شهد معهد حرس الحدود البحري بجدة في السنوات الأخيرة قفزات تطويرية كبيرة في كافة الجوانب كان آخرها تدشين المرحلة الأولى من مباني المعهد التي تضم في جنباتها كافة الأقسام والتخصصات والتقنيات التي يتطلبها العمل البحري في حرس الحدود بحيث أصبح يضاهي أحدث وأرقى المعاهد المماثلة في الدول المتقدمة.. وفي هذا اللقاء مع العقيد بحري الركن حسن عبدالكريم الصليع قائد معهد حرس الحدود البحري تم استعراض العديد من الجوانب التي يقوم بها المعهد وخططه المستقبلية التي تعمل على تأهيل الكوادر العاملة في حرس الحدود وفق أحدث الأساليب التدريبية والتأهيلية. فإلى نص الحوار: @ ما المستوى الذي وصل إليه معهد حرس الحدود البحري بجدة اليوم من الناحية العلمية والتقنية والتدريبية؟ - يعد المعهد البحري اليوم أحد المعاهد البحرية المتخصصة والمميزة ليس على المستوى الإقليمي فقط وإنما على مستوى المعاهد العالمية المماثلة، بحيث يخرج في جميع المجالات البحرية التي تشمل الملاحة والسطح والانقاذ والهندسة البحرية بشقيها الميكانيكي والكهربائي، وكذلك الهندسة الإلكترونية. وأضف إلى ذلك التخصصات اللوجستية والإدارية وأنظمة الحاسب الآلي واللغات. والمعهد البحري اليوم يستقطب ثلاث فئات من المتدربين. فالطلبة المستجدون يتم قبولهم وتحديد أعداد المقبولين وفق عدد الوظائف المخصصة في حرس الحدود. وهناك الضباط والأفراد العاملين بحرس الحدود، تنفذ لهم برامج ودورات تأهيلية وفق مسارات تدريبية معتمدة من الإدارة العامة للتدريب. وللمعهد البحري مهام أساسية وهي قبول الطلبة بمختلف مؤهلاتهم العلمية وتأهيلهم بغرض إعداد الكوادر العسكرية التنفيذية والإدارية في التخصصات المختلفة وفق متطلبات حرس الحدود، وتأهيل الدارسين في التخصصات البحرية وإعداد وتأهيل الضباط التنفيذيين لتولي قيادة الوسائط البحرية. والارتقاء بالمستوى المهاري لمنسوبي الجهاز في مختلف التخصصات، ومتابعة تحسين أداء العمل البحري في حرس الحدود. وقد شهد المعهد في الفترة الحالية قفزات تطويرية كبيرة من جميع الجوانب حيث تم تدشين المرحلة الأولى من مباني المعهد الجديدة والمبنى التعليمي الذي يتكون من ثلاثة أدوار متعددة تحتوي على ثلاثين معملاً دراسياً مختلفاً بالاضافة إلى عدد من الفصول الدراسية النظرية وأكثر من عشر ورش تدريب. تحويل المعهد إلى كلية @ هل هناك توجّه لدى حرس الحدود لتحويل هذا المعهد ليصبح كلية متكاملة؟ - مما لا شك فيه الطموح موجود، لأن التعليم في المملكة العربية السعودية يشهد توسعاً كبيراً في عدد الجامعات والكليات، وكذلك نحن في المعهد البحري كمسؤولين في حرس الحدود نطمح ونتطلع أن يكون كلية بحرية فنية متخصصة في تقديم منتج جيد فيما يخص متطلبات واحتياجات حرس الحدود بهدف حماية حدود المملكة العربية السعودية. أول دفعة @ عدد الطلاب الذين استقبلهم معهد حرس الحدود البحري في بداية عمله، والعدد الذي يستطيع قبوله في الوقت الحاضر؟ - البداية كانت محدودة جداً ولا يمكن مقارنتها بما أصبح عليه المعهد في الوقت الراهن، أما اليوم فإن القدرة الاستيعابية للمعهد زادت كثيراً، فمباني السكن القديمة للطلبة في المعهد كانت تستوعب (500) طالب، وبعد انتهاء المرحلة الجديدة لسكن الطلبة التي يجري العمل بها في الوقت الحالي ستزيد الطاقة الاستيعابية لسكن الطلاب إلى (1.200) طالب، وكانت قدرة المعهد في السابق من حيث التدريس لا تتجاوز (700) دارس وسيكون لدينا خلال السنوات القليلة القادمة إمكانية استيعاب (2000) دارس في آن واحد. والمعهد يعقد الآن سنوياً سبعون دورة مبرمجة تتطلبها احتياجات ومستجدات العمل، وللمعهد البحري خدمات تدريبية لقطاعات أخرى في الدول سواء الدفاع المدني أو الحرس الملكي، كما دربنا مجموعات من أبناء مجلس التعاون الخليجي في القطاعات المماثلة في دول مجلس التعاون الخليجي. تدريب متميز @ ما مدى كفاءة التدريب، والمنهج الدراسي المعمول به في المعهد؟ - إقبال القطاعات الأخرى في الدولة على إرسال منسوبيها للتدريب في معهد حرس الحدود البحري ورغبتهم في اسناد مهمة التدريب لمنسوبيهم لحرس الحدود هذا يعتبر خير دليل على ان المعهد يقدم تدريبا متميزا خاصة في مجال الدراسات البحرية المختلفة سواء المجال التنفيذي أو الفني. وتعتمد آلية التدريب بالمعهد على ثلاثة عناصر رئيسية وهي التدريب النظري والمعملي ويتم في المعهد البحري، ثم يتم الانتقال للتدريب العملي ا لميداني على الوسائط والورش البحرية الموجودة في منطقة مكةالمكرمة، وفي التدريب نعتمد على الوسائط البحرية لحرس الحدود وهي تضم فئات مختلفة وطرازات متعددة من الوسائط البحرية لحرس الحدود وهي تضم فئات مختلفة وطرازات متعددة من الوسائط البحرية سواء كانت بعيدة المدى أو متوسطة المدى وتوجيه معالي مدير عام حرس الحدود ومتابعة نائبه وقائد المنطقة يحرصون ويولون هذا الجانب اهتماماً كبيراً وهو تفعيل التدريب العملي على الوسائط البحرية لتكون متميزة ومتخصصة في تنفيذ مهمة حرس الحدود في مجالاته الأمنية المختلفة. ويتبع للمعهد سفينة التدريب تبوك، وهي سفينة مجهزة لتدريب ما بين (60) إلى (80) طالباً في آن واحد، وهذه مهمتها الابحار لفترات متوسطة المدى وطويلة المدى وتوفر تدريبا متكاملا لفئات الضباط والأفراد، وهي مركز تدريب متنقل وكذلك الزوارق ووسائط التدريب البحرية الموجودة في منطقة مكةالمكرمة. تحقيق الكفاءة للعاملين @ إلى أي مدى استطاع معهد حرس الحدود البحري ان يحقق أهدافه التدريبية خلال الفترة التي مضت؟ - المهمة الرئيسية لمعهد حرس الحدود البحري هي تأهيل الكوادر السعودية العاملة في حرس الحدود من الضباط والأفراد لاستيفاء تنفيذ مهامه الأساسية، وتحقيق الكفاءة للعاملين في مجال التخصصات البحرية المختلفة لتحقيق فرض السيطرة الأمنية في منطقة الحدود لمنع الاختراقات الحدودية المختلفة. وبالطبع لا يأتي ذلك الا من خلال ضباط وأفراد يعملون في هذا الجهاز مؤهلين وقادرين على تنفيذ هذه المهام بكفاءة واقتدار ولدينا في المعهد الدورات التخصصية المختلفة الأمنية والفنية التي تحقق ذلك وقد تمكن المعهد حتى الآن من تدريب وتأهيل وتخريج أكثر من عشرين ألف متدرب ما بين ضابط وصف ضابط وجنود. الكوادر الوطنية @ ما نسبة الكوادر السعودية العاملة في التدريس والتدريب في المعهد.. وهل يوجد متعاقدون؟ - العمل البحري دائماً هو عمل دولي ومشترك خاصة في الجانب التخصصي، وهذا يجعلنا بحاجة للاستعانة ببعض الكوادر غير السعودية في المجالات التخصصية الدقيقة ولكن عددهم قليل، في المعهد أكثر من 90% من الكوادر الوطنية المؤهلة تأهيلاً عالمياً للتدريس والتدريب في المعهد من ضباط وصف ضباط وجميعهم يحملون شهادات عليا متخصصة حسب احتياجات المعهد. بالبحث والإنقاذ الإنقاذ البحري من المهام الرئيسية لحرس الحدود، ومن أهم الجوانب التي يحتاجها المجتمع.. فإلى أي مدى استطاع حرس الحدود ان يحقق الكفاءة المطلوبة في هذا الجانب؟ - تعتبر مهمة البحث والإنقاذ أحد المهام الرئيسية في حرس الحدود، وقد أعطي هذا الجانب أهمية كبيرة خاصة بعد الاهتمام المتنامي بالسياحة في بلادنا خاصة في الأماكن الساحلية التي تمثل مناطق جذب سياحي. وقد أنشأ حرس الحدود وحداث ومراكز للبحث والإنقاذ المنتشرة على السواحل البحرية للمملكة. وللمعهد البحري من مهامه الرئيسية تأهيل متخصصين في هذا الجانب، وقد تم حتى الآن تأهيل أعداد كبيرة في هذا المجال بالإضافة إلى اتفاقية دولية للبحث والإنقاذ ونحن ملتزمون بها في حرس الحدود بالتعاون مع وزارة النقل في المملكة العربية السعودية، ونحن مقتنعون بأننا محققو متطلبات تلك الاتفاقية منذ وقت طويل ولكن رؤية معالي مدير عام حرس الحدود لتطوير الحرس بصفة عامة لا تقف عند حد القناعة بما تحقق وخاصة في مجال البحث والإنقاذ عن طريق العمل على تنمية الموارد البشرية في هذا المجال وتأمين وتجهيز وحدات بحث وإنقاذ مختلفة لتحقق المهمة المنشودة.