سادت مشاعر البهجة والأمل عواصم العالم أمس بعد إعلان فوز باراك أوباما التاريخي برئاسة الولاياتالمتحدة كأول رئيس أمريكي من أصل افريقي، ما جسّد "حلم" داعية الحقوق المدنية الأمريكي الأسود مارتن لوثر كينغ الذي اغتيل برصاص الحقد العنصري قبل أكثر من نصف قرن عندما كان الأمريكي الأسود يعامل باحتقار ويمنع من ركوب حافلات البيض وارتياد كنائسهم وأنديتهم ومحالهم. وقد هنأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز أوباما وأكدا حرصهما على تعزيز العلاقات التاريخية الوثيقة بين البلدين الصديقين وتطلعهما لتحقيق السلام والعدالة في المنطقة والعالم أجمع. وقال الرئيس الأمريكي المنتخب أوباما، في خطاب الفوز الذي ألقاه أمام مناصريه في حديقة "غرانت" بمدينة شيكاغو إن التغيير جاء إلى أمريكا، مشدداً على أن القوة الحقيقية للأمة الأمريكية "لا تأتي من قوة سلاحها أو حجم ثروتها بل من القوة الثابتة لقيمها". وقال الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة والأول من أصل أفريقي في تاريخ أمريكا "إننا لسنا مجموعة من الولايات الحمراء والزرقاء.. نحن نشكل الولاياتالمتحدة.. وستبقى دائماً". وعن الأزمة المالية قال أوباما "إذا علمتنا الأزمة المالية شيئاً فهو أنه لا يمكن لوول ستريت أن يزدهر فيما الآخرون يعانون.. نحن نزدهر أو ننهار كأمة واحدة.. كشعب واحد". وتوجه "إلى الذين يريدون تدمير العالم سنهزمكم" و"للذين يسعون للسلام والأمن سنقف إلى جانبكم". وقد فاز أوباما ب 338صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، فيما حصل ماكين على 156.وأقر السيناتور الجمهوري جون ماكين بهزيمته وهنأ منافسه معرباً عن إعجابه الشديد به. وقال ماكين، في كلمة أمام حشد من مناصريه في مدينة فينكس بولاية أريزونا ان أوباما حقق الانتصار عبر "إحياء الأمل في نفوس الملايين من الأمريكيين الذين أخطأوا يوماً في الاعتقاد بأنهم لا يؤثرون كثيراً في انتخاب الرئيس الأمريكي، وهو أمر أثار إعجابي بشكل عميق وأشيد به". ورأى مراقبون أن من أبرز أسباب هزيمته أمام أوباما التصاق ماكين بسياسة الرئيس الأمريكي بوش ودعوته للحرب في العراق وأفغانستان "حتى النصر". وعزز الديمقراطيون في الانتخابات سيطرتهم على الكونغرس وأصبحوا في وضع يمكنهم من التحرك سريعاً للبت في كثير من القضايا التي تتضمنها الأجندة الطموحة للرئيس المنتخب لدى انعقاد الكونغرس الجديد في يناير (كانون الثاني)المقبل. وهذا الفوز التاريخي لأوباما بوصفه أول أمريكي ينحدر من أصول افريقية يتولى أرفع منصب في البلاد سيغير من صورة أمريكا عالمياً بعد أن شوهت سياسات جورج بوش الصغير وحروبه صورة القوة العظمى في العالم. وكان أوباما المرشح المفضل في معظم بلاد العالم.. وقد أقيمت احتفالات في شتى أنحاء العالم ابتهاجاً بفوزه وفي مقدمة هذه الدول كينيا البلد الأصلي لوالده الراحل.. وهنأ قادة العالم الرئيس أوباما. وانتابت الفرحة الغامرة مدينة الصيد اليابانية الهادئة (أوباما) حيث تجمع السكان المحليون للاحتفال بفوز باراك أوباما الذي يتشارك في الاسم مع البلدة. وارتدى البعض زياً خاصاً برقصة الهولا المميزة في هاواي حيث ولد أوباما وذلك تكريماً له.. وارتدى آخرون قمصاناً كتب عليها "أنا أحب أوباما".