أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في مقابلة مع ثلاث قنوات تلفزيونية روسية الأحد أن اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين عن جورجيا "قرار لا عودة عنه". وقال مدفيديف "لقد اتخذنا قرارنا وهذا القرار لا عودة عنه" مؤكداً أن هدف روسيا هو "ضمان السلام والحياة الآمنة" لسكان هاتين الجمهوريتين الانفصاليتين. وتابع أنه في الاتفاقيات "الدولية" التي تنوي روسيا توقعها مع هاتين الجمهوريتين "سيتم تحديد جميع التزاماتنا في مجال المساعدات الاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والعسكرية". وأثار اعتراف موسكو باستقلال اوسيتيا الجنوبية وابخازيا الثلاثاء موجة غضب عارمة في الغرب. كما أعلن أن موسكو يمكنها أيضاً أن تفرض عقوبات على دول أخرى حتى وإن كانت لا تؤيد هذه الفكرة. وقال مدفيديف عشية انعقاد القمة الأوروبية الطارئة حول الأزمة الجورجية "لسنا من أنصار العقوبات، لا نفرضها إلا في الحالات القصوى". وأوضح الرئيس الروسي أن فرض عقوبات يتطلب إصدار قوانين خاصة مضيفاً "إذا لزم الأمر، يمكننا إصدار هكذا قوانين" معتبراً في الوقت عينه أن هذا الخيار "يؤتي نتائج عكسية". وقال الرئيس الروسي ان روسيا "لا يمكنها القبول بنظام عالمي تقتصر فيه سلطة اتخاذ القرارات" على الولاياتالمتحدة. وقال مدفيديف ان روسيا "لا يمكنها القبول بنظام عالمي تقتصر فيه سلطة اتخاذ القرارات على دولة واحدة، حتى وان كانت دولة كبرى مثل الولاياتالمتحدة. ان مثل هذا العالم هو عالم غير مستقر ويحمل بذور تهديدات باندلاع نزاعات". وأضاف ان "العالم يجب ان يكون متعدد الاقطاب، ان عالما أحادي القطبية هو عالم مرفوض". من جانبه أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين ان تحرك روسيا في جورجيا كان من حقها واتهم من جديد الاوروبيين بالتحرك لمصلحتهم فحسب، لا بل لمصلحة الولاياتالمتحدة. وقال بوتين في تصريحات نقلها تلفزيون فيستي - 24"مهما حصل ومهما قيل، الحقيقة الى جانبنا. نحن نتصرف بطريقة أخلاقية تماما وبما يتفق مع القانون الدولي الساري"، وذلك عشية قمة استثنائية للاتحاد الاوروبي لبحث الازمة في جورجيا. واضاف "سبق ان قلت انه اذا كانت دول اوروبية ترغب ان تخدم سياسات غيرها الخارجية، فلتفعل، لا نستطيع منعها" متهما اياها ضمنا بالعمل لمصلحة الولاياتالمتحدة. إلى ذلك دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الى حل سريع للازمة مع جورجيا، وذلك في مقال ينشر الاثنين في صحيفة ألمانية. وكتب لافروف في صحيفة هاندلسبلات الاقتصادية "ينبغي تجاوز الأزمة الجارية بسرعة". وأضاف "نحن ممتنون لجهود الرئاسة الفرنسية للاتحاد الاوروبي وسنحترم كافة تعهداتنا في خطة مدفيديف-ساركوزي بالصيغة التي تم الاتفاق عليها". وأكد لافروف أن لا مصلحة لدى روسيا في مزيد من الانقسامات في اوروبا، بعد 20عاما على سقوط الستار الحديدي. وقال محذراً "ينبغي ان يكون واضحا ان التعاون الواسع في مجالات الاقتصاد والسياسة الامنية لن يحصل الا في حوار من الند للند والا اذا أخذت مصالحنا في عين الاعتبار".