في تصريحات لم تصدر عن أي رئيس حكومة سابق في (اسرائيل)، اعلن ايهود اولمرت انه حان الوقت للقيام بخطوة تاريخية لصنع السلام مع الفلسطينيين والسوريين بالانسحاب من معظم الضفة الغربية بما فيها القدس، ومن الجولان السوري مع اجراء ترتيبات هنا وهناك. وقال اولمرت في مقابلة وداعية مع صحيفة "يديعوت احرونوت" لمناسبة عيد رأس السنة العبرية والتي تأتي بعد وقت قصير من تقديمه استقالته، من منصبه كرئيس للحكومة الاسرائيلية: لدينا فرصة محدودة بالزمن للقيام بخطوة تاريخية مع الفلسطينيين والسوريين. في الحالتين التقدير باننا ملزمون باخذ القرار الذي نرفض حتى النظر اليه على مدى الأربعين سنة الماضية. واضاف: يتعين علينا الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين، والذي يعني ان ننسحب عمليا تقريبا من كل المناطق، ان لم يكن من كل المناطق. سنبقي بأيدينا نسبة في المائة من هذه المناطق، ولكن سيتعين علينا أن نعطي الفلسطينيين نسبة مشابهة، اذ بدون هذا لن يكون سلام. وبالنسبة للقدس، من يريد ان يحتفظ بكل منطقة المدينة سيتعين عليه أن يدخل 270الف عربي داخل جدران في اسرائيل السيادية. هذا لن ينجح. يجب الحسم. وهذا الحسم صعب، فظيع، حسم يقف خلافا لمصالحنا الطبيعية، خلافا لذاكرتنا الجماعية، خلافا لصلوات شعب اسرائيل على مدى الفي سنة. وتابع قائلا : "انا اول من اراد فرض السيادة الاسرائيلية على كل المدينة. انا اعترف. انا لم آتِ لان أبرر بأثر رجعي ما فعلته على مدى 35سنة. قسم كبير من هذه السنوات لم اكن مستعدا لأن ارى فيها الواقع بكل عمقه". وشدد اولمرت على ضرورة "الوصول ولأول مرة الى ترسيم خط حدود دقيق بيننا وبين الفلسطينيين، بحيث ان كل العالم، الولاياتالمتحدة، الاممالمتحدة، أوروبا، سيقول هذه هي حدود دولة اسرائيل، نحن نعترف بها وندرجها في قرارات رسمية في المؤسسات الدولية. هذه حدود اسرائيل وهذه هي الحدود المعترف بها للدولة الفلسطينية". وجدد التأكيد ان الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني قريبان جدا من الوصول الى اتفاقات. لكنه حمل الطرف الفلسطيني مسؤولية تأخير الوصول الى اتفاقات. "لاسفي ليس للفلسطينيين الشجاعة، القوة، التصميم الداخلي، الرغبة والحماسة اللازمة" - على حد تعبيره -. واضاف: "انا اقول خلافا لشارون انه يجب التفصيل في موضوع الأثمان الأليمة. في نهاية المطاف سنضطر الى الانسحاب من الجزء الاكبر من المناطق ولقاء تلك المناطق التي تتبقى لدينا سنضطر الى اعطاء تعويض في شكل أراضٍ من داخل دولة (اسرائيل) بنسبة واحد الى واحد الى هذا الحد أو ذاك". واوضح "من يعتقد بجدية باننا إذا جلسنا على تلة واحدة وغيرها، وفي مائة متر اضافية فان هذا سيجعل الفرق في الأمن الاساسي لدولة اسرائيل؟". وبالنسبة للسلام مع سوريا قال اولمرت: "ما هو مطلوب لنا اولا وقبل كل شيء هو الحسم. اريد ان ارى اذا كان هناك شخص واحد جدي في دولة (اسرائيل) يؤمن بانه يمكن صنع السلام مع السوريين دون التخلي في نهاية المطاف عن هضبة الجولان". وفيما اذا كان يقول ذلك لانه يغادر منصبه، قال اولمرت: انا جئت بهذا الاستنتاج عندما كان بوسعي ان احسم. انا بدأت اتصالاتي مع السوريين في شباط 2007، قبل وقت طويل من انقضاض الشرطة والنيابة العامة علي... واليوم وصلنا الى نقطة يتعين فيها ان نقول لانفسنا هل نحن نريد صنع السلام ام لا. وحول التهديد الذي يمثله الانسحاب من هضبة الجولان على دولة (اسرائيل)، اضاف اولمرت: اقول لكم اسرائيل هي الدولة الاقوى في الشرق الاوسط. نحن يمكننا ان نتصدى لكل واحد من خصومنا ولهم جميعا معا وننتصر. انا فقط أسأل نفسي ماذا سيحصل عندما ننتصر عليهم؟ قبل كل شيء سندفع الاثمان وهذه ستكون أليمة.