قلل خبير مالي أوروبي رفيع المستوى من أن تقود الأزمة المالية العالمية الراهنة الى تغيرات صارمة في النظام المالي العالمي. وقال الأزمة عميقة ويجب أن تكون القرارات جذرية وطالب بفرض رقابة صارمة على دور البنوك وآلية تصنيف الأوراق المالية لوكالات التصنيف وإعادة النظر في رواتب مديري البنوك الكبيرة وتمنى الدكتور إتيان دكلتاي رئيس الجمعية الملكية للسياسة الاقتصادية في مملكة بلجيكا ورئيس القسم الاقتصادي والأقسام المالية في بنك دقرووف ddgruuf في حوار مع الرياض الاقتصادي أن السعودية تؤدي دوراً في مساعدة الاقتصاد العالمي عبر استثمارات خارجية تعود عليها مستقبلاً بعوائد مجزية مشير أن الاقتصاد السعودي في منأى عن الأزمة وفي ما يلي نص الحوار مع الدكتور إيتان الذي شغل منصب مستشار رئيس الوزراء في بلجيكا وايضاً مستشار وزير المالية وأمضى اربع سنوات ضمن فريق العمل بصندوق النقد الدولي أنظمة السوق ومهام صندوق النقد الدولي @ الفائدة المتوقعة من اجتماع الزعماء الدوليين في قمة 15نوفمبر القادمة التي ستنعقد في الولاياتالمتحدةالأمريكية؟ - الفائدة الأولى أنها حدثت، وهذا يعني أن الجهات المسؤولة اتخذت التقديرات المطلوبة للقضية وما ينتظره العالم المالي منها من أجل قرارات تتناسق مع المقدرة العامة، أما اجتماع (ساوبولو) فلم يعط قرارات ملموسة ولكنه صرح بأفكار وموضوعات عامة، هذه القرارات المرجوة من (واشنطن) يجب أن تدور حول عدة موضوعات، مثلا صندوق النقد الدولي يجب أن يقوم بمهام جديدة وأن يكون له تصور عميق لشكل وملامح العالم المالية الجديدة، وأن يتلقى المساعدات والصلاحيات للقيام بهذه المهمة، وللمصادفة الغريبة أن ثقل بعض الدول سريعة النمو والثروة مثل الهند أقل من بلادي (بلجيكا) في مجلس الصندوق الدولي وهذا غير عادل أبدا خصوصا أن عدد سكان الهند ضعف عدد سكان بلجيكا مائة مرة. ويجب أيضا في هذه القمة الحديث عن أنظمة السوق من حيث الاجراءات، وأوربا تطالب بذلك مع تحديد مستويات المؤثرين في العالم المالي، والحديث عن وكالات التصنيف للأوراق المالية ولكن بحذر حيث يفضل البحث عن طريقة يمنع بها صراع الفائدة المعطاة بين وكالات التصنيف وبيوت الخبرة المالية ولكن دون تدخل السلطات الحكومية لتحديد نسبة الفائدة، حيث يعطي ذلك انطباعات كاذبة عن قيمة المنتج المالية، وكل ذلك من أجل رفع درجة الشفافية. قلة السيولة وصعوبة الإقراض @ ما سبب أن يتجه الاقتصاد العالمي في النهاية إلى الكساد؟ - سببه افتقاد الثقة للمستهلك وللمنتج، حيث بعد خسارة ما أستثمر من أموال أصبح الناس يسألون ماذا سيحدث غدا إضافة إلى قلة السيولة وصعوبة الإقراض؟، كل ذلك كان نتيجة الاقتراض للاستثمار في سوق العقار الأمريكي (سبرايم)، ولكن نتج من تلك الأزمة ميزة نزول نسبة الفائدة للاقتراض. رواتب مديري البنوك كبيرة @ هل تتوقعون أن تؤدي الاضطرابات المالية في العالم إلى نشوء نظام دولي جديد؟ - احتمال بسيط أن تقود الأزمة الراهنة الى تغيرات صارمة في النظام المالي ولكن يظل احتمالا وقد لا يحدث شيء الأزمة الحالية عميقة وإذا تحسنت الأمور سيبقى الإحساس عميقا بأنه ليس ما يمنع أن تتكرر الأمور مرة أخرى، إلا إذا تنبه القادة السياسيون ألا تكون القرارات ذات نتائج مؤثرة لفترة مؤقتة، بل يجب أن تكون جذرية مثلا إعادة النظر في صندوق النقد الدولي وقواعد المحاسبة وصناديق hedg fund ومراقبة دور البنوك وآلية تصنيف الأوراق المالية لوكالات التصنيف، وإعادة النظر في رواتب مديري البنوك الكبيرة.. من كل ذلك يوجد دروس لابد من الاعتبار منها خصوصا عندما تفكر في أكبر خمسة بنوك استثمارية في الولاياتالمتحدة خلال ال 12شهراً الماضية والظروف الحالية. السعودية صوتها مؤثر @ كيف ترون الدور الذي يمكن أن تقوم به بعض الدول التي قد تكون الأقل تضررا من الأزمة مثل المملكة العربية السعودية؟ - المملكة العربية السعودية تستطيع أن تؤدي دورا على عدة مستويات فهى ضمن مجموعة G20 المشاركة في قمة واشنطن ومملكة بلجيكا لا تمتلك هذه المكانة بالتالي لها صوت مؤثر بالاضافة الى دورها الاساسي كأكبر منتج في دول أوبيك للنفط ومؤثر رئيسي في أسواقه. اليوم سعر النفط انخفض وهذا ايجابي للدول المستهلكة وهى دول صناعية.. حيث تزداد قدراتها الشرائية ولكن نزول سعر النفط أكثر من ذلك سوف يحد من قدرة الدول المنتجة للنفط للاستيراد وستتأثر بذلك الدول الصناعية وهى دول مستهلكة للنفط ويعتمد اقتصادها على التصدير، أجيب عن هذا السؤال وأنا أرى حالة دولة ألمانيا حيث انخفضت صادرتها.. ما أريد أن أقوله هو ضرورة توازن أسعار النفط وأن استهلاكنا نحن الغرب للنفط يدر فائدة غير مباشرة لنا وأن علاقة الغرب بالمملكة العربية السعودية نموذجية وينبغي تعميمها على كل منطقة الشرق الأوسط. دور رئيسي @ الدور المتوقع أن يقوم به صندوق النقد الدولي لدعم الدول التي تضررت من الأزمة؟ - دور رئيسي وقد بدأ الصندوق بالفعل ويجب التعاون معه لكي يستطيع تلبية الاحتياجات الموكلة إليه الحل يبدأ من السوق العقاري @ ما الحلول في نظركم للخروج من الأزمة خاصة ما يتعلق بعملية إصلاح الخلل في أسواق المال العالمية؟ - الجزء الأكبر من الحلول نفذ والآن يجب متابعة إعادة إحياء الاقتصاد عبر ضخ السيولة عن طريق تسهيل القروض والمؤسسات الأمريكية يجب إن تطرح منتجات عقارية أكثر سلامة وتعيد الحياة لسوق عقارها كي يستطيع ان يسدد الالتزامات التي عليه لان الحل يبدأ منه أو أن تدعمه الولاياتالمتحدة، وأن تكون قمة واشنطن تحمل في واجباتها تساؤلات العامة كي تعود الثقة وبدون ذلك ستكون بحاجة الى وقت أطول حتى تتحسن الأوضاع. كارثة 1929لن تتكرر @ حجم الأضرار المتوقع حدوثها على الاقتصاد العالمي؟ - اتيان دكلتاي: نحن متجهون إلى انخفاض كبير في النمو الاقتصادي العالي فهو لن يتجاوز 2% بأفضل الأحوال ونسبة البطالة سوف تزداد في الدول الصناعية وتنخفض أرباح الشركات بشكل واضح وكذلك أسعار المواد الخام تحت وطأة انخفاض الطلب عليها ولكن كل هذا لا يعني أن كارثة 1929سوف تتكرر. السعودية من الدول التي يطلب منها المساعدة @ ما الضرر الذي سيلحق بالاقتصاد السعودي من الأزمة العالمية ؟ - المملكة العربية السعودية في حالة جيدة وبالرغم من انخفاض سعر النفط، إلا أنها من الدول التي يطلب منها المساعدة وليست هي التي تطلب المساعدة، وتستطيع المملكة أن تساعد الاقتصاد العالمي عبر استثمارات خارجية على مدى استراتيجي لا يقل عن عشر سنوات يعود عليها بعوائد ايجابية. التضخم لن يعود مجدداً @ الأوجه الايجابية للازمة العالمية خاصة ما يتعلق بإيقاف مستويات التضخم وانخفاض أسعار السلع الأولية؟ _ دائما لأي أزمة وجه ايجابي، حيث سوف تحد المضاربة لتحقيق الأرباح في زمن قصير وأدت إلى ارتفاع كثير من أسعار السلع، وأما تهديد عودة التضخم قريبا فهذا غير وارد بعد أن انخفضت قيمة الأصول التي سوف تجبر المستثمرين على الصبر لتحقيق أرباح ايجابية.