كشف الدكتور عبدالله المسند عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم والمشرف على قناة كون بجوال "الرياض" عن طبيعة الحالة الجوية التي تمر بها المملكة منذ أسبوعين. قال: الحمد لله مطرنا بفضل الله ورحمته ، وفي خلال فترة قصيرة تأثرت المملكة طقسياً عبر حالتين ممطرتين ولله الحمد: الأولى وقد انتهت عبر بوابة المنخفضات الاستوائية وذلك عندما تأثرت الجزيرة العربية آخر شهر شوال بنظام الطقس الاستوائي عبر تخلق منخفض عميق فوق شمال المحيط الهندي ما برح أن تطور وأصبح عاصفة استوائية أثرت على كل من اليمن وغرب سلطنة عمان والسعودية والعراق بأمطار متفرقة وفي شرق اليمن غزيرة ومدمرة راح ضحيتها أكثر من 100شخص. والحالة الثانية وهي أطول وأغزر مطراً وقائمة عبر بوابة الكتلة الهوائية المدارية الرطبة والنشطة والتي شكلت حالة عنيفة من عدم الاستقرار الجوي في المملكة ، هذا الكتلة الرطبة الحاملة لكميات هائلة من بخار الماء تخلقت بإذن الله فوق بحر العرب وشمال المحيط الهندي ثم دفعتها الرياح الموسمية فوق القرن الأفريقي وأثيوبيا ثم نقلت عبر منخفض جوي مداري متمركز فوق السودان والبحر الأحمر إلى الجزيرة العربية عبر جنوبها الغربي وباتجاه الشمال الشرقي لتقطع حوالي 3000كم، هذا من جهة ومن جهة أخرى تمركز منخفض جوي آخر فوق إيران من عدة أيام ساهم الأخير في تحفيز منخفض البحر الأحمر ليجثم فوق المملكة لعدة أيام، حيث اندمجت الكتلة الرطبة فوق السعودية مع أخرى فوق إيران وكونا كتلة رطبة عظيمة ومنخفضاً حرارياً سطحياً فوق المنطقة تشكلت منها بأمر الله حالة جوية عنيفة وممطرة وغير مستقرة، وهذا لم يكن لولا التفاعل الديناميكي بين المنخفض السطحي فوق المملكة ولسان من الهواء البارد في طبقات الجو العليا الذي هيأه الله سبحانه وتعالى ليساهم بشكل رئيس في تشكل السحب الركامية الممطرة بإذن الله. واضاف: أن هذه الوضعية الجوية إذا ما توافرت شروطها كاملة تعد أكثر أمطاراً من المنخفضات الجوية الأخرى، ونسبة تكرارها في المملكة نادرة، كما أنها عند نشوئها تشكل حالة جوية غير مستقرة وعنيفة تستمر لعدة أيام، مشيراً إلى أن يومي الأحد والاثنين الماضيين أصبحت السعودية في المركز الثالث عالمياً بعد روسيا والبرازيل في حدة عدم استقرار الجو. وأشار إلى أن الحالة الجوية هذه معقدة وغير مستقرة، حيث بدأت آثارها العملية بنزول المطر من ليلة الأحد الماضي عندما شهدت المنطقة الوسطى خاصة هطول أمطار قياسية بلغت (53، 49، 48، 43،5، 40، 32ملم في علقة، المذنب، الزلفي، عنيزة، بريدة والرس على التوالي)، وهذا يعني أن هذه المدن والمحافظات هطلت عليها أكثر من ثلث الكمية السنوية الوسطية في يوم واحد، وأعقب هذا أمطار غزيرة ليلة الاثنين الماضي شملت كل من القصيموالزلفي وسدير والوشم وحفر الباطن والأفلاج تلت ذلك أمطار غزيرة على منطقة الرياض يومي الاثنين والثلاثاء والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. وقال إن النماذج العددية التنبؤية كانت قد كشفت عن حالة مميزة تتركز عبر قطاع يبدأ من جنوب غرب المملكة حتى شمال شرقها مروراً بوسطها حيث توقعت النماذج العددية أن تهطل أمطار تصل من ( 50- 100ملم)، وقد حصل شيئاً من هذا يوم الأحد وليلة الاثنين مما تسبب بجريان سطحي لمعظم الأودية في المناطق الممطورة. واختتم الدكتور المسند حديثه بان المعطيات المناخية تشير بمشيئة الله إلى أن هذه الحالة المميزة "الخير 29" تستمر حتى مطلع الأسبوع القادم خاصة وسط المملكة ولكن مع ضعف في الرطوبة ومن ثم الأمطار (والله أعلم).