بدأ امس بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة اجتماع الدورة العادية 130لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين برئاسة مندوب المملكة العربية السعودية لدى الجامعة السفير أحمد عبدالعزيز قطان للتحضير لاجتماع الدورة العادية للمجلس على مستوى وزراء الخارجية الذي سيعقد غداً الإثنين. وقال السفير قطان في كلمته خلال الاجتماع إن القضية الفلسطينية هي أهم أولويات العمل العربي المشترك الذي يعمل حاليا من أجل تحقيق الوفاق بين الفلسطينيين حتى لايسمحوا لاعدائهم بتفريق كلمتهم وشملهم معرباً عن أسفه لوصول الأمر إلى هذه الدرجة بين الفلسطينيين رغم انهم تعرضوا لاحتلال بريطاني ثم احتلال إسرائيلي لم يحقق ماحققه الفلسطينيون بأيديهم بسبب تقاتلهم وخلافاتهم وهو ماجعل الأمر يصل إلى حد تكريس الانفصال وهو أمر خطير للغاية ويجب وضع حد حاسم له. وهنأ مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية في كلمته اللبنانيين على انتخاب الرئيس ميشيل سليمان رئيسا للبنان وتشكيل الحكومة الجديدة معربا عن أمله في عودة لبنان كما كان وأن تتضافر جهود اللبنانيين بكافة طوائفهم السياسية من التوافق والوفاق فيما بينهم في كنف دولة ينضوي تحت لوائها وتفرض سيادتها على الجميع. وأكد السفير احمد قطان إن اتفاق الطائف الذي كان عربي التوجه تمكن بالفعل من إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية ووضع قواعد الدستور الحالي والجميع يتطلع إلى استكمال الحوار الوطني بغية انجاز مايتعين على القيادة اللبنانية انجازه من أمور تصب في صالح لبنان حاضرا ومستقبلا. وحول العراق قال السفير قطان إننا لانزال نتابع تطورات الأحداث وكلنا أمل بعودة العراق الحر كما كان يعيش فيه الجميع بأمن وسلام ويعود لممارسة دوره في خدمة القضايا العربية والاسلامية مشددا على أن المملكة تدعم أمن وسلامة واستقلال العراق وشعبه بجميع مكوناته وأطيافه وتدعو إلى التعايش السلمي فيما بين العراقيين والحفاظ على هويتهم الوطنية. ولفت مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية السفير احمد قطان في كلمته خلال اجتماع المندوبين الدائمين بمقر الجامعة العربية اليوم إلى أن المملكة العربية السعودية تؤيد حزمة حل الأزمة السودانية التي اتفق عليها الأمين العام لجامعة الدول العربية مع الرئيس عمر البشير والتي اذا ماتم تفعيلها بجوانبها السياسية والقانونية ربما تؤثر على قناعة المحكمة الجنائية الدولية وتدفعها لرفض الاستجابة لطلب المدعي العام بإصدار أمر القبض بحق فخامة الرئيس السوداني موضحا أنه لو تم تفعيل نظام الإنذار المبكر التابع لمجلس السلم والأمن العربي لتمكن من التنبيه لما قد يواجه السودان والدول العربية من مخاطر وتحديات في دارفور في وقت مبكر. وعرض السفير قطان في كلمته موقف المملكة تجاه الصومال مؤكداً سعيها الحثيث لرأب الصدع في الصومال والسير في عملية المصالحة بعد أن مزقتها الحروب وقد آن الآوان لكي يعود الاستقرار والأمان إلى هذ الجزء الغالي من الوطن العربي. كما جدد السفير قطان موقف المملكة العربية السعودية على حق دولة الإمارات العربية المتحدة في استعادة جزرها الثلاث ورفضها بشكل قاطع ماقامت به إيران مؤخرا بإنشائها مركزين بحريين في جزيرة أبو موسى مشددا على أن ماتقوم به إيران تكريس لاحتلال الجزر ونأمل ان تتجاوب إيران مع دعوة دولة الإمارات للحوار أو الاحتكام إلى محكمة العدل الدولية لتسوية الخلاف الذي سيؤثر سلبا على تطور العلاقات العربية الإيرانية. ورأى مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية ان أزمة الملف النووي الإيراني تشكل أحد التحديات التي تواجهها منطقتنا ومبعث قلق للجميع معربا عن أمله في أن يتم حل هذا الملف بالطرق السلمية بعيدا عن التوتر والتصعيد في إطار التطلع لجعل منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي خالية من أسلحة الدمار الشامل مع ضمان حق الدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها وتطبيق هذه المعايير على جميع دول المنطقة بدون استثناء بما فيها إسرائيل. ونوه السفير أحمد قطان في ختام كلمته بأهمية القمة الاقتصادية القادمة مشيرا إلى أنها قمة الأمل التي يسعى الجميع من خلالها لتأسيس مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك للحاق بركب الدول التي سبقتنا في هذا المجال.