يعتبر ارتفاع ضغط الدم أحد الأسباب الرئيسية للمرض والوفاة على مستوى العالم ، وهو من العوامل البالغة الخطورة في أمراض أوعية القلب والدماغ ، وفي السعودية يصيب أكثر من 20% من السكان البالغين مع توقع زيادة انتشاره. و يسبب ارتفاع ضغط الدم في حال عدم معالجته إجهادا للقلب والشرايين والدماغ والكلى وفي النهاية يدمر تلك الأنسجة ويشكل عامل خطورة رئيسي للإصابة بتوقف القلب والنوبة القلبية والفشل الكلوي. وعلى الرغم من الدليل الغالب على أن خفض ارتفاع ضغط الدم يخفض التعرض للأمراض والوفاة إلا أن معالجته - ولسوء الحظ- تبقى أقل احتمالا، وهذا يكون لحد كبير بسبب ضعف التزام المريض ولامبالاة مقدمي الرعاية الصحية ، ويزداد عدم التزام المرضى لأسباب منها سوء فهم الحالة أو النظر للأدوية على أنها ترمز لاعتلال الصحة وعدم إدخال المريض في خطة الرعاية أو الآثار السلبية غير المتوقعة للأدوية. تعتبر أمراض الكلى عاملاً مسبباً للإصابة بارتفاع ضغط الدم نظراً للتغيرات الفيزيائية في الكلى، على سبيل المثال عند انخفاض وظيفة الكلى قد يكون هناك قدر معين من حجز السوائل والفضلات في الجسم بسبب ضعف إزالتها عن طريق الكلى وضعف التحكم في الصوديوم مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم. والأهم من ذلك أن الكلى عنصر رئيسي في تنظيم ضغط الدم في الجسم فللكلى قدرة على زيادة ضغط الدم عن طريق إفراز الهرمون المسمى الرينن، ويؤدي إطلاق الهرمون إلى تغييرات سلبية في كل الجسم تؤدي في النهاية إلى تضييق الأوعية الدموية ، مما يجعل مرض الكلى المزمن مصحوبا غالباً بارتفاع ضغط الدم لحد ما ، حتى لو لم يكن هناك احتباس للسوائل ، والجدير بالذكر أن بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم على إزالة تأثيرهذه الهرمونات التي تسبب ضيق الأوعية الدموية مما يجعلها تكون أكثر فعالية في حالة مرض الكلى المزمن. ومع ارتفاع ضغط الدم قد لا تعرف أنك مصاب بمرض الكلى ، وهناك فحوص مخبرية تبين قدرة الكلى لديك على التخلص من الفضلات كما ينبغي، وتشمل هذه الفحوص كرياتنين المصل ونيتروجين يوريا الدم، ومعدل البروتين في البول ويمكن أن يشير ارتفاع مستويات أي منها إلى تلف الكلى. ولهذا فإن المتابعة الدورية مع الطبيب المعالج ضرورية للاكتشاف المبكر لضغط الدم والعلاج المناسب في المرحلة المناسبة. قسم أمراض الكلى