته؟ من خلال عبارات المقابل كقوله(بلغ مقابلة على مصنفه أيده الله) وهذه العبارة من عبارات الدعاء للأحياء، ثم بعد المقابلة، فاجتمعت القرائن مما جعلني أحكم على المخطوطة أنها كتاب (الإعلام باتساع طرق الأحكام) بنسبة 90% والله اعلم. و إليك مسرد بعض عناوين الأبواب والفصول التي جاءت في المخطوطة بحسب ترتيب المجلد: - بعض أحكام الطهارة. - باب فيمن نام الليل كله. - باب فضل من استيقظ في الليل فذكر الله وصلى. - باب فضل الذكر عند النوم. - باب الأمر بالوتر قبل النوم لمن لا يثق من نفسه أن يقوم بالليل. - باب بيان أي الليل أفضل وذكر ساعة الإجابة. - باب في صفة الصلوة بالليل. - باب فيمن فاته حزبه من الليل أو مرض أو سفر. - باب ذكر الوتر والقنوت. - فصل صلوة الوتر بعد صلوة الفجر. - باب صلوة النافلة في البيوت والمداومة على العمل الصالح. - باب اغتنام الصلوة والذكر عند يقظة القلب ونشاطه وإقباله وترك ذلك عند فترته وسآمته وملالته. - باب في الحث على سور وآيات مخصوصة. - باب السنن الرواتب... متضمن عدة فصول... - فصل في صفة التيمم... ويليه عدة مسائل. - فصل ومن باب اليسر ووضع الحرج في الدين والاصر المسح على الخفين... - فصل وينبغي للفقيه أن يعلم أن الشريعة مبنية على أصل الرحمة في الباب العبادات الواجبة... - فصل إذا عرف هذا الأصل العظيم وتحقق العلم به ازداد المؤمن بالله إيمانا... - فصل عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس من الفطرة... - فصل ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم اجتناب ما يخشى منه الخيلاء من زينة الدنيا... - فصل فيما يلتحق بأحكام الصلاة... وفيه مسائل. - فصل في الآذان... ويليه مسألة. - فصل يستحب للخارج إلى فريضة الصلاة في المسجد أن ينوي بقلبه امتثال أمر ربه... ويليه عدة مسائل. - باب ما يكره في الصلوة... - باب صفة الصلاة... وفيه مسألة. - فصل فإذا ذكر المصلي دعاء الاستفتاح واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم كما تقدم قرأ فيبتدئ ويشرع بقراءة بسم الله الرحمن الرحيم... ثم يشرح مفردات البسملة في عدة فصول. - فصل ثم يشرع للمصلي بعد قراءة بسم الله الرحمن الرحيم قراءة فاتحة الكتاب ويأتي الكلام على الفاتحة في ثلاثة فصول... - ثم يشرح مفردات الفاتحة في عدة فصول... - فصل ويستحب للإمام أن يسكت بعد الفاتحة...ويليه عدة فصول ذات علاقة... - باب ذكر صلوة الجمعة ويوم الجمعة... وفيه عدة فصول ومسائل... - باب صلوة المسافر...وفيه عدة مسائل وفصول... - باب الجمع بين الصلاتين... - باب التنفل بالصلوة... متضمن عدة فصول... وفي الختام أسأل الله التوفيق والسداد للجميع، كما أوصي المهتمين بالمخطوطات أن يعتنوا بمخطوطات المجاهيل. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.