انقطاع التنفس الانسدادي أثناء النوم هو مشكلة طبية معروفة تحتاج إلى العناية الطبية، وإذا أهملت هذه المشكلة فإنها تؤدي إلى عدة مضاعفات، بعضها قد تهدد حياة المصاب. وتصيب هذه المشكلة 9-24% من الأشخاص متوسطي العمر، ويقدر أن 18مليون أمريكي مصابين بانقطاع التنفس أثناء النوم، وفي المملكة العربية السعودية، وجدنا أن هناك حوالي 30% من الرجال متوسطي العمر هم على خطر الإصابة بهذا المرض. خلال النوم تسترخي عضلات الجسم بصفة عامة، ويشمل هذا الاسترخاء عضلات مجرى الهواء العلوي، وهي العضلات التي تساعد على إبقاء مجرى التنفس مفتوحاً وتسهل حركة الهواء من وإلى الرئتين. وهذا الاسترخاء لا يؤثر عادة على سعة مجرى التنفس عند معظم الناس، إلا أن فئة معينة من الناس يكون لديهم القابلية لانسداد مجرى الهواء أثناء النوم، وقد يكون هذا الانسداد كلياً أو جزئياً. ويمكن تفسير المشكلة عند هؤلاء الناس بشكل مبسط عند المصابين بالمرض ينسد مجرى الهواء العلوي بشكل متكرر أثناء النوم بصورة كاملة أو جزئية، مما يؤدي إلى انقطاع التنفس، أو التنفس بشكل غير فعال الأمر الذي يؤدي إلى تقطع في النوم، وهذا التقطع بدوره يؤدي إلى زيادة النعاس أثناء النهار. ويعرف انسداد مجرى الهواء الكلي وانقطاع التنفس أثناء النوم، بانقطاع التنفس الانسدادي في حين يعرف ضيق مجرى الهواء أثناء النوم الذي لا ينتج عنه انسداداً كاملاً لمجرى الهواء بمتلازمة زيادة مقاومة مجرى الهواء العلوي. أهم أعراض المرض هي زيادة النعاس أثناء النهار أو كثرة الخمول والتعب، والشخير، التوقف عن التنفس أثناء النوم، وزيادة اللهاث أو الشعور بالاختناق (الشرقة) والاستيقاظ . ومن المهم هنا التنبيه إلى أنه ليس كل من يشخر مصابا بانقطاع التنفس أثناء النوم لذلك لابد من زيارة الطبيب للتأكد من التشخيص. وتوقف التنفس أثناء النوم ينتج عنه آثار جانبية كثيرة. فالتوقف يتبعه استيقاظ في المخ وهذا يسبب زيادة كبيرة في نشاط الجهاز العصبي السيمباثاتيكي الذي يزيد دقات القلب ويرفع الضغط ويزيد إفراز هرمونات التوتر مثل الأدرينالين والكورتيزول والتي بدورها تزيد من احتياج القلب للأكسجين ومن ثم احتمالات نقص تروية القلب. كما أن التوقف عن التنفس يسبب نقص حاد في مستوى الأكسجين في الدم وبعد بدء التنفس مرة أخرى يعود الأكسجين في الدم كما أن نقص وزيادة الأكسجين المتكررة في الدم تسبب زيادة إفراز المواد المؤكسدة التي تؤثر على خلايا الجسم. وقد أثبتت الأبحاث أن انقطاع التنفس أثناء النوم يسبب ضغط الدم وجلطة الدماغ ويزيد احتمالات الإصابة بتصلب شرايين القلب وجلطاته. ومن ناحية أخرى فإن نقص الأكسجين في الدم يسبب انقباض شرايين الرئة والذي بدوره يسبب ارتفاع ضغط الدم في شرايين الرئة. ومع مرور الزمن يصبح ارتفاع ضغط الدم في الشرايين الرئوية مزمنا. وقد يؤدي هذا إلى فشل وهبوط في الجزء الأيمن من القلب مما ينتج عنه تورم الساقين وفي بعض الأحيان تجمع السوائل في البطن. بالإضافة إلى ما سبق، فإن نقص الأكسجين في الدم أثناء النوم قد ينتج عنه اضطرابات في دقات القلب وهذه الاضطرابات قد تتسبب في توقف القلب أثناء النوم، أو حدوث نقص في تروية القلب إن كان معتلا. احتمالات الوفاة كما أظهرت الدراسات الحديثة أن انقطاع التنفس أثناء النوم يزيد احتمالات الوفاة (بمشيئة الله) مقارنة بعينات بشرية مماثلة للمرضى وان علاج انقطاع التنفس باستخدام جهاز ضخ الهواء الموجب (السيباب) ينقص من احتمالات الوفاة ويجعلها مماثلة لمن لا يشكون من هذا المرض. وقد ظهرت دراستان حدثتنا هذا العام الأولى في الولاياتالمتحدة وتابعت حوالي 1550شخصاً لمدة 18عاما والأخرى في استراليا وتابعت حوالي 400شخص لمدة 14عاما. كلتا الدراستين تابعت عينة عشوائية من المتطوعين الذين أجريت لهم دراسة للنوم عند بدء الدراسة لمعرفة المصابين بتوقف التنفس أثناء النوم ومدى شدة توقف التنفس. وقد أظهرت الدراستين أن احتمالات الوفاة عند المصابين بتوقف التنفس هي ثلاثة أضعاف غير المصابين حتى بعد التحكم في العوامل الأخرى التي قد تسبب الوفاة مثل زيادة العمر والسمنة وأمراض القلب والسكر والتدخين. أكثر أسباب الوفاة كانت أمراض القلب مثل الجلطات وهبوط القلب. كما أظهرت الدراسة الأمريكية أن المصابين الذين تم علاجهم بجهاز السيباب لم تزد احتمالات الوفاة عندهم. وقد حددت الدراستان أن المصابين بتوقف التنفس أكثر من 30مرة بالساعة يحتاجون للعلاج حتى ولم لم يكونوا يشكون من أعراض توقف التنفس الشائعة مثل زيادة النعاس .هذه النتائج تبين أحد أسباب زيادة الوفاة الذي يمكن علاجه. لذلك على المرضى الذين يعانون من أعراض توقف التنفس زيارة المختصين للتأكد من تشخيص المرض وعلاجه إن وجد كما أن على الأطباء البحث والتعرف على هذا المرض وبالذات عند المصابين بزيادة ضغط الدم وأمراض القلب والسمنة.