فتح الشيخ جميل الحجيلان عدداً من الملفات الهامة في محطات حياته العملية المختلفة في منتدى القيادات الصحية التاسع الذي تنظمه مدينة الملك فهد الطبية برعاية "الرياض" إعلامياً بحضور عدد كبير من المسؤولين أمس الأول. وكشف الحجيلان في حديثه للحضور عن علاقته بالملك فيصل - رحمه الله - وقصة تعيينه أول وزير للإعلام وجمعه بين وزارتي الإعلام والصحة في آن واحد، كما تنقل معاليه بالحضور بين محطات حياته العلمية والدبلوماسية وما شهدته من مواقف خاصة كشف عنها لأول مرة. وقال الحجيلان إن أكبر تحد واجهته لدى استلامي مهمة العمل وزيراً للصحة في عهد الفيصل - رحمه الله - هو القضاء على مرض الكوليرا في المنطقة الشرقية، مشيراً إلى أنه لبى رغبة الفيصل في تولي مهام هذه الوزارة التي لها مساس مباشر بحياة المواطنين في نفس الوقت الذي يعمل فيه وزيراً للإعلام قبل أن ينتقل للعمل في عدة مواقع وسفارات لخدمة الوطن. وتحدث الحجيلان لحضور المنتدى عن سياسته في العمل بوزارة الصحة ومحاربته للبيروقراطية في العمل آنذاك، موضحاً أن الارهاق والمرض صعَّب عليه مهمة مواصلة العمل فتقدم للملك فيصل بطلب إعفائه من وزارة الإعلام التي شهدت في عهده أولى مراحل التأسيس والتطور وذلك ليتفرغ لوزارة الصحة وكان له ذلك في عام 1970م على الرغم من أنه لم يدرس الطب على حد قوله ولا يعرف وقتها لماذا يتعاطى المريض الأسبرين. وأضاف ضيف المنتدى أنه بدأ عمله بالصحة بجولة تفقدية على أرض الواقع على جميع مناطق وقرى المملكة للوقوف على واقع المنظومة الصحية آنذاك، مشيراً إلى أنه كان حازماً في عمله يحاسب المقصر أياً كان مستشهداً في حديثه على عدد من القصص والمواقف التي حدثت في عهده. وقال: كانت وزارة الصحة منذ أربعين عاماً شأنها شأن الوزارات الأخرى مرفق وطني محدود القدرة متواضع الأداء وميزانيتها آنذاك (500) مليون ريال وقفزت الآن لتصل ميزانية الخدمات الصحية ل (22) بليون ريال بالإضافة لعدد الأطباء السعوديين الذين لم يتجاوز عددهم في ذلك الوقت (150) طبيباً. وتناول جميل الحجيلان بإسهاب خلال حديثه خطط القضاء على مرض الكوليرا الذي ظهر في عهده في المنطقة الشرقية مؤكداً أن الملك فيصل أمر بتشكيل لجنة لهذا الأمر ومنحها صلاحيات عدة وتم خلال تلك المهمةاستخدام أحد القصور الملكية في المنطقة كمستشفى للطوارئ نظراً لكثرة الإصابات وعجز المستشفى المتواضع في الأحساء عن استقبال الحالات المصابة حيث بلغ عدد الوفيات بعد القضاء على الوباء ما بين 150- 200حالة، وكان هذا التحدي في بداية عمله مؤشر لصعوبة وحساسية العمل الذي سيواجهه في المستقبل. وعن احتياجات وزارة الصحة وامكاناتها المحدودة آنذاك قال الحجيلان انني قدمت للملك فيصل تقريراً عن واقع الوزارة آنذاك وقلت لجلالته ان المواطن لن يبالي ولن يقدر أي تطور في مجالات التعليم أو المواصلات أو غيرها إذا لم يجد العلاج المناسب لأبنائه لأن الصحة تفوق أي مطالب أخرى وقد أدرك الفيصل رحمه الله ذلك وأوعز للمالية للاستجابة في تعاملها مع الصحة. وختم الحجيلان حديثه بالتأكيد على ما شهدته الخدمات الصحية في المملكة من نمو وتطور إداري ومالي ونوعي يواكب زيادة عدد السكان قائلاً: يكفينا فخراً ودلالة على ما تحقق اننا نستقبل رؤساء دول للعلاج في مستشفياتنا.. ومضى قائلاً: أحببت عملي في الصحة رغم كثافة وحجم واختلاف مجالاته وكنت أشعر أنها أقرب الأعمال إلى حياة الناس وفيه نفع ومردود إنساني كلما تحقق عمل على نحو ما يجب أن يكون من الالتزام والاتقان. إثر ذلك فتح المجال لمداخلات الحضور والتي أجاب وعلق عليها معاليه. وكان المنتدى قد بدأ بالقرآن الكريم ثم ألقى المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فهد الطبية الدكتور عبدالله العمرو كلمة رحب فيها بضيف المنتدى واستعرض سيرته الذاتية ومحطات حياته العملية على مدى (45) عاماً وما شهدته من خدمات وإنجازات للوطن. وفي نهاية المنتدى قدم د. العمرو درعاً تذكارياً لضيف المنتدى، كما تم تكريم "الرياض" الراعي الإعلامي بهذه المناسبة.