تأشيرة "فيزة" الزيارة إلى المملكة العربية السعودية. فيزة زيارة أو سياحة أو عمل قد تستعصي لدرجة تفقد معها السياحة الداخلية أحد أهم مقوماتها. نستطيع أن نضيف للمستحيلات الثلاثة مستحيلا رابعا (الغول والعنقاء والخل الوفي والتأشيرة). كما نستطيع أن نصفها بالصعبة على الجادين السهلة على العابثين. أما لو أردت أن تُعجِز شخصاً فلا تطلب منه تقبيل مرفقه "كوعه"، ولكن اطلب أن يستخرج تأشيرة زيارة لصاحبه. كانت هناك وعود بتسهيل الحصول على تأشيرة الزيارة ولكنها أقل من المأمول. تصوروا أن يكون هناك مهندس أو طبيب أو معلم أمضى في السعودية مدة تتجاوز العشرة أعوام، ثم غادر إلى بلاده بعد تلك الأعوام وهو يحتفظ بذكريات جميلة لأصدقائه وزملائه. ولأن الحنين قوة دافعة فقد يخطر له أن يزورهم في المملكة العربية السعودية، إلا أنه يفاجأ بصعوبة أو استحالة الحصول على تأشيرة الزيارة. وهذا يدفع البعض إلى استخدام الحيل المشروعة للحصول على تأشيرة. في مقابل مايكابده هذا الطبيب أو ذاك المهندس نرى أن العامل غير المؤهل يغادر مغادرة نهائية لأسباب تتعلق بسوء سلوكه أو هروبه من كفيله أو بقضايا جنائية، مايلبث أن يعود إلى البلد في ظرف أيام أو أسابيع. أما لو تعرفت خلال سفرك على أصدقاء فليس من سبيل إلى دعوتهم لزيارتك. ومن الطبيعي أن لاتبث الدعاية لوطنك لأنك تعلم أنه سيحرجك لو أبدى رغبته في السفر إلى المملكة وسألك عن التأشيرة. كل بلد في العالم له متطلبات للتأشيرة قد يستغرق استخراجها فترة تتراوح بين ساعات إلى بضعة أسابيع، إلا لدينا فهناك إمساك مزمن لدرجة في إعطاء التأشيرة استحقت معه لقب "تكشيرة" بامتياز. نحن لانطالب بالتساهل في متطلبات التأشيرة، بل على العكس من ذلك فقد طالبنا ونطالب باستخدام بصمة العين لمن يطلب "الفيزا" لكي نحمي الوطن من تسلل الإرهابيين والمجرمين. إذاً مطالبتنا تنحصر في تنظيم تأشيرات الزيارة والسياحة والتوسع فيهما.