يعاني معظم الناس، خاصة بعد ملء المعدة بعد الانتهاء من تناول وجبة الافطار في رمضان، من حرقان في المريء وحموضة وإحساس بالثقل وعدم الارتياح. والسبب هو زيادة تناول الأطعمة التي تزيد من حموضة المعدة وعدم تناول مايكفي من أطعمة ذات طبيعة قلوية لكي تعادل تلك الحموضة. وعند النظر إلى وجبة إفطار وعشاء رمضانية نجد أنها في أغلب الأحوال تتكون من: 1- تمر وعصير (من أي نوع كان): وهي غنية بالسكريات التي تسبب زيادة الحموضة. 2- قهوة وهي تسبب الحموضة. 3- شوربة: وأغلب أنواع الشوربة المشهورة في رمضان مثل شوربة الحَب، شوربة الجريش، شوربة الشعيرية، شوربة الشوفان، شوربة الفطر، شوربة الحريرة، تحتوي على قمح أو دقيق قمح ولذلك فهي تزيد من حامضية المعدة، خاصة إذا أضيف لها اللحم الذي يساهم بدوره في زيادة حامضية المعدة 4- سمبوسة: (حتى المحمرة بالفرن) لأن عجينتها من القمح (حامضي) وهي محشوة باللحم (حامضي). 5- اللقيمات (لقمة القاضي): تسبب الحموضة لأنها من دقيق القمح (حامضي) ومغموسة بالشيرة (السكر المكرر حامضي). 6- الطبق الرئيسي: أ- الأرز باللحم أو الدجاج حامضي لأن الأرز مقشور غني بالنشويات. واللحم حامضي. ب- المكرونة بأنواعها: لأنها محضرة من دقيق قمح مكرر يسبب الحموضة. 7- السلطة: أغلب الخضراوات قلوية مما يجعلها تساهم في التخفيف من الحموضة. 8- الحلويات: أغلبها محضر من القمح (دقيق مكررأو نشا أو ارز أبيض) مثل القطائف والكنافة والبسبوسة وانواع الكيك والدونت وغيرها كثير. وهي كلها حامضية. 9- الفواكه: معظم الفواكه الطازجة ذات طبيعة قلوية. ومن المهم التنويه إلى أن مسألة حامضية او قلوية الدم مسألة معقدة، فالجسم قادر على معادلة حامضية المعدة تلقائياً بإطلاق عوامل منظمة للحموضة، ولكن استنزاف قدرة الجسم على تصحيح نفسه بتناول أطعمة تساهم في زيادة الحموضة (مثل جميع الأطعمة المكررة خاصة السكريات والحبوب المكررة، والمشروبات الغازيّة والقهوة بمقادير كبيرة) على مدى سنوات طويلة يعطّل عمل تلك العوامل المنظمة للحموضة. والدليل على ذلك أن البالغين فقط يشعرون بأعراض زيادة الحموضة، فالأطفال والشباب الذين لم تستنزف خطوط الدفاع في اجسامهم لا يعانون من شيء على الرغم من تناولهم لأطعمة مكررة تسبب زيادة الحموضة. والمهم هنا هو تعديل النظام الغذائي في رمضان وفي غير رمضان للمحافظة على قدرة الجسم الطبيعية على معادلة الحموضة كالتالي: 1- عدم الاكثار من التمر لأن بعض انواعه كالسكري الفاخر غني بسكر السكروز الذي يسبب الحموضة. وهذه مناسبة لذكر ان أنواع التمر تختلف في محتواها من انواع السكريات كالفركتوز والجلوكوز والسكروز. لذا فالمعنى ليس بعدد التمرات فقط إنما أيضاً في اختيار نوع التمر. كما يجب الاعتدال في شرب العصيرات المحضرة من فواكه طبيعية طازجة في المنزل، والابتعاد نهائيا عن تناول العصيرات التجارية. وأسلم الأمور، بما ان الإنسان يفطر على تمر، هو تناول الماء فقط. 2- القهوة: التقليل منها قدر الامكان، وإن كان ولابد فتناولها بعد الوجبة بساعتين. 3- الشوربة: تحضير شوربة بدون حبوب ولا لحوم مثل الملوخيّة وشوربة الخضار بأنواعها، وشوربة العدس بأنواعه. أو يمكن تعديل الوصفات فشوربة الحَب أو الجريش يمكن تحضيرها باستخدام الأرز الكامل أو الدخن غير المطحون بدلاً من القمح او الجريش. ويمكن استخدام دقيق الأرز الكامل (أرز بقشره مطحون) بدلاً من دقيق القمح العادي لزيادة كثافة انواع الشوربة. 4- التقليل قدر الإمكان، أو الامتناع الكامل عن تناول السمبوسة واللقيمات وأنواع الحلويات المشهور تناولها في رمضان. 5- الطبق الرئيسي: إذا كان ولابد فيجب استبدال الأرز العادي المقشور بأرز كامل غير مقشور يطبخ مع خضروات بدون لحوم. 6- السلطة: وهي التي يمكن الاكثار منها بدون مشاكل، خاصة السلطات الغنية بالخضراوات الورقيّة . ومن الأفضل تتبيل السلطة بالليمون وزيت الزيتون وتجنب انواع توابل السلطة التجارية. 7- تناول الفواكه الطازجة بدلاً من الحلويات عند الشعور بالجوع بين الفطور والسحور.