وتمضي الأربعون يوماً بعد أن فقدنا أخاً كريماً، وصديقاً عزيزاً وابن عم قريب هو الأخ والصديق وابن العم: (عبدالرحمن بن حمد بن عبدالمحسن التويجري) غادرنا وعمره يناهز الستين عاماً بعد مرض عضال ألم به ولمدة سنوات عدة إذا سألته عن حالته أجاب ب "طيب" يقولها بكل شجاعة وهو يحمل ثقة كاملة بنفسه، ويجعل السائل يرتاح لهذه الإجابة. وبكل بساطة وإن كان يعرف في قرارة نفسه أن ما يقوله هو تطمين لنفس السائل وإخفاء للأزمة التي يعاني منها. وكان - رحمه الله - صبوراً بشوش الوجه كثير الدعابة والمرح واصلاً لرحمه بسيطا متواضعاً وعلاقتي به - غفر الله له - تمتد لأكثر من نصف قرن من حيث القرابة والصداقة في آن واحد فيا أبا خالد: لقد أبى قلمي أن يكتب عنك حرفاً واحداً بعد وفاتك مباشرة ونضب معين فكري أن يتجاوب مع الحدث من هول المصاب الذي حل بنا والذي تأثرت به كثيراً يعلم الله. ولكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون) له ما أخذ وله ما أعطى - وكل شيء عنده بأجل مسمى وأنتم السابقون ونحن اللاحقون.. وصدق الله العظيم القائل في كتابه الكريم (كل نفس ذائقة الموت) وقال سبحانه: (قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم) وتأمل يا أخي القارئ في الكلمة الأخيرة فلم يقل سبحانه فإنه لاحقكم قال (ملاقيكم) حتى يفهم منها أنه مواجهكم في التو واللحظة بحيث (لا يستأخرون عنه ساعة ولا يستقدمون) وإن الفرار منه غير مجد بل انه في وقت محدود معروف في الأزل وصدق الشاعر حيث قال: دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان أخي أبا خالد: أعرف أنني لم أوفك حقك وأن القلم لا يزال يتعثر عند رثائك وأن المداد يتجمد على الورق فلا يطيعني في الاستمرار فماذا أفعل؟ ولذلك أقول لا حول ولا قوة إلا بالله والحمد لله على قضائه، وقدره واسأله لك العفو والمغفرة من رب رحيم. وأنزل على أولادك وبناتك ووالدتهم وأختك الشقيقة الوحيدة الصبر والسلوان وعلى إخوانك وأخواتك العزاء والسكينة والرضا بالقضاء والقدر من الله سبحانه وتعالى فإنه أحد أركان الإيمان الستة كما هو معروف. وعوض الله أسرتنا الكريمة في فقده خيراً ورحمه الله رحمة واسعة وجميع أموات المسلمين أجمعين.