بكثير من الود وشيء من العتب وكل الاحترام تلقيت اتصالا من أحد المسؤولين وهو بالمناسبة من نوعية الرجال الذين يعملون بصمت ولا يستهويهم الخروج في الإعلام بمناسبة أو بدون مناسبة، لأنه يؤمن بأن العمل المنتج والمتقن هو ما يجب أن يحوز الاهتمام بالدرجة الأولى. وكان هدف تلك المكالمة بحسب ما فهمته هو إيضاح أمور لم تكن واضحة لي بشكل كامل من قبل، على خلفية مقال سابق كتبته قبل بضعة أيام. المكالمة استغرقت ما يقارب نصف الساعة تزيد أو تنقص بعض الدقائق ولكن محتواها بقي معي يشاغلني ويسيطر على مخيلتي حتى وقت كتابة هذا المقال. أما لماذا فدعوني أخبركم.. .. قدم لي ذلك الرجل سواء كان يعلم حينها أو أنها أتت من دون علمه ولا مانع بأن يعلم الآن.. هدية غالية ولا تقدر بثمن بالنسبة لي وسأحفظها له أبد الدهر. كما حفظت لغيره ممن علموني دروسا طوال حياتي العلمية والعملية. ولن أبالغ إذا قلت أن تلك المكالمة وما تحتويه قد غيرت بعض مفاهيمي وبدلت نظرتي لبعض الأمور ولكنها أبدا لن تغير شيئا من مبادئي التي ولدت وتربيت عليها وقدمتني إلى الناس. وحدثني أيضا عن طريقة عملهم والوقت الطويل الذي يقضونه لتأديته وتطرق لبعض العوائق والإشكاليات المعقدة التي تعترض العمل في معظم الأحيان وتستغرق جهدا وزمنا لإيجاد حلول منطقية لها ومرضية في نفس الوقت للأغلبية. وعرج على أهمية الإعلام في عملهم ودوره في كشف مواضع الخلل والخطأ عن طريق النقد البناء بعيداً عن التجريح والاستقصاد. كما أكد على أهمية استقصاء المعلومة من مصادرها وضرورة التأكد من صحة الأمر قبل الشروع في الكتابة عنه، وشدد على أن معرفة خلفيات وأسرار أي موضوع عن طريق القائمين عليه يعتبر حقاً مشروعاً للصحفي الباحث عن الحقيقة والمصلحة العامة بدلا من إغراق القارئ بالمعلومات المضللة والتي لا تستند على أدلة مقنعة. بعض حديثه كان معلوما لدي ولدى الغالبية ممن يعملون في الحقل الإعلامي وجزء منه وهو الأهم كان غائبا بالنسبة لي وسأحتفظ به لنفسي من باب ليس كل ما يعلم يقال..!!. * من يوم لآخر يثبت دوري المحترفين السعودي أنه الأقوى.. الأفضل.. الأمتع بجماهيريته وتقلباته وحجم التنافس المثير الذي يكسو لقاءاته فما أن تنتهي جولة من جولاته حتى تصبح مبارياتها حديث الناس إلى أن يحين موعد الجولة التالية فضلاً عن التبدل المثير في مراكز الفرق من جولة لأخرى وهو ما يعطي دليلا واضحا على تقارب المستويات وحدة المنافسة بين الفرق السعودية وإذا أضفنا إلى ذلك كله حجم النجوم المحليين والأجانب الذين ينثرون إبداعاتهم في ملاعبنا فسنعرف حتما سبب تهافت القنوات التلفزيونية الفضائية وسر سعيها في سباق محموم كلفها الملايين من الريالات للفوز بنقل مباريات دوري المحترفين السعودي. * وضع الاتحاد السعودي لكرة القدم الكرة في ملعب الأندية حينما أقدم على خطوة ذكية وعملية في نفس الوقت وهو يعمم قراره بأن على الأندية التي تطالب بحكام أجانب لقيادة مبارياتها تحمل نفقات هؤلاء الحكام. الجميل في الأمر أن الاتحاد السعودي لكرة القدم لم يدع مجالا للاجتهادات وتصدى بنفسه لعملية التنسيق مع الاتحادات التي ينتمي لها هؤلاء الحكام، والأجمل هو أن التكاليف المرهقة لعملية الاستعانة بالحكام الأجانب قد أزيحت بهذا القرار عن كاهل الاتحاد السعودي لكرة القدم وأصبحت الأندية تفكر ألف مرة ومرة قبل المطالبة بالحكم الأجنبي. * في ظاهرة صحية خرجت جولة القمم الخاصة (قمة جدة وقمة الرياض) بلا صخب ودون أن تصاحبهما أي حالة من حالات الخروج عن المألوف. والأجمل أن الفريقين الخاسرين في لقاءي (الديربي) أبديا قناعتهما بنتيجتي اللقاء. ولا أدل على ذلك من زيارة رئيس النصر لغرفة تغيير الملابس الخاصة بفريق الهلال وتهنئته لهم بالفوز في لمسة مفعمة بالروح الرياضية ونتمنى استمرارها وشموليتها إلى الأبد.