أضحى بمقدور الفتاة استشارة أنفها واستثارة حاسة شمها للعثور على فارس أحلامها واختيار شريك حياتها - جاء ذلك في موقع الكتروني على الانترنت، وهو موقع يتخذ من بوسطون مقراً له ويزعم ان الدليل المرشد إلى اختيار الزوج المناسب يكمن في رائحة الجسم، حيث تفضل الإناث ذكوراً تختلف روائح أجسادهم عن روائح أجسادهن والعكس صحيح. ويتقاضى موقع SCINTIFIC MATCH مبلغ ألف جنيه استرليني مقابل تحليل البصمة الوراثية أو الحمض النووي (د.ن.ا) للشخص لتحديد المورثات (الجينات الوراثية) المرتبطة برائحة العرق، وبناء عليه يقدم الموقع للشخص قائمة بمن يصلحون له ويناسبونه ممن تختلف روائح أجسادهم عن رائحة جسده. يشار إلى ان هذه الخدمة التي تم الاعلان عنها كأول خدمة لايجاد شركاء الحياة الذين يشتركون في الجاذبية الكيميائية تجاه بعضهم بعضاً تستند على معطيات جملة من الدراسات العلمية التي اثبتت ان الأضداد يجذب بعضهم بعضا. وتشير البحوث في هذا الخصوص إلى ان عرقنا يحتوي على مورثات مرتبطة بجهازنا المناعي وقدرتنا على مكافحة المرض ودحره. وبقدر ما تكون تلك المورثات الرئيسية المرتبطة بالتطابق في الأنسجة الحيوية (MHC) مختلفة عن المورثات الخاصة بك، يكون صاحبها محبباً إلى نفسك ومستلطفاً لديك، وكذا عرقه. ويسود اعتقاد بأن هذه الظاهرة برزت لتحمي الإنسان من الزواج من محارمه دونما قصد منه أو الزواج من المطابقين لنا وراثياً، كما أنها تضمن ان أي أطفال ينجبهم الزوجان سيتمتعون بمناعة عالية ضد الأمراض. ويطلب ممن يسجلون دخولهم في الموقع تقديم تفاصيل وافية عن أنفسهم وهواياتهم واهتماماتهم ونوعية الشخص الذي يرغبون في الارتباط به، كما طلب منهم أيضاً إرسال عينات من خلايا مأخوذة من الجزء الداخلي للخدين. بعد ذلك يتم تحليل الحمض النووي من الخلايا في المختبر لتحديد مورثات التطابق المتقدم ذكرها ومن ثم تتم مقارنة النتائج مع نتائج العملاء الآخرين، ويتم تزويد الشخص بقائمة من الشركاء المحتملين الذين يشاطرونه ذات الهوايات والاهتمامات ولكنهم يختلفون من حيث جهاز المناعة لدى كل منهم. ويقول اريك هولزلي مؤسس الموقع "اننا على ثقة بأن أي عضو لدينا سيجد شريك حياته وصنو روحه الذي يتوق إلى مرافقته في مشوار حياته". وان مزايا هذه المطابقة لا تقتصر على الحب الحقيقي فحسب وإنما تؤكد الشركة ان الأزواج المتطابقين كيميائياً تزداد لديهم احتمالات المزيد من الاستمتاع بالمعاشرة الزوجية وتقل لديهم احتمالات الخيانة الزوجية. بيد أن هذه الخدمة ليست مناسبة للجميع، ولاسيما لمن يتعاطين أقراص منع الحمل وغيرها من الأقراص المرتبطة بالهرمونات مما يؤثر على قدرة المرأة على استخدام حاسة الشم بطريقة مناسبة للعثور على شريك الحياة المثالي. وقد أفضت هذه الظاهرة إلى اقتراح مفاده ان المرأة ينبغي لها ألا تتناول أي أقراص من شأنها التأثير على الهرمونات حتى يتسنى لها معرفة ما إذا كان فارس أحلامها جذاباً كما تعتقد أم لا.