الانتخابات البلدية تجربة طبيعية، لتطور طبيعي للتنظيم البلدي في المملكة العربية السعودية ويشكل تنسيقاً طبيعياً بين المجتمع ومسؤوليه، كما أن في الانتخابات البلدية تطويرا للوعي العام للاهتمام بقضايا الوطن والمواطن عبر مؤسسات المجتمع المدني والنظام العام، وهي فرصة للتواصل بين المجتمع والمسؤول. والأنظمة التي صدرت للمجالس البلدية وإن كانت قد ارتقت في مستواها وأعدت اعداداً كاملاً وبذل فيها جهود كبيرة إلا انها ليس لها قداسة معينة فهي قابلة للتحوير والتطوير حسب الحاجة وحسب التطبيق وما ينتج عنها من آراء مختلفة، وهذا ولاشك محل عناية المسؤولين وتصريحاتهم المختلفة تشير إلى ذلك ولاشك ان الأنظمة واللوائح التي صدرت تحتاج إلى مراجعة في كثير من الأحيان وخصوصاً عند تطبيقها ووضوح السلبيات والايجابيات في تلك الأنظمة والتي نرى حرصاً شديداً لدى من أعدوها على تلافي الأخطاء الواردة فيها. ومن أهم المشكلات التي لاحظها المتابع للعملية التنفيذية لقيد الناخبين في المجالس البلدية في منطقة الرياض فتور كثير من الناس عن تسجيل اسمائهم للإدلاء بأصواتهم بعد ذلك، وهذا مرده إلى جهل كثير من الناس بأسماء المرشحين الذين يعتزمون ترشيح أنفسهم والذين نصت اللوائح على عدم الاعلان عن أنفسهم بأي طريقة قبل الموافقة على اسمائهم، ففي تصوري لو كان هناك مجال لإعلان تلك الأسماء في وقت القيد لكان للمرشحين دور رئيس في تحميس الناس وحشدهم للتسجيل لقيد اسمائهم كناخبين، كما أن الحد من عمر الناخب ان لا يقل عن احدى وعشرين سنة له دور أيضاً في تقليل أعداد المقيدين كناخبين في الانتخابات اضافة إلى استبعاد العسكريين من المواطنين وهذه القضايا في تصوري لم يغفل عنها من وضعوا تلك اللوائح والأنظمة وخصوصاً بعد عمليات التطبيق وقيد الناخبين في منطقة الرياض والتي كان الفتور يعتري كثيراً من المراكز الانتخابية لقلة عدد المقيدين فيها، وهذا ولاشك ليس مطلوباً بل العكس المتوقع كان كثرة المسجلين ولكن كما قلت أو كما ذكرت جهل المسجلين بالأسماء جعل العدد محدوداً جداً. وكلنا يدرك ان الفوز بانتخابات المجلس البلدي هو شرف يتوق له المتنافسون، كما أن هناك تجارب أخرى في كثير من البلدان لاشك ان المتنافسين قد اطلعوا عليها وإن كانوا خلف الستار وقت التسجيل ولا يستطيعون بحكم اللوائح ان يعلنوا عن أنفسهم وهذا محل نظر في تصوري ينبغي كما ذكرت سابقاً ان يعاد النظر فيه مرات ومرات. واؤكد مرة أخرى ان المصلحة في تشجيع الناس على المشاركة واستشعار المسؤولية والبعد عن اللامبالاة وبالتالي فإن المواطن الذي يستشعر مسؤوليته سيقيد نفسه وسيدلي بصوته يوم الانتخابات لما فيه مصلحة وللمرشح المرضي لتطلعاته ولعل دروس الرياض يستفاد منها في المناطق الأخرى والله المستعان وعليه وحده التكلان.