ذكرت صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية الصادرة أمس الأربعاء أن مسلماً أثيوبياً كان يقيم في بريطانيا ويُحتجز اليوم في معتقل غوانتانامو، كسب أمراً قضائياً في المحاكم الأمريكية يلزم حكومة واشنطن بتسليم ما بحوزتها من معلومات يمكن أن تساعد محاميه على إبطال تهم الإرهاب الموجهة ضده. وأوردت الصحيفة أن هذا التطور برز في المحكمة العليا في لندن وخلال جلسة استماع إلى قضية بنيام محمد الذي يصر على أنه اعترف بالتورط في مؤامرة لتفجير قنبلة قذرة في الولاياتالمتحدة تحت وطأة التعذيب و "بعد أن تم قطع ذكره بأداة حادة". وكان محامو بنيام في لندن كسبوا مؤخراً حكماً من المحكمة العليا في لندن قضت بأن السلطات البريطانية ماتزال تحتجز معلومات سرية يمكن أن تساعد قضية موكلهم، وطالبوا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند بإعادة النظر بقراره إبقاء هذه المعلومات طي الكتمان وعدم السماح للمحامين بالإطلاع عليها بحجة أن نشرها يقوّض علاقات بريطانيا مع دولة أجنبية. واضافت الصحيفة أن قضية بنيام كشفت تعاون أجهزة الأمن البريطانية مع نظيرتها الأمريكية في استجواب مشتبهين ارهابيين أثناء نقلهم من بلد إلى آخر واحتجازهم في مواقع سرية، كما أن المحامين البريطانيين المدافعين عنه يعتبرون المعلومات التي تحتفظ بها أجهزة الأمن البريطانية يمكن أن تساعد في إثبات تعرّضه للتعذيب ويريدون أن يتم الكشف عنها للفريق القانوني الذي يتولى الدفاع عن بنيام في الولاياتالمتحدة لمنع تحويل قضيته للمحكمة العسكرية في غوانتانامو. واشارت إلى أن المحامين البريطانيين المدافعين عن بنيام اتهموا وزير الخارجية البريطاني ميليباند بالإخفاق وعلى نحو غير قانوني في الكشف عن المعلومات المطلوبة رغم الحكم الذي اصدرته المحكمة العليا في هذا الشأن. وذكرت أن قاضيين أمريكيين أُبلغا في جلسة استماع تمهيدية لقضية بنيام أن محكمة فدرالية في واشنطن أمرت حكومة الولاياتالمتحدة الآن تزويد المحامين الأمريكيين المدافعين عن المسلم الأثيوبي بأي مواد مبرّئة. وكان بنيام ( 30عاماً) الذي جاء إلى بريطانيا عام 1994لطلب اللجوء السياسي، هاجم الحكومة البريطانية ووصف رفضها نشر دليل قال إنه يُساعد في اثبات براءته ضد تهم التورط بالإرهاب التي وجهتها ضده السلطات الأمريكية ب"المخجل"، كما اشتكى في بيان نشرته مؤخراً صحيفة بريطانية من أنه "يعاني من اعتلال في صحته ويكابد الألم في ظل ظروف شديدة الصعوبة في معرض دفاعه عن نفسه". ويُعد بنيام آخر محتجز في غوانتانامو كان يقيم في بريطانيا من أصل عشرة أخلت واشنطن سبيلهم في فترات سابقة، ويُحتجز هناك منذ العام 2004بمزاعم تورطه بالتخطيط لتفجير قنبلة قذرة في نيويورك بعد اعتقاله في إبريل/نيسان 2002عندما كان يحاول العودة إلى المملكة المتحدة من باكستان ونقله للاستجواب في المغرب وأفغانستان قبل إرساله إلى غوانتانامو.