جدد الرئيس الاميركي جورج بوش الجمعة التأكيد على الحاجة الماسة لان يتم بسرعة إقرار خطة انقاذ القطاع المصرفي التي "نحتاج اليها" على حد قوله، مؤكدا عدم وجود "خلاف على ان الامور الاساسية يجب القيام بها". وقال بوش في خطاب مقتضب في البيت الابيض "نحن بحاجة الى خطة انقاذ"، مؤكد انه "علينا التحرك سريعا". واضاف "لدينا مشكلة كبيرة" في حديثه عن الأزمة المالية التي تشهدها الولاياتالمتحدة. وأكد بوش ان "هناك خلافات حول عدد من جوانب خطة الانقاذ لكن ما من خلاف على ان بعض الامور الاساسية يجب القيام بها"، وذلك غداة فشل الاجتماع غير المسبوق الذي عقده بوش في البيت الابيض حول الازمة المالية وضم المرشحين الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جون ماكين بالاضافة الى زعماء الكونغرس من كلا الحزبين. وأعرب الرئيس الأميركي عن تفاؤله بأن يتحد الجمهوريون والديمقراطيون ويمرروا خطة الإنقاذ المالي لمواجهة أزمة "وول ستريت". هذا وناقش جورج بوش ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة آفاق خطة انقاذ النظام المالي الاميركي، على ما اوضح البيت الابيض. وقال الناطق باسم البيت الابيض غوردون جوندرو ان "الرئيس بوش تحدث الى الرئيس ساركوزي بشأن المفاوضات الجارية في الكابيتول (مقر الكونغرس الاميركي) معربا عن ثقته بالتوصل الى نتيجة". وعرض وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون خطة تنص على ضخ 700مليار دولار في القطاع المصرفي الاميركي. وقد فشل الكونغرس حتى الان في التوصل الى اتفاق بشأنها. من جهته اعلن رئيس الغالبية في مجلس الشيوخ الاميركي هاري ريد ان مجلس النواب الذي كان يفترض ان يتوقف عن العمل الجمعة حتى الانتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر، سيواصل دورته الى ان يتم التوصل الى اتفاق حول خطة انقاذ النظام المالي. ويرى محللون ان سندات الخزينة الاميركية قد تكون المحطة المقبلة التي ستشهد انهيارا في اطار أزمة الاسواق المالية في حال تراجع الثقة في قدرة الولاياتالمتحدة على تسديد دينها الطائل. ومن المفارقات ان الدولة الفدرالية الاميركية التي شهدت عائداتها الضريبية تتراجع ونفقاتها ترتفع الى حد هائل لمساعدة الاقتصاد على الخروج من وضعه الصعب، كانت في الواقع من الرابحين على الامد القريب جراء الازمة المالية. ففي ظل تراجع الاسهم والتقلبات المحمومة في اسعار المواد الاولية ومخاطر اسواق القروض، اجتذبت سندات الخزينة مستثمرين من العالم بأسره بحثا عن توظيف اموالهم في قطاع خال من أي مخاطر. وسجلت الاسعار في الاسواق، حيث يجري التداول بالدين الاميركي ارتفاعا متواصلا منذ مطلع السنة مقابل تدني الايرادات بشكل مستمر، في حين تبقى نسبة التضخم العدو التقليدي لاسواق السندات، في اعلى مستوياتها. وتمكنت الدولة باصدارها سندات خزينة من تخفيض معدلات الفائدة بشكل متواصل. وقد وافق بعض المستثمرين حتى على نسبة فائدة معدومة في مزاد علني على سندات ل 35يوما في 17ايلول/سبتمبر.