قلما تجد هذه الأيام متفائلا خصوصاً بعد الإعلان عن الأزمة المالية العالمية بل وأصبح المتفائلون محل اتهام وسخرية، وما زاد الطين بلة هي الإشاعات المحبطة التي مهما كانت كبيرة لدرجة الغباء والسذاجة نجد أنه قل من لا يصدقها ويتناقلها فتارة نسمع عن تفليس رموز من شركات ورجال أعمال وبنوك وتارة تسمع عن نزول للعقارات يصل إلى 80% بل 90% أحياناً بل وصار بعضهم يقول انك ستعرض عقارك ولن تجد أحداً يشتريه! في الحقيقة لا ألوم من يطلق هذه الإحباطات بين الحين والآخر بل ألوم متلقيها كما ألوم من يُسفه من يتفاءل بمجرد أنه تفاءل وكأن التفاؤل أصبح عيبا أو جريمة ناهيك عن عدم السماح للمتفائل بإبداء وجهة نظره. وأنا اليوم سأبعد اليوم عن التفاؤل المفرط رغم تفاؤلي الدائم بجميع الأحداث حيث أنني أذكر قبل 8سنوات وتحديداً في 11سبتمبر 2001عندما أطلقت نفس تلك الإشاعات عن سوق العقار بل ونزلت بعض العقارات إلى 20% في ذلك الوقت بسبب تلك التخوفات من تداعيات الأزمة وقلت طلبات الشراء وزادت عروض البيع وكانت النتيجة عكسية تماما إذ شهد السوق العقاري طفرة لا مثيل لها في ذلك الوقت. وبالتحليل المنطقي لمن أراد أن يحلل تداعيات الأزمة الحالية على السوق العقاري السعودي فيجب أن يأخذ بعين الاعتبار عدة أمور لها تأثير مباشر على السوق العقاري السعودي وتحديداً قطاع الاستثمار وهي: @ تأثير إقرار الرهن العقاري الذي عادة ما يرفع أداء أي سوق عقاري. @ تأثير دخول شركات خليجية وعالمية للاستثمار في السوق العقاري السعودي وخصوصاً هذه الأيام. @ تأثير زيادة الطلب على الوحدات السكنية والتجارية التي تزيد بشكل مستمر من داخل السوق وليس من خارجه. @ تأثير تقارير عالمية عن أن قيمة العقارات السعودية تعد الأرخص مقارنة بينها وبين دول المنطقة. @ تأثير انخفاض تكاليف مواد البناء من حديد وخشب وغيره. @ تأثير دخول شركات الرهن العقاري والتي ضخت مليارات الريالات لتقديم منتجات مغرية للمستهلك النهائي. وسأترك من يطلق الإشاعات المحبطة أن يرد بشكل علمي على تأثير ما سبق دون الدخول في توقعات قد يراها البعض أنها مفرطة في التفاؤل هذا إن لم يتهمني البعض بعكس ذلك. كما أود أن أذكر المتشائمين بحديث قدسي لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله يقول (أنا عند حسن ظن عبدي بي فليظن بي ما يشاء)، كما أذكر القراء بمدى تفاؤل الرسول صلى الله عليه وسلم في أصعب الظروف حيث وعد المسلمين بكنوز كسرى وقيصر واليمن وهم تحت حصار أعتى عتاولة فرسان الجزيرة ومدى الإحباط الذي كان يعيشه آن ذاك الصحابة ولكن علمهم الرسول الكريم مدى أهمية التفاؤل . @متخصص في التسويق العقاري