أعلن الممثل الاعلى لسياسة الاتحاد الاوروبي الخارجية خافيير سولانا ان القادة الاوروبيين قد يعطون موافقتهم على بعثة اوروبية لمراقبة وقف اطلاق النار في جورجيا على امل ان يتم نشرها بحلول القمة الاوروبية المقبلة في منتصف ايلول/سبتمبر (اكرر ايلول/سبتمبر). وقال سولانا بعد لقاء مع رئيس الوزراء الجورجي لادو غورغينيدزه "لدينا اصلا بعثة استطلاع على الارض تضم اربعين شخصا ونرغب في نشر بعثة جديدة قريبا". واضاف "آمل بان تكون القرارات جهزت بحلول القمة الاوروبية المقبلة وان يبدأ نشر هذه البعثة". وتابع "في البداية ستكون بعثة مراقبة وتخطيط لمعرفة كيف تطبق خطة السلام، ذلك امر مهم جدا". واوضح ان هذه البعثة الموازية لبعثة منظمة الامن والتعاون في اوروبا ستنتشر "على عدة مراحل" اولا في وسط جورجيا (مع استثناء جمهوريتي اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الانفصاليتين) من اجل "التحقق" من ان خطة السلام المؤلفة من ست نقاط التي وافق عليها الرئيسان الروسي والجورجي في منتصف اب/اغسطس تحترم، وكذلك "على الحدود". وبدا دبلوماسي اوروبي اكثر حذرا وقال لوكالة فرانس برس "بالتأكيد فان فكرة بعثة مراقبة تلقى دعما قويا من الاعضاء ال 27.لكننا لم نتوصل بعد الى تحديد بعثة مراقبة بهذا الوضوح". واضاف "ان الفكرة التي يفترض ان تبرز في نتائج القمة والتي تتشاطرها دول الاتحاد الاوروبي تتمثل على الاقل في اعادة تقويم المكون الاوروبي في الجهود الدولية" سواء في شكل خصوصي من خلال بعثة او من خلال منظمة الامن والتعاون في اوروبا كما هو الحال. وقال سولانا من جانبه انه يأمل في ان يزور "قربيا موسكو وتيبليسي". واكد مثل العديد من القادة الاوروبيين انه "لا توجد اي عقوبات في جدول اعمال القمة ضد روسيا. وحول احتمال تعليق المفاوضات مع روسيا حول اتفاق جديد لشراكة استراتيجية لم يعط سولانا ردا واضحا. وقال "لا ادري (..) وما اعرفه هو انه هناك قمة للاتحاد الاوروبي وروسيا في تشرين الثاني/نوفمبر والمهم هو ما سيحصل من الآن وحتى ذلك التاريخ". ويعقد الاتحاد الاوروبي وروسيا قمتين سنويا، والقمة المقبلة مقررة في 14تشرين الثاني/نوفمبر في نيس بفرنسا. على صعيد آخر قال رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون امس الاثنين ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يرغب في ان يزور مجددا موسكو وتيبليسي للمساعدة في حل النزاع الروسي الجورجي. وقال فيون في مقابلة مع اذاعة "اوروبا1" ان ساركوزي "سيقترح على نظرائه الاوروبيين بعض المبادرات (مثلا) ان يعود الى العاصمتين الروسية والجورجية لدفع قضية السلام". وقال فيون "ان اقوى رسالة يمكن ان توجهها اوروبا هي رسالة الوحدة" مضيفا "نحن نتمسك بالسعي الى ان يرد الاتحاد الاوروبي بصوت واحد". واكد رئيس الوزراء الفرنسي مجددا ان بلاده تعارض فرض عقوبات على روسيا. واشار الى عدم فاعلية النهج المتشدد الذي اعتمدته الولاياتالمتحدة حيال روسيا منذ بداية الازمة. واوضح "ان روسيا دولة كبرى يحسب لها حساب، قوة كبرى تعرضت بشكل ما للاهانة في العشرين سنة الماضية" مقرا في الوقت نفسه بأن "صحوة (هذه القوة) قد تكون شديدة بعض الشيء".وقال فيون "ان التوصل الى استعادة سبيل الحوار امر عائد الينا حاليا". من ناحيته اكد وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني على وجوب عدم اعتبار روسيا "بلدا معاديا" بل "شريكا استراتيجيا" يجب عدم قطع العلاقات معه. وقال الوزير الايطالي لصحيفة كورييري ديلا سيرا "ان كان هناك دول تعتقد انه يمكن قطع العلاقات مع روسيا فيتعين عليها ان تقول كيف، ثم سنتمكن من التصدي للملفات مثل الملف النووي الايراني". واضاف للصحيفة الواسعة الانتشار "انه امر جيد المطالبة باحترام القواعد لكن يجب ان يكون واضحا ان (روسيا) شريك استراتيجي وليست بلدا عدوا". وتابع "لست مقتنعا باي مساع محتملة لعزل روسيا. ولن تحصل، لان القمة ستتبع الخط الفرنسي الذي تشاطره ايطاليا. فرئاسة نيكولا ساركوزي قد استبعدت اي عقوبات لم نكن لندعمها في اي حال". واعلن فراتيني ايضا "ساذهب في 3و 4ايلول/سبتمبر الى موسكو وتيبليسي لمطالبة روسيا باحترام الاتفاقات واقول للسلطات الجورجية انه لا يوجد طرق مختصرة لدخول الاتحاد الاوروبي وان ازمة شهر اب/اغسطس ليست رخصة مرور". واكد معارضته لتعليق موقت او تأجيل للمفاوضات بشأن اتفاق يفترض ان يعزز الشراكة بين الاتحاد الاوروبي وروسيا (لقاء مرتقب في 15و 16ايلول/سبتمبر). واضاف "ان كان هناك لقاءات مرتقبة بين اوروبا وروسيا فينبغي ان تبقى، بدءا من لقاء منتصف ايلول/سبتمبر. ولاتخاذ قرار بشأن هذا النوع من التدابير الثأرية يتوجب اجماع الدول ولا اعتقد ان هذه هي الحالة". من جانبه دعا سفير جورجيا لدى فرنسا ماموكا كودافا إلى منح روسيا "فرصة أخيرة" قبل فرض أي عقوبات محتملة. وقال كودافا لصحيفة لو باريسيان "إننا واقعيون، يجب على المرء أن يمنح الروس فرصة أخيرة، إنهم ملتزمون باتفاق النقاط الست الذي أبرم مع الرئيس نيكولاي ساركوزي. وقال السفير الجورجي إن بلاده تشعر بالامتنان حيال الرئيس ساركوزي "كانت الدبابات الروسية على بعد 30كيلومترا من عاصمتنا"، مضيفا يجب على الاتحاد الأوروبي ان يظل ملتزما بأن لن يكون هناك مزيد من الضحايا لروسيا في أوروبا.وكعقوبة محتملة على روسيا، دعا كودافا إلى تجميد الشراكة الأوروبية الروسية قبل قمة الاتحاد الأوروبي - روسيا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر القادم فضلا عن تجميد الحسابات المصرفية للشركات الروسية ورجال الأعمال الذين تربحوا من وراء التطهير العرقي في اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.