إن الشباب في بلادنا العزيزة بشكل عام يتمتعون ولله الحمد بقسط وافر من الثقافة الإسلامية إلى جانب المعارف الأخرى للازمة للمقتضى المعيشي مما يدل على أن ولاة الأمر - حفظهم الله - حريصون كل الحرص على هذا التوجه الطيب نحو الاعتدال والتوازن بين الجانبين الروحي والمادي وذلك لعمري ما يدعو للاطمئنان لأنه يأتي وفق ما ورد في الأثر أعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً وأعمل لآخرتك كأنك تموت غداً. ولكن المهم هو كيف نترجم هذه الثقافة وهذه المعرفة إلى واقع عملي لأن الدين المعاملة ويفسر ذلك قوله صلى الله عليه وسلم (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) والأخلاق تعني الشيء الكثير من المعاني السامية التي تعزز التعاون في الإطار المجتمعي فيسود الإخاء وتتجذر القيم الخيرة في مجمل التعاملات واستشعار المسؤولية والقيام بالواجب والوفاء بالالتزامات واحترام الكبير وتوقير العلماء الأفاضل والاصغاء إلى نصحهم وارشادهم وعدم الالتفات إلى الأدعياء وإلى الأفكار المنحرفة التي تورط فيها العديد من أبنائنا فأصبحوا لقمة سائعة للمغرضين الذين باعوهم بأرخص الأثمان وجعلوا منهم وقوداً لمعارك تقوم على الوهم والضلال. ولذلك أنصح نفسي واخواني الشباب الذين هم عماد الأمة وعدة المستقبل أن يكونوا على درجة كبيرة من اليقظة والتبصر وأن يأخذوا بالاعتدال في كل شؤونهم وفق ما وجه به القرآن الكريم (وجعلناكم أمة وسطاً). @ وزير الحج