سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأحماض الدهنية الأساسية تعالج أمراض القلب وتحسن أعراض الربو والتهابات الجلد والمفاصل زيت السمك الاختيار الأفضل والأكثر أماناً في الوقاية من أمراض الجهاز الدوري (2/1)
يعتبر الغذاء قليل الدهون مفيدا لصحة الإنسان أكثر من الغذاء الغني بالدهون، إلا أن أجسامنا تحتاج إلى كمية معينة من الدهون للنمو الصحيح وأداء وظائف الجسم. والدهون الضرورية للصحة الجيدة لا يستطيع الجسم تصنيعها وهي ما يسمى بالأحماض الدهنية الأساسية (EFAs) (Fatty Acids Essential). وقد سميت أساسية لأنها مثل الفيتامينات والمعادن يجب أن يحصل عليها الجسم من الغذاء. والأحماض الدهنية الأساسية تتكون من مجموعتين هما : أحماض دهنية أوميجا3، وأحماض دهنية أوميجا 6.وتشمل مجموعة أوميجا 3حمض الفالينولينك، وحمض إيكوزابتانويك، وحمض ديكوزاهكسانويك، وتوجد هذه الأحماض الثلاثة في بعض النباتات على شكل حمض الفالينولينك والذي يتحول في الجسم إلى حمض إيكوزابنتانويك والذي يتحول بدوره إلى حمض الديكوزاهكسانويك واللذان يعدان أكثر الأشكال الفعالة المطلوبة من مجموعة أوميجا 3.وبالتحديد فإن حمض الديكوزابنتانويك يتحول إلى مضادات الالتهاب من البروستاجلاندين، وهي مواد تشبه إلى حد ما الهرمونات تستخدم في جميع خلايا الجسم. وهذا التحول الأخير إلى بروستاجلاندين هو المسئول عن التأثير العلاجي لمجموعة أوميجا 3.أما مجموعة أوميجا 6فتشمل حمض السيسلينوليك، وحمض اللينوليك، وحمض جاما لينولينك. يوجد حمض السيسلينوليك في أنواع معينة من النباتات وزيوت الخضروات، أما حمض اللينوليك فيوجد بكثرة في معظم النباتات وزيوت الخضروات. وفي الجسم يتحول حمض السيسلينوليك إلى حمض جاما لينولينك، ويعتبر أكثر الأشكال العلاجية لمجموعة أوميجا 6.أما حمض جاما لينولينك فيوجد في نباتات معينة مثل نبات زهرة الربيع والزبيب الأسود وزيت نبات لسان الثور ويعتبر أكثر المصادر الشائعة الاستعمال. يقوم الجسم بتحويل حمض جاما لينولينك إلى مجموعة أخرى من البروستاجلاندينات المضادة للالتهاب. وهذا التحويل النهائي هو المسؤول عن التأثير العلاجي لمجموعة أوميجا6، ومع ذلك يجب ملاحظة أن حمض السيسلينوليك وحمض اللينوليك يمكن أن يتحولا إلى مركبات البروستاجلاندين المسببة لالتهاب.ومن أجل صحة جيدة فإن التوازن مطلوب بين الأحماض الدهنية الأساسية، ولكن لسوء الحظ فإن النظام الأمريكي المعتاد لا يوفر هذا التوازن، وبدلاً من ذلك ونظراً لاحتوائه على كمية كبيرة من زيوت الخضروات فإنه يوفر الكثير من حمض اللينوليك الذي يتحول عن طريق التمثيل الغذائي إلى مواد مسببة للالتهاب. كما أنه ينتج كمية غير كافية من الأحماض الدهنية المطلوبة لصنع المواد المضادة للالتهاب. وقد يستطيع الشخص وفقاً لاحتياجاته الخاصة إضافة أحماض دهنية من مجموعة أوميجا 6أو إضافة الاثنين معاً في برنامج الشخص الغذائي. وظائف واستخدامات الأحماض الدهنية الأساسية : إن من بين الأدوار الأساسية للأحماض الدهنية الأساسية دورها في تصنيع البروستاجلاندين وهي مواد شبيهة بالهرمونات تنتج وتستخدم بواسطة جميع الخلايا، وبمجرد تصنيعها فإنها تنظم جميع وظائف الجسم التي تشمل وظائف الجهاز الدوري والجهاز التناسلي وجهاز المناعة والجهاز العصبي، بالإضافة إلى أن الأحماض الأساسية تمثل جزءاً من تركيب غشاء الخلية وبهذا تساعد على حماية الخلايا من اختراق السموم أو البكتريا أو الفيروسات أو المواد التي تسبب مرض السرطان أو المواد المسببة للحساسية. ومن السهل أن يعرف الشخص لماذا ربطت الأبحاث بين عدم توازن الأحماض الدهنية الأساسية وبين مختلف الأمراض المزمنة مثل أمراض السرطان والقلب والتهاب المفاصل والحساسية والاضطرابات المناعية المختلفة ( د. شاري ونانسي ). الأحماض الدهنية الأساسية وأمراض الجهاز الدوري : عندما لاحظ البحاث أن سكان الأسكيمو في جرين لاند لديهم معدلات ضئيلة جداً من أمراض القلب، وكذلك انخفاض نسبة الإصابة بالسرطان أو مرض السكر على الرغم من أن غذاءهم يحتوي على كمية كبيرة جداً من الدهون، بدأ الاهتمام بالأحماض الدهنية الأساسية. حيث اكتشفوا أن غذائهم غني بحمض إيكوزابنتانويك وحمض ديكوزاهكسانويك وهي أحماض دهنية من مجموعة أوميجا 3والموجودة في أسماك المياه الباردة والثدييات البحرية التي تمثل الجزء الأكبر من غذاء الأسيكمو. ولقد أكدت الدراسات في كل من اليابان وهولندا والسويد أنه كلما زاد استهلاك الأسماك الغنية بأوميجا 3كلما انخفضت نسبة الإصابة بأمراض القلب. كما أوضحت العديد من الدراسات أن حمض الإيكوزابنتانويك يقي من أمراض القلب وهذا الحمض يعمل على منع التصاق الصفائح الدموية بجدار الشرايين الدموية. والصفائح الدموية هي خلايا دموية تمكن الدم من التجلط والتجمع مما يساعد على تصلب الشرايين، ويعمل حمض الإيكوزابنتانويك كمسيل طبيعي للدم. مما يساعد على الوقاية من تصلب الشرايين. كما أظهرت الدراسات التي أجريت على حمض جاما لينوليك نتائج مشابهة للنتائج السابقة. كما أظهرت الدراسات التي أجريت على نبات زهرة الربيع وهي إحدى المصادر الغنية بحمض الجاما لينوليك مع دراسة أخرى على زيت الأسماك نتائج إيجابية في تحسين نسبة الدهون غير الطبيعية لدى بعض مرضى الداء السكري بافتراض أنهم يتناولون المكملات الغذائية لفيتامين ه. وقد أبدت دراسات عديدة أن زيت السمك سواء تناوله الشخص في السمك أو كمكمل غذائي أفضل من الأسبرين في الوقاية من الإصابة بأمراض القلب حيث لا يصاحب بقرح المعدة أو نزيف الجهاز الهضمي أو فقر الدم أو أي آثار جانبية أخرى تحدث عند تناول الأسبرين كمرقق للدم. وأفادت الدراسات التي استخدم فيها زيت السمك مع الأسبرين وجد أن الخليط أكثر فاعلية من الأسبرين وحده. كل هذه العوامل تجعل من زيت السمك الاختيار الأفضل والأكثر أماناً في الوقاية من أمراض الجهاز الدوري لدى الأشخاص المعرضين للإصابة مع الأخذ في الاعتبار أن حمض الإيكوزابنتانويك يخفض المستويات العالية للدهون الثلاثية وهو عامل الخطورة في الأمراض القلبية. إن الأحماض الدهنية الأساسية لها فاعلية عظيمة في علاج أمراض القلب، وهناك دلائل على أن زيت السمك يخفض ضغط الدم وكذلك يمكنه أن يخفف من ألم الصدر أثناء بذل الجهد لدى الأشخاص المصابين بالذبحة الصدرية، ويمكن استعمال حمض الأيكوزابنتانويك بعد عملية توصيل الشرايين لقدرته على تسييل الدم، كذلك فإن له القدرة على خفض ضغط الدم المرتفع الناتج عن التوتر لدى الحيوان، وأيضاً يخفف من ألم الذبحة الصدرية لدى الإنسان ( د. شاري ونانسي ). دور الأحماض الدهنية الأساسية على جهاز المناعة والالتهاب : لقد وجد العلماء أن كل من حمض الإيكوزابنتانويك وحمض جاما لينولينك لهما تأثير إيجابي على وظائف الجهاز المناعي وكذلك الالتهابات، حيث تقوم هذه الأحماض بإيقاف تأثير البروستاجلاندينات المسببة للالتهاب، ويؤدي الإيكوزابنتانويك إلى تحسين الأعراض في الربو الشعبي والتهابات الجلد والتهاب المفصل الروماتويدي ومرض الراينود ومرض الذئبة الحمراء والتهاب المفاصل الصدغي والصدفية والنقرس. وكانت هناك دراسة تم فيها استخدام جرعات عالية مقدارها 1.4جرام من حمض جاما لينولينك مستخلصة من زيت بذر لسان الثور فقد وجد أن هناك تحسناً في الأعراض لدى مرضى التهاب المفاصل الروماتويدي، كما وجد أيضاً في دراسات أخرى أن حمض جاما لينولينك يقلل أعراض الأكزيما والتهاب الجلد ويقلل من مساحة الجلد المصابة، وقد وجد أيضاً أن له فوائد إكلينيكية لمرضى الاضطرابات المناعية مثل الذئبة الحمراء والتصلب المتعدد. ونظراً إلى أن طريقة حمض جاما لينولينك المضادة للالتهاب تختلف عن طريقة الإيكوزابنتانويك فإن كلا منهما يكمل عمل الآخر.