أكدت شركة التعدين العربية السعودية "معادن"، أنها تراقب تأثيرات الأزمة المالية العالمية على سير مشروع إنتاج الألمنيوم الذي تقيمه بالاشتراك مع شركة "ريو تينتو" العالمية. ونفت "معادن" على لسان رئيسها التنفيذي الدكتور عبدالله الدباغ، تأجيل المشروع بسبب تأثيرات سلبية عليه من الأزمة العالمية. وأوضح الدباغ في حديث ل"الرياض"، أن العمل يسير في المشروع حالياً حسب المخطط له، مكتفياً بالقول: "العمل يمضي قدماً في مشروعنا مع ريو تينتو، وما نقل عن تأجيله أو تأخيره لا أساس له من الصحة". ويشمل المشروع بناء محطة لتوليد الكهرباء بطاقة 1400ميجاوات تعمل بالنفط ووحدة لتقنية الألمنيوم بطاقة 1.4مليون طن سنوياً ومصهر للألمنيوم بطاقة 720ألف طن سنوياً. ويناقض ذلك ما ذكرته وكالة الأنباء العالمية "رويترز" في خبر أولي بثته فجر أمس الثلاثاء على لسان الرئيس التنفيذي ل"معادن" الدكتور عبدالله الدباغ، قالت فيه ان الشركة أجلت مشروع إنتاج الألمنيوم الذي تقيمه بالاشتراك مع شركة ريو تينتو العالمية، تبعاً لتأثيرات سلبية على المشروع من الأزمة العالمية الراهنة. إلا أن "رويترز" بثت في العاشرة من صباح اليوم نفسه، خبراً إلحاقياً يناقض سابقه، حين أشارت على لسان تيم مودي رئيس عمليات تنقيب "ريو تينتو في آسيا" ان الشركة تمضي قدماً في المشروعات المعلنة . وقالت الوكالة ان مودي الذي كان يحضر مؤتمراً في دبي رد على سؤال عما إذا كانت القيود على الائتمان قد أدت إلى تعليق المشروع بقوله: "لست على علم بأي تغيير، ما زلنا نمضي قدماً في كل المشروعات التي أعلنا عنها". وأشارت "رويترز" في الخبر نفسه إلى أن الدباغ قد قال الثلاثاء ان مشروع إنتاج الألمنيوم المشترك مع ريو تينتو والذي تبلغ تكلفته 10.6مليارات دولار قد يتأخر قليلاً بسبب الأزمة المالية العالمية. وذكرت أن الرئيس التنفيذي ل"معادن" ذكر في المؤتمر نفسه ان مشروع الألمنيوم قد تؤخره الأوضاع المالية في العالم، معرباً عن أمله في أن ينفذ في عام 2012- 2013، غير أنه رفض إعطاء جدول زمني محدد. وفي يوليو الماضي ذكرت "معادن" أن مشروع الألمنيوم المشترك مع ريو تينتو، ما زال مجدياً رغم ارتفاع تقديرات التكلفة بنسبة 40%، نتيجة التضخم وزيادة الطاقة الإنتاجية للمشروع، وعملت "معادن" فعلياً على تعديل تكلفة المشروع في مايو الماضي إلى 7.35مليارات دولار بدلاً من سبع مليارات دولار في السابق. يذكر ان شركة معادن تهدف من مشروع الألمنيوم إلى استغلال موارد المملكة من البوكسايت لإنتاج معدن الألمنيوم للأسواق المحلية والعالمية، وسيتم تشغيل وتملك المشروع بمشاركة مع "ريو تينتو" من خلال شركة ذات مسؤولية محدودة في إطار اتفاقية الشراكة المبدئية. ويتضمن مشروع الألمنيوم تطوير وتصميم وإنشاء وتشغيل لموقعين متكاملين هما، موقع الزبيرة والذي يتألف من منجم لخام البوكسايت ومرافق لمناولة الخام، ويقع منجم البوكسايت في موقع بين منطقتي حائل والقصيم. ويهدف المنجم إلى انتاج سنوي بمقدار 3.5ملايين طن في السنة من البوكسايت لإنتاج 1.4مليون طن في السنة من الألومينا وإنتاج 650.000طن في السنة من الألمنيوم لمدة تزيد على 30عاماً. أما الموقع الآخر فهو المدينة التعدينية برأس الزور التي تقع على الساحل الشرقي للخليج العربي على بعد نحو 90كلم إلى الشمال من مدينة الجبيل الصناعية، وسيتم إنشاء مصفاة الألومينا ومصهر الألمنيوم والبنية التحتية ذات الصلة بمشروع الألمنيوم، وسوف يتم معالجة خام البوكسايت المنقول بواسطة قطار سكة حديد الشمال - الجنوب إلى رأس الزور لإنتاج الألومينا، والتي ستعالج بدورها في مصهر الألمنيوم لإنتاج معدن الألمنيوم. وتجري حالياً دراسات فنية لمعرفة مدى امكانية زيادة كمية احتياطي الخام إلى حوالي 4.0ملايين طن في السنة من البوكسايت، و 1.8مليون طن في السنة من الألومينا، و 740.000طن في السنة من الألمنيوم.