صدمنا جميعاً بخروج منتخبنا الشباب خالي الوفاض من البطولة التي نستضيفها في الساحل الشرقي، ولكن للأمل بقية. فقد شرفني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز بحضور المباراة النهائية لكأس الاتحاد السعودي لدرجة الشباب بين النصر والأهلي، وتسليم الكأس والميداليات. فكانت المفاجأة السارة الأولى الحضور الجماهيري أهم أسرار النصر، ثم سررت بالحضور الإداري والشرفي، وكانت قمة السعادة بمستوى الفريقين الرائع، حيث لا خوف على مستقبل الكرة السعودية بإذن الله. فالأبطال الذين أمتعونا في ذلك الخميس الممطر كالعنزي وغالب والنصار والرشيدي وصاحب الهدف البقمي وبقية الفرقة الصفراء يبشرون بمستقبل زاهر للعالمي، ولن أخفي استغرابي من بقاء الجيزاني على مقاعد الاحتياط رغم قدراته الهجومية، وحزني الشديد على الإصابة البالغة التي لحقت بأفضل لاعبي الفريق - من وجهة نظري الخاصة - "مصعب العتيبي". أما الفرقة الخضراء فقد كانت شاهداً على نجاح أكاديمية الأهلي، حيث اللعب باحترافية ونقل الكرة بالعقل قبل القدم، فكانت رؤية برناوي والخيبري وساقان والفرج والشمراني وبقية المجموعة الشابة تسر الناظرين، ولعلي أتوقف عند أفضل لاعب في المباراة - من وجهة نظري الخاصة - كرستيانو رونالدو الصغير "أحمد العوفي"، الذي يختلف عن جميع من في الملعب في كل شيء، والمحافظة عليه مسئولية جسيمة يمكن أن تنتج لنا نجماً مميزاً فوق العادة. يقول مسئول أكاديمية "تشلسي" نحن ننفق ثمانية ملايين جنيه في العام ( 64مليون ريال) وهدفنا إنتاج لاعب عالمي واحد كل عام ونصف ( 18شهراً)، وقد رأيت في ذلك الخميس الممطر أكثر من نجم يمكن لهم الوصول إلى العالمية متى عرفنا كيف نرعاهم ونطورهم ونحافظ عليهم. شكراً في البداية لسمو الرئيس العام الذي منحني شرف مشاهدة شباب يثلجون الصدر، وشكراً للنصر والأهلي لغرس الطمأنينة على مستقبل الكرة السعودية، وشكراً للتغطية الإعلامية التي أعادت تواصلي مع أصدقاء نصراويين فرقتنا ظروف الحياة فاتصلوا يباركون لأنفسهم بالبطولة المستحقة ويقلبون معي صفحات ماضينا الجميل. سفيرنا القادم لأوروبا حطم مقالي الماضي جميع الأرقام القياسية في عدد المشاركات في منتدى الكتاب حيث كسر حاجز الثلاثمائة مشاركة، وفي اليوم التالي لنشر المقال استوقفني زميل في الجامعة قائلاً: "تراك أزعجتنا بياسر كأن ما في السعودية إلا هو"، فتقبلت نقده بصدر رحب ووعده بمراجعة الأمر، ولكن نتائج استفتاء المقال تقول بأنكم ترون أن أكثر لاعب سعودي مؤهل للاحتراف في الملاعب الأوروبية هو ياسر القحطاني بواقع 151صوتاً، ثم محمد نور 131، تلاهما عبده عطيف ب 96، ثم مالك معاذ 72، فخالد عزيز وأحمد الفريدي 30، ليأتي نجما النصر ريان بلال 22وسعد الحارثي 21صوتاً، مع التأكيد أن عينة الاستفتاء غير عشوائية ولا تمثل الرأي العام، لأنها محصورة في قراء الرياض عبر موقعها على الإنترنت، ولازالت كرة القدم السعودية بحاجة لإحصاءات دقيقة تسهم في رسم طريق المستقبل. ولعلي أختم بسؤال القارئ الكريم عن أهم ثلاث صفات في سفيرنا القادم لأوروبا، فوعي قارئ الرياض يشكل إضافة هامة للحوار الدائر حول احتراف نجومنا في أوروبا، فأين المشكلة؟ وما الحل؟، وعلى دروب الوعي نلتقي،،،