أصبحت السمنة في الوقت الحاضر وباء عالمياً حيث يقدر عدد البالغين الذين يعانون من زيادة في الوزن اكثر من مليار نسمة وحوالي 300مليون منهم يعانون من السمنة المرضية التي تعتبر من الاسباب الرئيسية للامراض المزمنة والاعاقة الحركية. وزادت معدلات السمنة في المملكة المتحدة بمعدل ثلاثة اضعاف منذ عام 1980ومازالت مستمرة في الارتفاع. وتقدر نسبة السمنة في المملكة المتحدة 22% في الرجال و24% بين النساء اما الاطفال فتصل النسبة الى 10%. اما في الولاياتالمتحدةالامريكية فتقدر نسبة زيادة الوزن والسمنة باكثر من 60% بين البالغين ونفس النسبة تحدث بازدياد بين الاطفال وسن المراهقة. ونشرالمركز الوطني الامريكي للاحصاء الصحي ان حوالي 30% من البالغين اي حوالي 60مليون نسمة من البالغين فوق سن العشرين يعانون من السمنة. وتصنف السمنة في المرتبة السادسة من بين اهم عوامل الخطر الصحية حيث تقدر عدد الوفيات في المملكة المتحدة بحوالي 30الف حالة وفاة سنوياً بسبب السمنة. وتوصف منظمة الصحة العالمية بأن السمنة بأنها اكثر المشاكل الصحية العامة المزعجة المعروفة ولكنها لم تأخد اهتمام طبياً متميزاً، وهي التي تهدد جميع المجتمعات المتقدمة والمتخلفة. وأظهرت دراسة حديثة بأن واحدة من بين خمس نساء حوامل يعانين من السمنة. وتعرف السمنة عندما يكون معيار كتلة الجسم اكثر من 30كيلوغراما للمتر المربع (30كجم/م2). اما اذا كان معيار كتلة الجسم اقل من 18.5كجم/م 2فيعتبر الانسان ضعيف البنية الجسمية اما اذا كان المعيار مابين 18.5و 24.5فيعتبر وزن الجسم في النطاق الطبيعي. واذا كان معيار كتلة الجسم ما بين 25- 29.9فيكون الانسان لدية زيادة وزن وليس سمنة. ومن المعروف ان السمنة ترتبط بمضاعفات ولادية خطيرة مثل سكر الحمل وارتفاع ضغط الدم الشرياني المصاحب للحمل وتسمم الحمل وتضخم حجم الجنين وتعسر ولادة الكتفين وكذلك زيادة حالات العمليات القيصرية. ولذلك يحتاج النساء الحوامل السمينات متابعة دقيقة أثناء الحمل واهتماماً خاصا وذلك لتفادي المخاطر المتوقعة ويحتاج متابعة الحمل لدى السمينات مشاركة العديد من الاطباء المختصين في مجالات عدة مثل الغدد الصماء وامراض القلب والشرايين بالاضافة الى استشاري امراض التوليد. مضاعفات السمنة على الصحة الانجابية: من الممكن ان تكون السمنة مانعا للحمل حيث توجد علاقة مابين معيار كتلة الجسم المرتفع وحدوث حالات العقم وكذلك يعاني العديد من السيدات السمينات من اضطرابات في الدورة الشهرية والاجهاضات المتكررة. وأوضحت دراسة قام بها لينستن وزملاؤه بأن ارتفاع معيار كتلة الجسم يرتبط بنقص وزن المواليد الاحياء وارتفاع نسبة فقدان الحمل المبكر في حالات اطفال الانابيب والتلقيح المجهري. وكذلك ضعف للاستجابة لتنشيط المبيضين في السيدات السمينات ولذلك ينصح اطباء العقم السيدات السمينات بإنقاص الوزن لتحسين نتائج الاخصاب والحمل. واوضحت الدراسات بأن توزيع الدهون في الجسم يلعب دوراًمهم في الاخصاب. فسمنة البطن تؤثر على نشاط المبيضين حيث تؤدي الى ارتفاع مستوى الانسولين اثناء الصيام وهرمون LH والاسترون والاندروسترون والتي تؤثر في التبويض بالمقارنة بسمنة الاطراف. واكثر المضاعفات التي تحدث للحوامل السمينات هي سكر الحمل وارتفاع ضغط الدم الشرياني وامراض الاوعية الدموية ومشاكل الجهاز التنفسي مثل الربو واضطرابات النوم و كذلك تزداد حالات التهابات الجهازالبولي والتهابات الجروح والتهابات بطانة الرحم.