طالب خبير اقتصادي، المسؤولين و البنوك والقطاعات الاستثمارية على حد سواء الافصاح عن مدى تأثر استثماراتها الخارجية بالأزمة الأقتصادية العالمية الراهنة. وقال الدكتور احسان ابو حليقة تعليقاً على الأزمة التي عصفت أمس بسوق الأسهم السعوديه: "لابد من إعلانات واضحة بدلا من التصاريح المبهمة وهنا تبرز مطالبنا من البنوك لإعلان مدى تأثير هذه الأزمة العالمية والتي بدأت بالأسواق الأمريكية ومن ثم انتقلت إلى الأسواق الأوروبية والآسيوية على استثماراتها..وسائل التهدئة ومحاولة بعث الأطمئنان سواء من مؤسسة النقد العربي السعودي أو من البنوك غير مجدية خاصة وأن ما يحدث في السوق السعودي حاليا يعود لأسباب خارجية". وتابع بو حليقة: "لا بد أن نحذو حذو الأسواق المالية الأخرى والتي حددت عمق ارتباطها بالأزمة الحالية،حتى نعرف كيف نتعامل مع هذه الأزمة والمطالبة موصولة للمسؤولين في المملكة عن القطاعين المالي والمصرفي".وعن الانهيار الذي ضرب سوق الأسهم المحلية، قال ابو حليقة أن هبوط الأسهم كان متوقعا خاصة مع هبوط الأسواق الخليجية أمس الأول في افتتاحها بعد إجازة عيد الفطر، حيث كان المتعاملون السعوديون يترقبون ردة فعل الأسواق الخليجية والتي سبقت افتتاح السوق السعودي، إلا أن الهبوط في السوق السعودي بهذه الحدة كان مفاجئا وغير متوقع حيث بدأت موجة البيع منذ اللحظات الأولى وسط شعور سلبي سائد. وأعاد هذا الانهيار إلى القلق الكبير من تداعيات الأزمة الاقتصادية الامريكية والتي لا زالت تلقي بظلالها على تداولات أسواق المال العالم،إضافة أن السوق الأمريكي "رحّب" بخطة الانقاذ بانخفاض كبير تواصل طوال الأيام الماضية في الأسواق الأوروبية والآسيوية.وأكد ابو حليقة أن الأسواق الخليجية بشكل عام هي الأقدر على تجاوز هذه الأزمة وكسر النزول الحاد في مؤشراتها، وذلك بسبب توافر العديد من المعطيات الأساسية الايجابية، مضيفاً: سوف تظهر بشكل تتابعي خلال الفترة المقبلة مؤشرات تجاوز هذه الأزمة في حال توافرت الأخبار المحفزة للخروج من الحالة "المزاجية" السلبية السائدة في الوقت الراهن كإعلان أرباح الربع الثالث. وشدد ابو حليقة أن أرباح الربع الثالث التي أعلنتها بعض الشركات المساهمة أمس مثل إعلان نتائج مصرف الراجحي لم تكن كافية لتغيير الوضع النفسي في السوق، مشيراً إلى أن المتعاملين بحاجة فعلية لمزيد من الشفافية،وأن النمو في أرباح البنوك عن الربع الثالث كان أمرا متوقعا. وأشار ابو حليقة إلى مدى الاستياء العام في السوق بسبب تخوف المتداولين، الأمر الذي انعكس على ضعف حجم التداول وهذا دليل على تعطش المتعاملين لأخبار دقيقة عن الوضع الراهن وتعزيز الثقة في السوق، وذلك لن يتأتى إلا بمزيد من الشفافية بعيداً عن التصريحات العامة والمبهمة والتي زادت من حدة القلق من البنوك والمؤسسات المالية الحكومية، حيث استمرت موجة الهبوط والتي بدأت خلال شهر رمضان الماضي والحذر في التعامل مع أسهم البنوك وشركات التأمين حتى وصل لباقي القطاعات. وأضاف: "حتى الآن لا أحد يستطيع التنبؤ بمدى تأثر البنوك والمؤسسات المالية السعودية من هذه الأزمة... إنه لأمر مؤسف أن تكون معلومات حجم الاستثمارات الخارجية لهذه القطاعات مجهولة لدى المستثمرين ولو بشكل تقريبي..علينا النظر للأسواق الأوربية وماحدث فيها من إعلانات محددة تم على ضوئها وضع خطط عمل واضحة العمل بدلا من الوضع الحالي والذي تسود فيه العبارات والجمل الإنشائية".أمام ذلك، توقع باسل الغلاييني رئيس مجموعة بي أم جي الماليه، استمرار حالة الضعف العام في أسواق الأسهم هذا الأسبوع،مطالبا المتداولين بالصبر وانتظار مرور حدة الأزمة الراهنة حيث لا زال القلق سائدا في الأسواق العالمية بالرغم من محاولات دوا الاتحاد الأوروبي إعادة الثقة بالنظام المصرفي من خلال ضمانها للودائع البنكية بالرغم من عدم توافر الموارد المالية اللازمة لهذا الأمر.وأيّد الغلاييني الأصوات المطالبة باعتماد خطة وقرارات بعد الموافقة على خطة الانقاذ الأمريكية لاستعادة الثقة بالسوق،مؤكدا أن النظرة الايجابية ستعود للدولار الأمريكي وعودة الثقة للأسواق مع مرور الوقت.وأضاف: "على أية حال الاقتصاد الأمريكي يعاني من حالة ركود عامة وتصفية هذا القدر من الديون قد يستغرق سنوات عديدة". ولفت الغلاييني إلى توافر فرص كبيرة في الأسواق العالمية نتيجة الهبوط الحاد في أسعار الأسهم مكتفيا بالقول: "من الملفت للنظر شراء المستثمر العالمي وارين بافيت لحصة في عملاق المصرفية الاستثمارية جولدمن ساكس..وكذلك إستحواذه على حصة في جنرال أليكتريك تصل لستة مليارات دولار".واستبعد الغلاييني في الوقت ذاته أن تشهد الأسواق اهتماما مماثلا من قبل المستثمرين الأجانب في السوق السعودي عن طريق عمليات المبادلة،إلا أن السوق تشكل في بعض الحالات فرصة لدخول المستثمرين القادرين على الانتظار لعدة سنوات .