قد تصبح سلة المهملات مستقراً ومصيراً للمسكرة - ذلكم المستحضر التجميلي الذي يستخدم لصبغ الأهداف والحواجب وشعر الرموش - ليحل محله عقار مقاوم لأحد أمراض العيون بعد أن أثبتت التجارب والاختبارات أن العقار المذكور من شأنه أيضاً مضاعفة معدلات نمو أهداف الجفون والرموش - ذلك أن المضاعفات والآثار الجانبية لعقار "لوميغان" (Lumigan)" الذي يستخدم لعلاج الماء الأزرق (الغلوكوما) كانت مقنعة ومشجعة لدرجة دفعت الجهة المصنعة للعقار لأن تقرر التقدم بطلب الحصول على ترخيص لمستحضرات تجميلية في الولاياتالمتحدة. ويعني هذا أن مبيعات ذلك المنتج قد تبدأ في بريطانيا في العام المقبل مما يتيح لشركة "أليرجان (Allergan)" الدخول في منافسة للاستحواذ على حصتها ونصيبها من المبالغ التي يتم إيقافها على مستحضر المسكرة والتي تصل إلى بليوني جنيه إسترليني سنوياً على مستوى العالم. وقد انطلقت شرارة الاهتمام بالخصائص التجميلية الكامنة في العقار المتقدم ذكره عندما لوحظ أن رموش العديد من المريضات اللاتي يخضعن للعلاج من الغلوكوما كانت أسرع نمواً مما هو متوقع. وكان التأثير أشد وضوحاً لدى من كن يتلقين العلاج في عين واحدة حيث كان من الواضح أن أهدابهن أصبحت تتصف بمزيد من الغزارة والسواد والطول. ففي تجربة أجريت بجامعة ميامي، تم مزج العقار مع مرهم وتم صرف نوعين من المرهم الهلامي للمشمولات في التجربة التطبيقية أحدهما يحتوي على العقار المتقدم ذكره في حين أن الآخر عبارة عن عقار وهمي. وطلب منهن استخدام نوع واحد لكل عين على حدة بحيث يقتصر استخدام ذلك النوع على تلك العين وذلك بصفة منتظمة. ولوحظ أن أهداب العين التي عولجت بالمرهم الممزوج بالعقار شهدت نمواً بمقدار (2) مليمتر في ستة أسابيع - أي ما يعادل ضعف نمو الأهداف بالعين التي عولجت بالعقار الوهمي. بيد أنه لم يتضح بعد كيف يؤدي العقار إلى إطالة شعر الرموش وأهداف الجفون. ففي علاج الغلوكوما، يعمل ذلك العقار على خفض الضغط المفضي إلى العمى. ويتم في بريطانيا صرف أكثر من (350) ألف وصفة طبية مشتملة على هذا العقار في كل عام. وفي حالة الأهداف يسود اعتقاد بأن التكوين الشبيه بالهرمون بالعقار يؤدي إلى تحفيز النمو وزيادة معدلاته. وعند صدور الترخيص ببيعه بصفته مستحضراً تجميلياً، يمكنه أن يكون مفيداً كذلك لمن تساقطت أهدابهن نتيجة لأي مرض. وقد نقلت صحيفة ذي إندبندنت عن البروفسور فاليري راندال أستاذ علوم الطب الحيوي بجامعة برادفورد قوله: "إن ما تقوم به الشركة حالياً هو زيادة نطاق الأعراض والآثار الجانبية لعلاج طبي. وعندما نفهم كيفية أدائه لوظيفته الدوائية بشكل أفضل يمكن استخدامه لعلاج الصلع ومشاكل الشعر وأمراضه الأخرى". يشار إلى أن الهيئة التنظيمية للأدوية الطبية ومنتجات الرعاية الصحية في بريطانيا قد ناشدت مؤخراً الناس بالتمهل وعدم استخدام عقار "لوميجان" لإطالة الأهداف والرموش ريثما يثبت أنه مستحضر تجميلي مأمون العواقب.