انطلقت أمس الاول فعاليات "أيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية" في جامعة مدريد المستقلة وسط حضور أصحاب السمو والمعالي والسعادة رؤساء ومديري الاعلام الخارجي بدول مجلس التعاون الخليجي وحشد من المسؤولين والخبراء الاقتصاديين والاكاديميين والاعلاميين من الجانبين الخليجي والاسباني. وأكد معالي عبد الرحمن بن حمد العطية الامين العام لمجلس التعاون في كلمة افتتح بها الجلسة الاولى ضمن الفعاليات أهمية دور المرأة في التنمية المستدامة في دول المجلس.. مشددا على اهمية تعزيز جسور الحوار والتواصل مع اسبانيا والدول الاوروبية. وأكد معاليه حرص دول المجلس على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية مع اسبانيا واعطائها قوة دفع جديدة في المرحلة المقبلة للوصول الى الشراكة الاقتصادية وتطوير التعاون الاستثماري والتجاري والصناعي والثقافي لدى الجانبين. وقال العطية ان هذه الندوة تفتح ابوابا للتواصل والتعارف بين المرأة في دول المجلس وشقيقاتها في المجتمع الاسباني.. واعرب عن ثقته بأن تؤدي هذه اللقاءات الى جلاء الفهم وتصحيح الكثير من الصور التي قد تكون منمطة او مغلوطة. وقال ان مجتمعاتنا في دول مجلس التعاون حديثة العهد بالتنمية.. معربا عن الفخر بما أنجزته من مراحل لتطوير ذاتها وصولا الى مستوي التنافسية العالمية في فترات قياسية مؤكدا ان الحديث عن المرأة وماحققته من نهضة خلال العقود القليلة الماضية يبعث على المزيد من التفاؤل بالوصول الى مستويات متقدمة.. مشيرا الى ان المرأة الخليجية حققت نفس المعدلات التي بلغها الذكور في جميع مستويات التعليم. وقال العطية ان المرأة في مجتمعات دول المجلس وصلت الى مواقع متقدمة في صناعة القرار والمشاركة في الحياة السياسية والاقتصادية في عدد من دول المجلس واستطاعت ان تقتحم العمل السياسي وتشارك في البرلمانات والمجالس الوطنية كما تمكنت من تبوء مراكز متقدمة في الحكومة مثل الوزيرة والوكيلة والمسؤولة في اعلى المراتب القيادية وفي مختلف المواقع. وأشار معاليه الى ان مشاركة المرأة في قوة العمل تزداد في التنمية الاقتصادية حيث دخلت عالم الاعمال والقطاع الخاص مالكة لرأس المال او مسؤولة تنفيذية.. معربا عن ثقته بأن الطريق اصبح ممهدا امام المرأة لتاخذ ادوارا قيادية رائدة ولتشارك بقوة في حركة التنمية التي تشهدها المجتمعات الخليجية. وأكد أن قضايا المرأة في دول المجلس تأخذ مواقع الاولوية في الخطط التنموية والسياسات والتشريعات والانظمة والقوانين لأنه لا تنمية حقيقية دون مشاركة حقيقية للمرأة. وأعرب في ختام كلمته عن أمله في أن يسفر هذا الحوار عن فهم مشترك للعديد من القضايا التي تخص العلاقة بين ثقافتي دول التعاون واسبانيا وان يبرز الدور الذي يمكن ان تسهم به المرأة في تمتين هذه العلاقة انطلاقا من تاثيرها المباشر في التنشئة الاجتماعية والتربوية وثقة بقدرتها على الاسهام الفاعل في احداث الحراك الثقافي المنشود. وقامت ادارة الاعلام الخارجي بالمجلس الوطني للاعلام في الامارات على مدى الاشهر الماضية بالتنسيق مع ادارات الاعلام الخارجي بدول مجلس التعاون لاقامة هذه الفعاليات باعتبارها خطوة هامة تهدف الى تعزيز الحوار الثقافي والاقتصادي والاعلامي بين دول مجلس التعاون وأسبانيا. وتعتبر هذه الفعاليات حسب غالبية المشاركين بها نتاجا لروابط تاريخية عريقة بين منطقة الخليج واوروبا. من جانبه رحب رئيس جامعة اوتونوما بمدريد الدكتور انجيل جابيلوندو بالوفود الخليجية وأكد ضرورة استمرار الحوار والتعاون وإرساء قواعد العدل والسلام والمساواة في اسبانيا ودول مجلس التعاون الخليجي لاحراز التنمية الحقيقية لجميع الشعوب. فيما أكد نائب رئيس