اعتبر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أمس الأربعاء أن القوى الأجنبية لا تستطيع فرض إرادتها على دول المنطقة في حال تكاتفت هذه الدول فيما بينها. وذكرت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية شبه الرسمية أن نجاد أعلن ذلك خلال استقباله الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن عطية. وقال الرئيس الإيراني إن ترسيخ العلاقات بين دول الخليج بإمكانها أن تكون نموذجا للتآخي، مضيفاً بأن "منطقتنا كانت دوما منطقة التآخي والصداقة والتعاون البناء... ولا يوجد عائق أمام تنمية التعاون الأخوية، فجميع الظروف مهيأة لتوطيد وتعميق العلاقات، ونؤمن بأن تنمية العلاقات يصب في مصلحة شعوب المنطقة والعالم الإسلامي وحتى العالم بأسره". وقال "إن دول الخليج لديها مشتركات دينية وثقافية عديدة كما أن الأمن والسمعة والكرامة هي قواسمنا المشترك ويجب الدفاع عنها جنبا إلى جنب". وشدد على أهمية عقد المعاهدة الاقتصادية المشتركة في المنطقة لأن القدرة الاقتصادية لهذه الدول "هائلة جدا وإذا كان لدينا نظام نقدي ومالي مشترك، فيمكننا الاستفادة منها لمصلحة شعوبنا". واعتبر الرئيس الإيراني أن الغرب هو حاليا بحاجة إلى دول المنطقة "في حين أننا لسنا بحاجة مطلقا إليهم". وأعرب أحمدي نجاد عن تقديره لمواقف الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي في دعم البرنامج النووي الإيراني. وأشار إلى استعداد إيران لوضع منجزاتها تحت تصرف الدول الصديقة والشقيقة قائلا "بإمكاننا التعاون لإقامة سوق مشتركة للوقود النووي تستفيد شعوب المنطقة من فوائدها"، معتبرا في الوقت نفسه أن "الهيمنة الأميركية وبالتالي هيمنة الكيان الصهيوني على وشك الانهيار". من جانبه، أعرب العطية عن تقديره ل"مواقف وسياسات احمدي نجاد لإيجاد الاستقرار والثقة بين دول المنطقة ومساعيه لتعزيز وترسيخ العلاقات الودية". وأشار العطية إلى اقتراحات الرئيس الإيراني خلال مشاركته في قمة دول الخليج في الدوحة وقال "بصفتي الأمين العام لهذا المجلس تقع على مسؤوليتي متابعة اقتراحاتكم في هذا المجلس وأمير قطر كذلك يطلب مني متابعة نتائجها". ودافع العطية عن البرنامج النووي السلمي الإيراني قائلاً "ندعم الحق المشروع والقانوني للشعب الإيراني لاستخدام الطاقة النووية السلمية ونعتبرها جزءا من حقوق الشعب الإيراني، ونعارض بشكل قاطع أي عائق يوضع أمام الشعب الإيراني في هذا الشأن". وأضاف "طبعا إننا على ثقة بأن إيران دولة قوية وأن إرادة شعبكم ستحول دون أي وقوع أي ضرر"، مندداً "بالسياسات المزدوجة للقوى الكبرى في دعم الكيان الصهيوني". وكان العطية قد دافع أيضا عن البرنامج النووي الإيراني خلال لقائه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني.