ظلال الضحى خاملة بقايا من الطين.. أغنية في فم الذكريات وريح تبيح دم السابلة.. أخوض بعرض المكان أدك برجلي على صدره في قبضتي مبضع الوقت أملؤه من دموع الخيال.. وأزرعه في دمي المستباح وأدخل في نوبة ذاهلة! @@@ هنا بجوار الجدار الذي شقت الريح في رأسه معبراً للفصول.. هنا كان جدي يعانق موسمه الشاعري.. كان جدي يغافل أنفاسه ليغني: (يا بندقي مالي من الخمسة كنيف وأمسيت أنا فملايمه مالي هوى لا نتبع المقفي ولا نبغى حليف مادام أنا وياك فالدنيا سوى) وينطلق الصوت بين البيوت تعوث به ردهات الممرات تنتحل الصوت في الصوت: (يامقرحي مالي من الخمسة.. ويرتد ينتحل الصمت في الصمت والحذف في الحذف ما عاد في ردهات البيوت سوى بعض صوت: (يا مقرحي مالي يا مقرهي.. يا مقر.. هيا) @@@ (مرجان) يجتته الصوت من نوعه تعوّد مرجان نوم العشاء.. ينام من العصر حتى العشاء.. وفي آخر الليل.. صفرة عينيه تضوي الدروب (مرجان) أو هو يدعى (بريك) على ظهره يضرب (الزير).. تضربه خطوات الرماة..! ورائحة الدرب فاقعة.. تستفز الرواشين بارودها السلم للسلم حد الحياة! @@@ يا مقرحي.. أبي أدرك الصوت منتحلاً فاصطفى (العرج) من دون (بارود جدي) أبي لم يكن ضد ذاك النداء ولا كان ضدي! أجيء وخارطة الدرب عندي (حذاء) أبي يزلزلني (الملح) لكنه لم يكن مأربي! يا مقرحي.. تغوص الوجوه برمل الظلال ومازالت الأرض عندي حذاء أبي!! يا مقرحي.. هو الصوت حنجرة الأرض والطين والراحلين.. (لقد مات جدي ومات أبي وفي قريتي ألف حي يموت..! سوى الصوت حنجرة الأرض والطين بين البيوت.. فإن صاح يوماً حفيدي الذي لم يجيء.. (يا بندقي مالي من الخمسة كنيف.. سينتحل الصوت في الصوت: يا مقرحي.. حينها يهرع الناس رائحة الدرب تجتث (مرجان) من نومه لينام السكوت!! @ المقرح ساحة تتوسط قرية سويقة بينبع النخل كانت ومازالت مسرحاً للأحداث التاريخية والاحتفالات.