في يوم الأربعاء وصباح الخميس الماضيين شهدنا جميعاً سواء عن طريق قناة الإخبارية أو القناة الأولى وبعض القنوات الفضائية أو الصحف اليومية كشف وزارة الداخلية عن مجموعة اتصالات إما لأشخاص بادروا بالإبلاغ عن أنفسهم عن طريق الرقم الذي خصصته وزارة الداخلية لذلك 990لعلمهم أنهم مطلوبون في قضايا أمنية أو من قبل أولياء أمور قاموا بالإبلاغ عن تغيب أفراد من عائلاتهم بغية تقصي أثرهم وإرجاعهم إلى ذويهم قبل أن يرتكبوا في حق أنفسهم أو أسرهم ووطنهم أي مكروه. ما أود الحديث عنه هنا ليس ما يتربص به بعض الأشخاص النشاز للنيل من مقدرات هذا الوطن، وليس تجاوب الكثير من المواطنين الشرفاء الغيورين على بلدهم الراغبين له بدوام الخير والأمن والأمان سواء بإبلاغهم عن تغيب أفراد يعنيهم أمرهم أو بتقدم بعض من علموا أنهم مطلوبون إلى الجهات المختصة لتسليم أنفسهم، وإنما حديثي عن المبادر الأساس وهي فكرة تخصيص رقم 990يعمل على مدار الساعة للاستجابة السريعة لأي حالة بهذا الخصوص سواء عن حالات التغيب المفاجئ التي قد يعتريها شبهة من قبل أولياء الأمور عن أبنائهم أو لأشخاص مطلوبين في قضايا أمنية أو فكرية عاشوا فترة في التيه ثم هُدوا إلى الطريق القويم راغبين العودة لحياة صحيحة سليمة كانوا ينعمون بها. فتخصيص رقم للإبلاغ عن مثل هذه الحالات تعتبر بادرة رائعة ستقي هذا الوطن الكثير من المصائب التي لا يعلم مدى خطورتها غير علام الغيوب، فالفرق بين عودة بعض المطلوبين إلى جادة الحق والصواب وبين استمرارهم على ما هم عليه من خطأ وظلال هي لحظات تفكير وتأمل صحبتها رغبة في العودة، ووجود رقم أمام الجميع وبمعرفة الجميع لمثل هذه الحالات يسهل على الشخص المعني سرعة اتخاذ القرار بأن يبلغ عن نفسه وهو متيقن أنه سيكون بحال أفضل بما هو عليه الآن، وبالتأكيد لا يوجد شخص سيقوم بتسليم نفسه لجهة رسمية تطلبه إلا وهو واثق تمام الثقة أنه لن يصاب بأي مكروه وأنه سيكون في أيدٍ أمينة وأن بادرته هذه ستكون موضع ترحيب من قبل المسؤولين، وهذا أيضاً ينطبق على أولياء الأمور الذين بادروا بالاتصال على الرقم 990الخاص ببلاغات التغيب المشبوه، فهم يعلمون أن الدولة حريصة على سلامة أبنائهم وحريصة على أرواحهم وإلا ما كانت هذه الاستجابة المشرفة والمطمئنة من الكثير منهم بالاتصال والإبلاغ. إن تخصيص هذا الرقم سيساعد كثيراً في الكشف عن خيوط خفية وأسئلة غامضة سيتم التوصل إلى إجابات صحيحة وواضحة عنها من خلال تعاون المواطنين والمقيمين في الإبلاغ عن أي حالة جماعية أو فردية يدور الشك حولها على أنها ذات صلة بالفئة الضالة، وهذا أقل ما يمكن تقديمه لهذا الوطن الذي يبادر دائماً بكل ما من شأنه حماية مواطنيه، وهي فرصة أخرى تمنحها الدولة لكل من يرغب بالعودة إلى طريق الخير والصواب. @ مدير العلاقات العامة بشركة خبراء التربية للإشراف والتديب - الرياض