في وقتنا الحاضر اصبح وجود الخادمة في المنزل من اول الضروريات حيث لاتكتفي بعض الاسر حتى الصغيرة منها بخادمة واحدة فقد تجد في بعض الاحيان ان اعداد الخادمات يتعدى عدد افراد الاسرة. ومن المؤسف ان مجتمعنا اصبح يعتمد على العمالة المنزلية بشكل كبير. بل واصبح وجود الخادمة شرطاً اساسياً لبدء الحياة الزوجية فأصبحت الخادمة تقوم بدور الام ودور المربية وبعيدا عن المشاكل الكثيرة جدا من وجود بعض الخدم فاننا سوف نتطرق اليوم الى التاثيرات السلوكية والصحية لوجود الخادمة على الطفل نتيجة احتكاكها المباشر بالطفل بعيدا عن عناية الام ورعايتها حيث قد تجد الام مشغولة في عملها خارج المنزل موكلة جميع اعباء الامومة الى تلك الخادمة التي يقضي معها الطفل معظم وقته فيكاد الطفل لايرى ابويه الا نادرا. الاضطرابات النفسية عند ابتعاد الأم عن الطفل قد يعتبر القلق البسيط والتوتر مقبولا الى حد ما في نمو الطفل ولكن عندما يبدأ هذا التوتر في التأثير على تطوره ونموه وحياته بصفة عامة وعلاقته بالآخرين فان ذلك يعتبر شكلا مرضيا ومن اهم انواع القلق عند الاطفال هو قلق الانفصال separation anxiety وهو عبارة عن بعض اعراض التوتر التي تصاحب الطفل عند حرمانه من اشخاص تربطهم به علاقة عاطفية كبيرة مثل الام أو الاب والتي قد تصيب 4% من الاطفال في حين تلعب الوراثة والاسباب الجينية 50% من الحالات فيما تفسر العوامل الخارجية التي يتعرض لها الطفل الكثير من سبب حدوث الحالات ويمكن تلخيص الاعراض المصاحبة للطفل في حالة حرمانه من احد والديه بالاعراض التالية : @ الخوف الدائم من بقائه وحيدا @ عدم قدرته على النوم لوحده @ احلام مزعجة مستمرة قد تحدث حالة القلق هذه عند الطفل في سن 7الى 8اشهر وقد تزداد حتى عمر 13الى 15شهرا حيث تبدأ تلك الاعراض بالتناقص. اكتساب الطفل بعض المفردات اللغوية الغريبة التعليم في الصغر هو اكثر رسوخا وهو اصل لما بعده فالطفل مع نموه وعند بداية نطقه فان وجوده مع شخص غريب في اللغة والثقافة وحتى الديانة يشكل خطرا كبيرا عليه حيث يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم (ما من مَولودٍ إلاَّ يولَدُ على الفِطرةِ، فأَبَواهُ يُهوِّدانه أو يُنَصِّرانهِ أو يُمجِّسانهِ..) أو كما قال .. وقد يكتسب الطفل مفردات لغوية وعادات غريبة عن مجتمعه. اضافة الى ترسخ العلاقة بين الطفل وشخص غريب عنه لدرجة ان الكثير من الاطفال يكون قبولهم للخادمة اكثر من الام فنجده يبكي ويتوتر عند حمل امه له بينما يهدأ عند احتضان الخادمة له. فالواجب على الوالدين والام خاصة بناء قاعدة وارضية سليمة لتنشئة الطفل وبناء الجسور اللغوية بلغة القران الكريم والحفاظ على الطفل عن كل ما من شأنه ان يزعزع ثقافة الطفل أو يطمس هويته الاصيلة والحرص على بناء شخصية سليمة كما هو الاهتمام ببناء جسم سليم ومهما كانت الخادمة بارعة أو متمكنة من اللغة أو من عملها فلن تؤدي جزءا يسيرا مما تؤديه الام ففضلا عن واجبها الشرعي حيث يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم في ذلك (والرجُلُ راعٍ على أهل بيته وهو مسؤولٌ عن رعيتهِ، والمرأة راعيةٌ على أهل بيت زوجها وولدِهِ وهي مسؤولة عنهم ) أو كما قال .. فإنها تتحمل نتيجة وتبعات ما قد يطرأ على صحة الطفل أو شخصيته في المستقبل. تعرض الطفل للعنف من قبل الخادمة سجلت غرف الاسعاف العديد من الحالات التي تعرض لها الاطفال نتيجة الاعتداء الجسدي المباشر من بعض خدم المنازل أو بسبب تناول هؤلاء الاطفال مواد ملوثة أو مواد سائلة ليست للشرب مثل الكيروسين أو سوائل الغسيل الكلوروكس حيث تلجأ بعض الخادمات لفعل ذلك انتقاما إما لسوء معاملة اهل الطفل معها أو حتى بسبب صراخ الطفل المزعج وعدم تحملها لرعاية الطفل وقد يتم ضرر الطفل بإضافة أي مادة ملوثة أو سمية الى حليب الطفل حيث يحضر الاهل طفلهم بأعراض حادة غير مفسرة وقد تظهر علامات الاعتداء الجسدي عليه بشكل كدمات أو رضوض في العظام .