أذكر ذلك الزمان الطيب الذي لا يُنسى.. كما نفتح أقفال لياليه بأشعارنا، بضحكاتنا المتوحشة بأسرار الليل الأجمل! كنا مناخه... نشكل النسمة الهامسة من بوحنا، فتتحول إلى قبلة، وعناق، ووفاء! كنا نطلق العاصفة المعبرة عن حنيننا للغد القادم بكل التفاؤل المشرق.. وكانت أيدينا تتعانق أكثر مما تتصافح، فهي "ترمومتر" لنبضات قلوبنا. وفي هذا الزمان الرطيء الذي نحاول فيه أن ننسى دائماً، أصبحنا نقفل أبواب ليالينا بالصمت، و"البحلقة" في ما تقذفنا به الأقمار الصناعية! استبدلنا لعواطفنا، وربما لغرائزنا: الأقمار الإنسانية ذات الإحساس، والقمر الذي ينشر ضياءه في سمائنا.. بهذه الأقمار الصناعية التي تغزو "عواطفنا" بهز الوسط، وتغزو عقولنا بسرقة الوقت! لم تعد أيدينا تتعانق.. بل تتعالق بالمصلحة، وبالتزوير للعاطفة الإنسانية! @ @ @ @ لا... لست العمر المتشائم، يقعي في الخذلان، العمر مضى، وحصاد العقل هو: الأثمن.. العمر مضى، وحصاد القلب هو: الأدفأ حتى لو آلمه الجرح من الإنسان! لا أحيا في عاطفة بكماء تدرج في "ذنب" الطيبة! عاطفتي تعتز، تحلق بفصاحتها... بشمول القلب لأبعاد "الطيبة"! إنسان من هذا العصر المحبط... أنا: موصول الزمان، ممتحن الأجيال، أحتاج إلى ما بعد الدهشة لأعالج عمق جراحات الإنسان، وارتفع.. أسمو: بهذا "التواضع" في أحزاني، وفقدي! هذا هو تعبيري عن: "الاحتياج" العصري، المعاصر، المعصور! مدقوق -أنا- كالوشم في زمن يتحرك أمام مرآة مقعرة، مخدوع -قلبي- بالانتظار داخل "بعد" لا ينتهي.. متورط -عقلي- في دهشة، استخلصتها الأجيال من الخوف المدجن! @ @ @ @ آخر الكلام : @ (أطوف بك الأرض أرحل نحو الشروق أمدّ جراحي... وأنعي سلاحي وتبقين أنت.... هنا.... في العروق)!!