استهجن الدكتور محمود الزهار القيادي في حركة (حماس) تصريحات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حول منظمة التحرير في مهرجان إحياء الذكرى الرابعة لرحيل ياسر عرفات في رام الله الاسبوع الماضي، مؤكداً على ضرورة إعادة المنظمة إلى واقعها الأول الذي أسسها عليه أحمد الشقيري. وقال الزهار في تصريحات تلفزيونية "نحن نريد أن ننظف هذا الوعاء السياسي المسمى منظمة التحرير من كل الدخلاء والتجار والخونة والجواسيس ليوضع فيه ممثل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج"، حسب تعبيره. وكان عباس شن هجوماً قوياً على "حماس" في كلمته في مهرجان إحياء ذكرى رحيل عرفات، وقال:"إن منظمة التحرير تشرف من يدخلها، ولا تتشرف بمن يدخلها"، على حد قوله. وشن الزهار هجوما لاذعاً على تصريحات الناطق باسم حركة "فتح" أحمد عبد الرحمن والذي وصف نواب حركة حماس ب"أنهم غير شرعيين وأنهم سقطوا مع الانقلاب ومكانهم القضاء"، وقال "أحمد عبد الرحمن الأفضل في البداية أن يذهب ليغسل وجهه حتى يعرف الناس من ينتخبوا، فهم لن ينتخبوا مكياج". وأشار إلى وجود أزمة تحياها "حكومة رام الله" وقيادات "فتح"، مضيفاً :"سلام فياض طلب من المجلس التشريعي جلسة حتى يأخذ الثقة وتم التحضير للجلسة ولم يأت، وقبل أن يأخذ شرعيته من أنابوليس، وبالتالي هذا الكلام يعكس كم هي الأزمة الحقيقية التي تعيشها هذه القيادات، القيادات الكرتونية التي ضحكت على العالم كثيراً فاكتشفها الشعب الفلسطيني وقرر أنها لا تصلح". وعن السبب وراء ربط بعض قيادات حركته خطاب عباس الأخير بالهجمة الإسرائيلية على "حماس"، رد الزهار بقوله:"هذا ليس سراً، وإلا فما معنى التعاون الأمني، ومن الذي يحاصر، الذي يحاصر أطراف معينة، الأطراف الأساسية فيها أبو مازن و(إسرائيل)". وتابع:"إذا كنا تجار مخدرات كما يقول "الرئيس عباس" ولا يوجد عنده دليل، ونريد أن نذكره بالنواب الذين كانوا يتاجرون بالأراضي في سيناء ومن يتاجر في الجوالات، لذا هو يهين نفسه عندما يقول هذا الكلام، والكذب ليس له أرجل". وعما تريده (فتح) من الحوار، قال الزهار: "نحن نعرف ما يريدون، يريدون أن يمددوا لأبي مازن ونحن لا يوجد عندنا مشكلة، المشكلة إذا مدد له وكان هناك اتفاق يمكن أن يوقع عليه الشعب الفلسطيني، ولكن لن يكون التمديد ساري المفعول إلا إذا وقعت عليه (حماس) ووافقت على ذلك، وأرادوا شيئاً آخر أيضاً، أن يأخذوا الحكومة، ولكن نحن متيقظون لذلك ونعرف ما يريد الطرف الآخر". واستهجن الزهار إشادة عباس بمؤتمر "أنابوليس" والذي وصفه بأنه "فرصة تاريخية لفتح صفحة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط لتحقيق الأمن والسلام". وأضاف: "يريد كل الدول العربية ان تطبع مع (إسرائيل)، هذه هي الصورة الجديدة، أنابوليس عبارة عن شكل جديد للتطبيع وحذرنا منه، وهو حزين (أي الرئيس عباس)؛ لأنه لم يحصل ذلك". في رام الله اكد صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير امس ان عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيجتمعان غداً (الاثنين) في القدسالغربية. واشارت وكالة "معا" الى ان مصادر اعلامية اسرائيلية قالت إن الاجتماع سيتناول تطورات الاوضاع في قطاع غزة والمواجهات الاخيرة بين الجيش الاسرائيلي والمقاومة الفلسطينية وتأثيراتها على التهدئة.