أعلن زعماء الانقلاب العسكري في موريتانيا انهم سيشكلون حكومة جديدة تدير البلاد الى حين اجراء انتخابات جديدة في تحد لنداءات دولية مطالبة باعادة أول رئيس منتخب الى السلطة. وأطاح جنود بالرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله يوم الاربعاء بعد ان حاول عزل قادة عسكريين. ويحتجز عبد الله في مكان غير معلوم. وقالت ابنته بعد ان أطلق سراحها بعد احتجازها رهن الاقامة الجبرية هي وافراد اسرتها في المنزل في ساعة متأخرة من مساء الخميس انه بحاجة الى رعاية طبية. وقالت لرويترز رافضة الكشف عن طبيعة الحالة الصحية لوالدها "طبيبه زاره الليلة الماضية وقال انه بحاجة الى جراحة بسيطة لكنها ليست خطيرة". وذكرت ان الاتصال الوحيد الذي سمح به لوالدها مع اسرته هو قائمة مكتوبة بخط اليد سلمها جنود وطلب فيها مضادات حيوية وملابس وكتب وعطر للاستخدام بعد الحلاقة. وحظيت موريتانيا التي تقع بين افريقيا العربية والسوداء بمزيد من الأهمية في الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الارهاب بعد عدة هجمات شنها تنظيم القاعدة في العام الماضي. وهي أيضا احدث دولة منتجة للنفط في افريقيا. وانضمت الولاياتالمتحدة الى الاصوات التي ادانت الانقلاب وطالبت باعادة حكومة عبد الله وأعلنت يوم الخميس تعليق كل المساعدات غير الانسانية لموريتانيا والبالغ حجمها أكثر من 15مليون دولار وأغلبها مساعدات عسكرية. كما هدد الاتحاد الاوروبي ايضا بقطع المساعدات. وأدان الانقلاب ايضا الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي. ووصل وفد من الجامعة العربية إلى موريتانيا في مهمة لتقصي الحقائق . وقال أحمد بن حلي الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالجامعة العربية لرويترز ان الاستقرار هي الرسالة التي يحملها وفد الجامعة. واضاف ان الجامعة العربية لا تريد ان تصبح موريتانيا معزولة وهي تريد عودتها الى الصف. وشكل محمد ولد عبد العزيز قائد الحرس الرئاسي الذي تزعم الانقلاب بعدما أقاله عبد الله مع ضباط كبار آخرين "المجلس الأعلى للدولة" وتعهد بالعمل مع الزعماء المدنيين لتنظيم انتخابات رئاسية "خلال أقصر فترة ممكنة". وتعهد المجلس المؤلف من 11من كبار الضباط باحترام المعاهدات الملزمة لموريتانيا. وموريتانيا واحدة من عدد صغير من الدول العربية التي تربطها علاقات دبلوماسية ب(اسرائيل). وعين المجلس قادة عسكريين جددا للمناطق الجمعة معززا قبضته على إدارة البلاد. وفي بيان منفصل نشرته ليل الخميس الانباء الرسمية قال المجلس العسكري انه سيتولى سلطة الرئيس الى حين اجراء انتخابات جديدة وانه سيعين حكومة جديدة خلال الفترة الانتقالية تحت قيادة عبد العزيز. وقال المجلس انه سيصدر مرسوما دستوريا خلال الايام القليلة القادمة يحدد سلطات "المجلس الاعلى للدولة". وستعمل باقي مؤسسات الدولة بشكل معتاد بما في ذلك البرلمان. وساعد على وقوع الانقلاب وتفاقم الازمة انشقاق أغلب أعضاء البرلمان عن الحزب الذي ينتمي إليه عبد الله يوم الاثنين متهمين اياه بعدم التشاور وعدم المبالاة بمؤسسات الدولة. وعقد مئات من مؤيدي الرئيس الموريتاني المخلوع بينهم وزراء ونواب تجمعا الجمعة في نواكشوط للتعبير عن معارضتهم للانقلاب العسكري والمطالبة بعودة رئيس الدولة. وهو اول تجمع لتأييد سيدي ولد شيخ عبد الله ينظم منذ الانقلاب الذي اطاح الاربعاء باول رئيس منتخب ديموقراطيا للبلاد. وجاء هذا التجمع بينما تستقبل المجموعة الحاكمة مبعوثين من الاسرة الدولية في محاولة لتبرير عملها. وعند انتهاء التجمع، كان شبان يرفعون صورا عملاقة للرئيس المخلوع وشارات النصر. وكانت الجبهة الوطنية للدفاع عن الديموقراطية التي شكلتها اربعة احزاب ردا على الانقلاب، دعت الى مؤتمر صحافي تحول الى تجمع. وقال نائب رئيس التحالف الشعبي التقدمي الخليل ولد طيب "سنواصل النضال حتى تحقيق هدفنا". واكد الخطباء في التجمع من جديد ان ولد شيخ عبد الله يبقى "الرئيس الشرعي الوحيد" وطلبوا من العسكريين العودة الى ثكناتهم. في المقابل، طلبت اربعة احزاب معارضة للرئيس المخلوع الجمعة من المجموعة العسكرية "بدء مشاورات" حول المرحلة الانتقالية قبل اجراء انتخابات رئاسية جديدة. وقد اضفى نصهم بعض الشرعية على الانقلاب على ما يبدو. من جانب آخر، أعلنت تنزانيا الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي أمس السبت أن الاتحاد قرر تعليق عضوية موريتانيا لحين عودة الديمقراطية إليها. وقال وزير الشؤون الخارجية في تنزانيا بيرنارد ميمبي في بيان باسم الاتحاد "يعلق الاتحاد الافريقي عضوية موريتانيا لحين تشكيل حكومة دستورية فيها". وأضاف في بيانه أن موريتانيا وقعت على العديد من مواثيق الاتحاد الافريقي التي تحظر التغييرات غير الدستورية وكان آخرها الشهر الماضي عندما صادقت على الميثاق الافريقي للديمقراطية والانتخابات والحكم. ويتولى الرئيس التنزاني جاكايا كيكويتي الرئاسة الحالية للاتحاد الافريقي.