أكد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف ان قرار موسكو الاعتراف بجمهوريتي ابخازيا واوسيتيا الجنوبية "يستند إلى القانون الدولي" وذلك في مقالة نشرتها أمس صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية. وكتب مدفيديف ان الاعتراف بهذا الاستقلال تم "عبر اخذ الرغبات التي عبر عنها بحرية شعبا اوسيتيا وابخازيا في الاعتبار وعلى اساس مبادئ ميثاق الاممالمتحدة ووثائق اخرى للقانون الدولي". واضاف ان هذا القرار "لم يتخذ باستخفاف ولا بدون درس عواقبه بالكامل" معتبرا ان هذه المنطقة مثل "برميل بارود" عملت "قوات حفظ السلام الروسية على منع اشتعاله". وواجه اعتراف روسيا الثلاثاء باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية جبهة رفض من الدول الغربية التي دانت على غرار تبيليسي هذه الخطوة باعتبارها "انتهاكا غير مقبول" للقانون الدولي. وفيما يتعلق باستقلال كوسوفو، قال مدفيديف "في العلاقات الدولية لا يمكن ان تكون هناك قاعدة للبعض وقاعدة للبعض الآخر". وبحسب وكالة الانباء الايطالية "انسا" فان الرئيس الروسي وجه رسالة تفسير حول اعتراف موسكو باستقلال ابخازيا واوسيتيا الجنوبية لعدة قادة غربيين بينهم الرئيس الاميركي جورج بوش والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيس الحكومة الايطالية سيلفيو برلوسكوني. ولم تذكر الوكالة تفاصيل عن مضمون هذه الرسائل. إلى ذلك اتهمت موسكو الثلاثاء الولاياتالمتحدة و"بعض العواصم الاوروبية" ب"تقديم اسلحة جديدة" لجورجيا ودعت الشعب الجورجي إلى انتخاب رئيس جديد "أهل" و"يهتم" بمصير بلاده. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية ان البعض "في الولاياتالمتحدة وفي عواصم اوروبية يعدون بحماية الحلف الاطلسي ويدعون إلى اعادة تسليح نظام تبيليسي وقد بدأوا اصلا بنقل شحنات جديدة من الاسلحة". هذا واعلن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء ان موسكو لا ترى "تهديدا ب (اندلاع) حرب باردة جديدة" مع الغرب بعد اعترافها باستقلال الجمهوريتين الانفصاليتين في جورجيا. وقال بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف "لا اعتقد اننا نواجه فعليا تهديدا بحرب باردة جديدة". واضاف ان "روسيا كانت وستظل آخر بلد في العالم يريد تكرار الحرب الباردة". وتابع المتحدث ان "حربا باردة، بالمفهوم القديم للكلمة، مستحيلة تماما. لقد كانت حربا مبنية على صدام الايديولوجيات". واعلن بيسكوف اأن روسيا تتخذ "تدابير وقائية" حيال وجود القوات البحرية لحلف شمال الاطلسي في البحر الاسود وتأمل الا يؤدي ذلك الى "مواجهة". وقال بيسكوف في مؤتمر صحافي عبر الهاتف ان "ظهور سفن للحلف الاطلسي في البحر الاسود وعلى مقربة من السواحل الجورجية، اضافة الى قرار ايصال مساعدات انسانية في سفن حربية هما امران من الصعب تفسيرهما". واضاف "ليس هذا اجراء اعتياديا. طبعا، هناك تدابير وقائية تم اتخاذها (...) نأمل الا نشهد مواجهة مباشرة". من جانبه دعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاربعاء في الاجتماع السنوي للسفراء الفرنسيين في باريس، روسيا الى سحب قواتها "فورا" من جورجيا "الى خطوط ما قبل بدء العمليات الحربية". وقال الرئيس الفرنسي في خطاب امام سفراء فرنسا المجتمعين في باريس ان "الاتحاد الاوروبي دان امس بشدة قرار روسيا الاعتراف باستقلال هاتين المنطقتين. هذا القرار الذي يهدف الى تغيير احادي الجانب في حدود جورجيا هو ببساطة غير مقبول". واضاف "على القوات العسكرية (الروسية) التي لم تنسحب الى خطوط ما قبل العمليات الحربية، ان تفعل ذلك فورا". وتابع "الآلية الدولية التي ستحل محل الدوريات الروسية في محيط اوسيتيا الجنوبية، يجب ان تنتشر سريعا. المحادثات الدولية المقررة في النقطة السادسة من اتفاق وقف اطلاق النار حول آليات الامن والاستقرار في ابخازيا واوسيتيا الجنوبية، يجب ان تبدأ في اسرع وقت ممكن". وعلى صعيد المساعدات الإنسانية اعلنت وزيرة التعاون الدولي الكندية بيفرلي اودا الاربعاء ان بلادها ستخصص مليوني دولار اضافية ( 1.9مليون دولار اميركي) لمساعدة السكان المتضررين جراء النزاع في جورجيا. ويضاف هذا المبلغ الى مليون دولار سبق ان وعدت بها اوتاوا في 12آب/ اغسطس للمساهمة في مساعدة نحو 159الف شخص نزحوا بسبب النزاع. من جهته، اشاد وزير الخارجية الكندي ديفيد امرسون ب "تمكن المنظمات الانسانية من الوصول الى المناطق المنكوبة في شكل اسهل"، لكنه دعا "كل الاطراف" الى تسهيل هذا الامر في شكل اكبر.