استكمالا للحديث الأسبوع الماضي حول الأحماض الامينية نتطرق اليوم إلى عدد اخر من تلك الاحماض والتي منها: التيروسين وهو المادة الأصلية التي يتكون منها الناقلان العصبيان النورإبينفرين والدوبامين اللذان يحسنان الحالة المزاجية فضلاً عن بعض التأثيرات الأخرى. ويعمل التيروسين كمنشط للمزاج، ونقص هذا الحمض الأميني يؤدي إلى حدوث نقص في النورإبينفرين في المخ والذي قد يؤدي بدوره إلى الاكتئاب. والتيروسين يخفض الشهية ويساعد على إنقاص الدهون في الجسم كما يساعد على إنتاج الميلانين (وهو المادة الملونة التي تكسب الجلد والشعر اللون الطبيعي) وله تأثير على وظائف الغدد الكظرية والدرقية والنخامية. كما يدخل أيضاً في عملية أيض الحمض الأميني الفينيل ألانين. ويتحد التيروسين مع ذرات اليود لتكوين هرمونات الغدة الدرقية. فلا عجب إذن في أن نقص التيرسين يؤدي إلى مرض انخفاض ضغط الدم، وانخفاض درجة حرارة الجسم (مثل اليدين والقدمين الباردتين)، ومتلازمة الساق المتململة. وتستخدم مكملات " التيروسين " في تخفيف التوتر. وأظهرت الدراسات أنه يكون مفيداً في علاج الإعياء المزمن وحالات الميل المستمر للنوم. كما استخدم في علاج القلق والاكتئاب وفرط الحساسية والصداع. واستخدم أيضاً في علاج حالات الإدمان ومرض باركنسون. الثريونين Threonine: الثريونين هو حمض أميني أساسي يساعد في المحافظة على التوازن البروتيني في الجسم. وهو مهم في تكوين الكولاجين والإلاستين بالأنسجة الضامة، ويكون مفيداً للكبد ووظيفته المتعلقة بمنع تراكم الدهون فيه إذا استخدم مع حمض الأسبارتيك والميثيونين. وجد الثريونين في القلب والجهاز العصبي المركزي والعضلات الهيكلية، ويساعد على منع تراكم الدهون في الكبد. وهو ينشط جهاز المناعة بمساعدته في إنتاج الأجسام المضادة. ونظراً لقلة ما تحتويه الحبوب من الثريونين، فإن النباتيين يكونون أكثر عرضة للإصابة بنقص الثريونين . ثنائي ميثيل جلايسين Dimethylglycine (DMG): ثنائي ميثيل جلايسين هو حمض أميني مشتق من الجلايسين، أبسط الأحماض الأمينية. وهو يعمل كمادة بنائية لكثير من المواد المهمة وتشمل الحمض الأميني "الميثيونين"، "والكولين"، وعدداً من الهرمونات والناقلات العصبية المهمة، والحمض النووي DNA. توجد كميات منخفضة من ثنائي ميثيل جلايسين في اللحوم والبذور والحبوب. ونقص تناول هذا الحمض الأميني في الغذاء لا يكون مصحوباً بأعراض نقص محددة، ولكن تناول مكملات منه يمكن أن يكون له آثار مفيدة واسعة النطاق، وتشمل مساعدة الجسم على الاحتفاظ بمستويات عالية من الطاقة وتقوية النشاط الذهني. وقد وجد أن هذا الحمض الأميني ينشط جهاز المناعة ويخفض مستويات الكولسترول والجلسريدات الثلاثية في الدم. وهو يحسن الاستفادة بالأكسجين في الجسم، ويساعد على معادلة ضغط الدم ومستويات السكر في الدم ويحسن وظائف كثير من أعضاء الجسم المهمة. وقد يكون مفيداً في السيطرة على تشنجات الصرع. Aangamik DMG من إنتاج FoodScience Laboratories هي مصدر جيد للحمض الأميني DMG . حمض جاما-أمينوبيوتيريك Gamma-Aminobutyric Acid: حمض جاما- أمينوبيوتيريك GABA هو حمض أميني يعمل كناقل عصبي في الجهاز العصبي المركزي. وهو ضروري لعمليات الأيض بالمخ ويساعد على أداء المخ لوظائفه بصورة سليمة. وحمض جاما-أيموبيوتيرك يتكون في الجسم من حمض أميني آخر هو حمض الجلوتاميك، ووظيفته هي خفض نشاط الخلايا العصبية ومنع اندفاع أو انفلات حدة هذا النشاط كما أنه يتعاون مع النياسيناميد Niacinamide والإينوسيتول Inositol في منع الإشارات العصبية المتعلقة بالقلق والتوتر في الوصول إلى المراكز الحركية بالمخ عن طريق شغل مواقع المستقبلات المتصلة بتلك المراكز. ويمكن تناول GABA لتهدئة الأعصاب بنفس الطريقة تقريباً مثل الفاليوم Valium والليبريوم Librium وغيرها من العقاقير المهدئة، ولكن دون الخوف من حدوث الإدمان. ويستخدم GABA في علاج الصرع وارتفاع ضغط الدم. ويمكن استعماله في تحسين الرغبة الجنسية نظراً لتأثيره المضاد للتوتر والقلق. كما أنه مفيد لعلاج تضخم البروستاتا، ربما بسبب أنه يلعب دوراً في آلية التحكم في إفراز الهرمونات الجنسية. GABA له فعالية في علاج حالة ضعف الانتباه (مع التهيج العصبي) Attention deficit disorder. ومع ذلك فإن الإسراف في تناول GABA يمكن أن يسبب زيادة القلق وقصر النفس والشعور بتنميل حول الفم ووخزاً في الأطراف.