الجامعة الدكتور بيدرو ماتينيز أهمية انعقاد الايام الخليجية في مدريد من اجل توسيع اطار الحوار المشترك في كافة القضايا التي تهم الجانبين الخليجي والاسباني.. مؤكدا الرغبة في التعرف اكثر على العالم العربي والسعي لتقوية روابط التعاون العلمي والثقافي مع العرب لاقامة تعاون اكثر عدلا مع الجميع. وفي الجلسة الافتتاحية اكدت الدكتورة كارمن رويث استاذة بقسم الدراسات العربية والاسلامية والدراسات الشرقية بجامعة اوتونوما بمدريد أهمية الحوار الخليجي الاوروبي ودعت الى التواصل لكي تتخطى العلاقات الظروف الانية.. مؤكدة ان الايام الخليجية في اسبانيا فرصة لتعزيز الحوار والتعاون في كل المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.. مشيرة الى ان المرأة عنصر اساسي في التنمية ويجب ان تكون عاملا فعالا في مجتمعاتنا الخليجية والاسبانية. وشهد اليوم الاول من فعاليات الايام الخليجية في مدريد اقامة ندوة دور المرأة في التنمية شاركت فيها كل من الدكتورة منى البحر أستاذ مساعد جامعة الإمارات العربية المتحدة بورقة عمل في هذه الندوة بعنوان "المرأة والمؤسسات الاقتصادية" فيما قدمت السيدة رقية الشعيبي عضو جمعية النهضة النسائية في الرياض ورقة عمل بعنوان "المرأة والتنمية المستدامة في دول المجلس" وقدمت الدكتورة أسيل العوضي عضو هيئة تدريس جامعة الكويت ورقة عمل الى الندوة بعنوان "المرأة والسياسة". وقالت الدكتورة منى البحر ان المستشرقين الغربيين لم ينصفوا المرأة الخليجية وبالتالي فانهم ظلموا القارئ الغربي لانه لم يعرف الحقيقة وقدمت خلفية تاريخية عن دور المرأة الإماراتية في الاقتصاد قبل وبعد ظهور النفط وقالت ان المرأة في الإمارات ودول المجلس حققت انجازات كبيرة في الاقتصاد.. مؤكدة ان مشروع "انطلاق" في الإمارات يعتبر خطوة هامة لاقامة المشروعات الخاصة بالمرأة الإماراتية من خلال ورش العمل والتدريب. وأشارت الى ان هناك نحو تسعة آلاف سيدة اعمال في دولة الإمارات حاليا يعملن في قطاعات الصناعة والخدمات والاعلان والبحوث والتدريب والتجارة.. مؤكدة أهمية دور مجلس سيدات الأعمال في الإمارات وخاصة في ابوظبي ودبي والشارقة علي النهوض بالمراة وفتح مجالات الاعمال والاقتصاد امامها.ونوهت الى أن عضوات مجلس سيدات الاعمال في الإمارات يمتلكن ثروة تصل الى (5ر12) مليار درهم.. كما تدير المرأة الإماراتية 14بالمائة من الاستثمارات المحلية.. فيما تمتلك المرأة السعودية نحو 45مليار ريال في البنوك السعودية وتدير 20بالمائة من صناديق الاستثمار.. وتمتلك المرأة القطرية نحو (6ر1) مليار دولار في البنوك القطرية. وأوضحت أن المرأة الخليجية تغلبت على المعوقات ولاتزال تطمح في المزيد من احراز النجاح الاقتصادي.من ناحيتها قالت السيدة رقية الشعيبي عضو جمعية النهضة النسائية في الرياض امام الندوة ان المرأة الخليجية تسهم في نهضة بلادها واشارت الى الدور الهام للجمعيات النسائية بدول المجلس في مساعدة المرأة علي لعب دور بارز في عملية التنمية المستدامة وقالت ان المرأة الخليجية تبوات اعلي المناصب في بلادها وتواصل احراز نتائج بارزة على كافة المستويات.واكدت الدكتورة أسيل العوضي ان المرأة الخليجية لاتزال غير قادرة على احراز تقدم في العمل السياسي بسبب المعوقات الاسرية والمجتمعية على الرغم من ان القوانين في دول المجلس تساوي بين المرأة والرجل. وتحدثت عن اسباب عزوف المرأة عن العمل السياسي في دول الخليج واشارت الى تجربتها الشخصية في الانتخابات البرلمانية في الكويت.وشاركت في المناقشة والتعليقات حول الندوة الدكتورة نهاد الجشي طبيبة مستشفى الولادة والأطفال بمدينة الدمام بورقة عمل بعنوان "المرأة ومنظمات المجتمع المدني".