تشهد منطقة الخليج العربي في الآونة الأخيرة طفرة في مجال التعليم العالي وذلك لعدة أسباب، منها: زيادة عدد الطلاب في السن الجامعي، وزيادة الدخل بسبب ارتفاع سعر البترول. وهذا ملاحظ في المملكة من خلال افتتاح العديد من الجامعات الجديدة في مختلف المناطق. أما فيما يخص دول الخليج العربي فنجد أن دولتي قطر والإمارات العربية المتحدة أوجدتا مدناً تعليمية بدلا من جامعات في أماكن متفرقة، وذلك بسبب صغر مساحتهما. ولكن ما شّد إعجابي في منهجية دولة قطر استقطاب جامعات دولية مرموقة مثل كورنيل وكارنغي ميلون وجورج تاون وتكسس أي اند أم. أما دولة الإمارات العربية المتحدة فقد استقطبت جامعة السربون وجامعة نيويورك وجامعة جون هوبكنس وجامعة إم أي تي. والملاحظ أننا لا نجد في المملكة مثل هذا الإقبال من الجامعات العالمية، لماذا؟ ماذا قدمت وزارة التعليم العالي لتحفيز مثل هذه الجامعات للمجئ للمملكة؟ المملكة العربية السعودية هي الأكبر في الخليج من حيث المساحة، وفيها عدد سكاني أكثر بعدة أضعاف من دول الخليج مجتمعة، كما أن دولتنا (حفظها الله) ترسل طلبة إلى مختلف دول العالم ليتم تعليمهم في الخارج وهذا يكلف مبالغ كبيرة جداً، علماً بأنه من الممكن أن تكون الجامعات التي يتخرجون فيها في الخارج أقل بكثير من المستوى المطلوب. أليس من الأجدى أن تسعى وزارة التعليم العالي إلى استقطاب الجامعات العالمية للمملكة لكي نثقف أبناءنا داخلياً بدلاً من ذهابهم إلى الخارج وتعرضهم إلى الكثير من عمليات التأثير السلبية (أخلاقية ودينية واجتماعية). كما أننا - في حالة استقطاب جامعات عالمية مرموقة - ننقل طرق تعليم جديدة إلى داخل المملكة مما يمّكن (إن شاء الله) جامعاتنا أن تكون رائدة في التعليم. وذلك كله خلافاً للتكلفة المادية لتعليم الطلبة المبتعثين والتي سوف تقل وبشكل كبير جداً حينما يتم تدريسهم داخلياً. إضافة إلى أننا سوف نوجد بيئة تنافسية داخلية بين مختلف الجامعات بحيث يتم وضع آلية لميزانية كل جامعة بناءً على تقويمها العلمي بدلاً من منح ميزانية عامة بدون أي معايير. كما أن الدولة سوف تستفيد من استقطاب طلبة أجانب لهذه الجامعات المرموقة داخل المملكة والتي نستطيع من خلال هؤلاء الطلبة أن ننشر ثقافتنا وننعش اقتصادنا المحلي.