كشفت دراسة علمية حديثة عن ارتفاع مستوى تسوس الأسنان في مناطق عسير وتبوك ونجران، مرجعة الأسباب إلى انخفاض تركيز مادة الفلورايد في مياه الشرب في تلك المناطق، والذي بلغ بحسب الدراسة أقل من 0.3جزء في المليون، في أكثر من نصف مصادر المياه. وعلى العكس أظهرت الدراسة انخفاض نسبة التسوس في مناطق حائل والجوف والحدود الشمالية، نتيجة لارتفاع تركيز الفلورايد في مياه الشرب ، حيث بلغ تركيزه في بعض مياه الآبار في تلك المناطق 2.50جزء في المليون. كما بيّنت الدراسة انخفاض مستوى الفلورايد في المياه المحلاة ومناطق توزيع المياه الحكومية، حيث بلغ التركيز في أغلب هذه المصادر أقل من 0.14جزء في المليون. وشددت الدراسة على ضرورة إضافة عنصر الفلورايد إلى مياه الشرب لدوره الهام في تخفيض نسبة نخر الأسنان . خصوصا إذا كان التركيز أقل من 0.6جزءا في المليون بحيث يصبح التركيز بين 0.6و 0.8جزء في المليون.أما مياه الشرب التي بها تركيز فلورايد أعلى من 1جزء في المليون فيجب معالجتها لخفض مستوى التركيز أو البحث عن مصادر مياه أخرى يكون تركيز الفلورايد بها مناسباً للشرب. وهدفت الدراسة التي دعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بأكثر من مليون ريال. إلى تحديد مستوى الفلورايد في مياه الشرب في المملكة (باستثناء منطقة الرياض والقصيم حيث تمت دراستها في بحث سابق) ومقارنتها بمستوى تسوس الأسنان والإنسمام الفلوري الذي يحدث نتيجة زيادة مستوى الفلور. واقتراح الحلول المناسبة للوقاية والمعالجة لحالات التسوس والإنسمام الفلوري في المناطق التي تكون فيها هذه التغيرات مرتفعة. وقام الفريق البحثي برئاسة الدكتور عبدالله بن محمد الدوسري من جامعة الملك سعود بجمع أربعة آلاف وثلاث مائة وسبع وعشرين عيّنة مياه من إحدى عشرة منطقة إدارية في المملكة شملها البحث، فضلاً عن تحديد مستوى الفلورايد بها، ثم الكشف السريري على أسنان الطلاب والطالبات في مراحل عمرية مختلفة. وتم خلال الدراسة فحص 12280طالبا وطالبة في ثلاث مراحل عمرية من 6- 7سنوات. 12- 13سنة. و15- 18سنة، حيث تم تحديد أعداد الطلاب والطالبات من كل منطقة طبقاً للكثافة السكانية وكونهم يقطنون داخل المدن أم بالأرياف. بعد ذلك جرى فحص تأثير الفلورايد على الأسنان طبقاً لمواصفات (منظمة الصحة العالمية) (1997م)، ثم "الانسمام الفلوري" الذي تم تحديده طبقاً لمعيار (دين) (1942م) ومعيار (ثيلسترب وفيجروسكوف) (1978م). وفيما يخص تسوس الأسنان فقد لوحظ انخفاض نسبة التسوس في المناطق التي يرتفع بها تركيز الفلورايد من 0.3جزء في المليون إلى 0.6جزء في المليون. كما لم يتم مشاهدة زيادة ملحوظة في وجود الإنسمام الفلوري للأسنان عند تلك التركيزات، وعلى الوجه المقابل تمت ملاحظة زيادة الإنسمام الفلوري عند مستويات أعلى من 0.6جزء في المليون. وأشارت الدراسة إلى ارتفاع نسبة الإنسمام الفلوري بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12- 13سنة إلى 23% إذا كان تركيز الفلورايد في مياه الشرب بين 1.01و 1.5جزء من المليون.