تتمتع المنتجات والسلع السعودية بقبول واسع في اسواق الامارات ويشهد الاقبال على هذه المنتجات نموا متسارعا خصوصا في قطاع المواد الغذائية حيث نجحت منتجات المملكة في الفوز بحصة كبيرة في اسواق الامارات خصوصا خلال السنوات القليلة الماضية. حيث إن الإمارات تتصدر الدول المستوردة للصادرات السعودية ويعود ذلك لعدة عوامل لعل ابرزها وجود مناطق إعادة التصدير لديها بالإضافة إلى وجود مصانع سعودية ومكاتب لها في الإمارات والتي تقوم بتسويق منتجات تلك المصانع على مستوى العالم ولا يقتصر الامر على المواد الغذائية فهناك مواد البناء والمواد الطبية والتمور والزيوت وغيرها. وقد ارتفعت صادرات المملكة من التمور إلى دولة الإمارات بنسبة 15بالمائة في عام 2006مقارنة بالعام 2005حيث ما زالت الامارات أكبر مستورد للتمور من المملكة بحصة تصل إلى 80بالمائة. ويأتي هذا النمو الكبير في المنتجات السعودية في اسواق الامارات بعد نجاحها في توفير بدائل عديدة للسلع والمنتجات الاجنبية القادمة من خارج اسواق دول مجلس التعاون الخليجي خصوصا منطقة اليورو التي ارتفعت اسعار منتجاتها بشكل كبير خلال العامين الماضيين كما وفرت منتجات المملكة الغذائية بدائل اخرى عندما بدأت حملة مقاطعة لبعض المنتجات الاجنبية حيث ما زالت المملكة تحتل المركز الاول من حيث الدول المصدرة للامارات واستحوذت صادراتها على نصف المنتجات المصدرة للامارات حيث بلغت خلال العام الماضي نحو 12.9مليار ريال من اجمالي 25مليار ريال واردات الامارات من الاسواق العربية. ويؤكد ماجد الشامسي رئيس الاتحاد التعاوني وهو ايضا رئيس مجلس ادارة جمعية الاتحاد التعاونية في حديث ل"الرياض" ان المنتجات والسلع التي يتم استيرادها من السعودية تتمتع بمستوى عال من الجودة وقد حققت هذه المنتجات شهرة واسعة بفضل التزامها بمعايير الجودة العالية والمعروفة دولياً. لكن الشامسي اكد على ان بعض المنتجات التي يتم استيرادها من السعودية اسعارها عالية قياسا الى المنتج الاماراتي داعيا الى مراعاة ان تكون هذه الاسعار مقبولة من قبل جميع شرائح المجتمع حتى يستمر قبولها خصوصا انها شكلت بديلا لعدد من المنتجات التي يتم استيرادها من خارج دول مجلس التعاون الخليجي. وتؤكد شرائح واسعة من المستهلكين في المجتمع الاماراتي ان المنتجات السعودية تلقى رواجا كبيرا لديهم خصوصا انها تمتاز بالجودة العالية كما انها توفر مختلف البدائل للمستهلكين مشيرين الى ان منتجات شركات سعودية كبرى تحتل اليوم ارفف الكثير من الاسواق التجارية ومنافذ البيع في مختلف امارات الدولة ومنها المراعي ونادك وغيرها من الشركات السعودية الاخرى. وللمحافظة على وجودها في سوق الامارات وتعزيز جودة منتجاتها لجأ عدد من الشركات الى اقامة شراكات مع الشركات الاماراتية بهدف اقامة مراكز توزيع تضمن لها الوصول الى المستهلك بطرق سهلة وفي الوقت المحدد بحيث تتجنب الاجراءات الحدودية التي قد تعيق وصولها الى المستهلكين. فقد قامت شركة نادك التي دخلت اسواق الامارات قبل 10سنوات بتأسيس مركز توزيع جديد لها في امارة الشارقة حيث يمتاز المركز الجديد بمرافق متكاملة ويمتد على مساحة 3500متر مربع مملوكة للشركة تقع في المنطقة الصناعية بالشارقة. ويؤكد المسؤولون بالشركة أن إنشاء المركز وبدء التشغيل فيه سيوفران إمكانية أفضل للتوسع في توزيع منتجات الشركة وزيادة حصتها في سوق الإمارات في الوقت الذي تخطط فيه الشركة لاقامة مركز توزيع آخر في امارة ابو ظبي بهدف تحقيق التغطية الشاملة لأسواق الإمارات. كما وقعت الشركة اتفاقية تعاون مع "العين للألبان"، يسمح بموجبها ل"نادك" بتعبئة الحليب الطازج في مصنع شركة العين، ليتم توزيعه في أسواق الإمارات يوم تعبئته، وهذا من شأنه يرفع قدرة الشركة على توفير المنتج لفترة أطول، وهو ما يمكنها من زيادة صافي المبيعات من الحليب الطازج مع الاحتفاظ بنفس مواصفات الجودة التي تتميز بها منتجات الشركة. لكن هذه المنتجات ما زالت تعاني من مشكلات تعيق انسيابها بشكل كامل في اسواق الامارات وهي جزء من عوائق تجارية تمنع تعزيز حركة التجارة بين البلدين الشقيقين الامر الذي يتطلب حلولا فورية من قبل المسؤولين خصوصا عند الحديث عن مشكلة تكدس الشاحنات على المعابر الحدودية.