أكد الدكتور حسن محمد علي المدير العام لدار مصحف إفريقيا بالسودان ل "الرياض" أن هناك جهوداً كبيرة ومتميزة تقدمها الندوة العالمية للشباب الإسلامي في خدمة الإسلام والمسلمين في العديد من الدول الإسلامية.. حيث كان لنا هذا اللقاء معه.. @ كيف جاءت هذه الفكرة، ومتى أنشئت الدار؟ - جاءت فكرة تأسيس الدار من إحساس عميق بمدى المعاناة التي يجدها المسلم في القارة الإفريقية، في الحصول على مصحف يتعلم منه أمور دينه ويربي به أبنائه ويعبد الله بتلاوة آياته الكريمة، فكان إنشاؤها لتلبية هذه الحاجة، وتيسير الأمر على المسلمين في هذه المناطق وتوفير المصاحف التي يعرفون منها تعاليم القرآن. @ لماذا أفريقيا على وجه الخصوص؟ - أضاء الله مجاهل إفريقيا بنور القرآن الكريم، وشرح صدر أهلها لدينه القويم فأصبحت بفضل الله قارة مسلمة منذ الهجرة الأولى للصحابة رضوان الله عليهم إلى الحبشة في صدر الإسلام، وقد اختص الله في العصر الحاضر هذه القارة دون القارات الأخرى بتلاوة القرآن بأربع روايات هي (رواية حفص عن عاصم والتي يقرأ بها كافة المسلمين في أنحاء العالم، ورواية ورش عن نافع ويقرأ بها أهل شمال وغرب إفريقيا، ورواية الدوري عن أبي عمرو ويقرأ بها أهل السودان والصومال وأجزاء من تشاد وكينيا وإريتريا، ورواية قالون عن نافع وتقرأ بها ليبيا وأجزاء من تونس، هذه القارة بها ما يزيد على الثلاث مئة مليون مسلم يعاني أكثرهم من الفقر، فلا يجد ما يعينه على امتلاك مصحف ليتعبد به ويتعلم منه أمور دينه، فقد نجد أحياناً قرية كاملة يتبادل أهلها مصحفين أو ثلاثة وتوزع صفحاته بين القارئين، وفي بعض البلاد يؤجر المصحف للتلاوة خاصةً في شهر رمضان. @ هل يزداد الطلب على المصحف، وما أكثر الدول طلباً له؟ - إن المسلم يحتاج إلى المصحف لحفظ ما تيسر له للتعبد ولتعلم أمور دينه والاقتداء بهديه، ويشهد العالم الإسلامي بفضل الله في العقود الماضية عودة إلى الدين الحنيف وتلاحظ في الدار ازدياد الطلب باستمرار وخاصةً من الفقراء الذين لا يملكون ما يشترون به مصحفاً من كل الدول الإفريقية ذات الغالبية المسلمة وذات الأقلية المسلمة سواء من المؤسسات التعليمية أو حلقات تحفيظ القرآن أو المساجد أو الخلاوي والكتاتيب ولا نستطيع أن نقول ان هناك دولة أو دولاً أكثر طلباً فكل مسلم في حاجة إلى مصحف. @ هل يساهم توزيع المصحف في التعريف بالإسلام؟ - كان القرآن الكريم وخاصةً المصحف المصحوب بالتفسير أو ترجمة معانية، هادياً لكثير من الناس، فنرى كثيراً من العلماء من غير المسلمين من كتب الله لهم الهداية بعد أن قاموا بدراسة متأنية لمعاني القرآن العظيم. @ لماذا لا تسعون لعمل ترجمة مرفقة بالمصحف وتوزيعها ليزداد النفع به؟ - إن ترجمة معاني القرآن الكريم هي من أهم العلوم التي تساعد الناطقين بغير العربية على فهم أمور دينهم ومعرفة معاني الكتاب العزيز، وبالدار قسم خاص بالترجمة يتبع للإدارة العلمية ولديها برنامج لترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الإفريقية وقد قامت الدار هذا العام بترجمة المعاني المستفادة من كلمات جزء عمَّ إلى لغات أكبر ثلاث قبائل بجنوب السودان، كما تسعى الدار إلى إنشاء إذاعة تبث القرآن الكريم وترجمات معانيه باللغات الإفريقية إلى القارة المسلمة إن شاء الله. @ حتى الآن كم نسخة طبعتموها، وماذا يعني ذلك؟ - طبعت الدار بحمد الله تعالى ما يقارب المليوني نسخة من المصحف منذ افتتاحها في عام 2001م بالإضافة إلى كميات مماثلة من ربع يس والعشر الأخير ولكن هذه النسبة تمثل طاقة الإنتاج لعام واحد في الدار، وها نحن نوجه نداءً من خلال مؤسستكم المباركة لوقف المصحف الشريف لمسلمي إفريقيا، المتعطشين لكتاب الله غير القادرين على شرائه. @ تنتشر 4قراءات في أفريقيا فهل وفرتم هذه القراءات في الطباعة؟ - وفرت الدار المصاحف بروايتي حفص والدوري، وتعد الآن طبعة خاصة بالأمانة العامة للندوة العالمية للشباب الإسلامي برواية ورش لتوزيعها في دول غرب إفريقيا. @ ماذا عن المدارس والمعاهد هل تدعمونها بالمصحف؟ - يوزع المصحف وخاصةً ربع يس والعشر الأخير على المدارس، وفي هذه الحالة يفضل أن يكون بهامشه تفسير بسيط أو لمعاني الكلمات، وقد تم في الدار إعداد مصاحف بتفسير الشيخ حسنين مخلوف، رحمه الله، مفتي الديار المصرية الأسبق، وتفسير الجلالين، الجلال المحلي، والجلال السيوطي، بطباعة على الهامش للجهات الراغبة في وقف المصحف أو الجزء المفسر. @ هل يوزع المصحف على المهتدين الجدد؟ - توزع الأجزاء على المهتدين ليحفظوا منه ما يعينهم في صلاتهم، ثم يتدرج بعد ذلك إلى ربع يس والمصحف الكامل إن شاء الله.