افتتح صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير صباح أمس السبت ملتقى أبها للتنمية الإدارية تحت عنوان "تبسيط الإجراءات" والذي يُعد أول ملتقى للتنمية الإدارية في المملكة، وذلك في فندق انتركونتيننتال بأبها . وفي كلمة ألقاها خلال الحفل الافتتاحي قال الأمير فيصل: ان التنمية الإدارية التي ننشدها هي تلك التي تعنى بكل الأنشطة اللازمة لاختيار وتهيئة الكوادر الإدارية وإكسابها المهارات التي تؤهلها لأداء عملها بطريقة أفضل، وهي كذلك تشمل تطوير الهياكل التنظيمية في المؤسسات الحكومية والأهلية، لتصبح أكثر كفاءة وقدرة على تحقيق الاستمرار، والنجاح في عالم يوصف بالتغيير السريع والمنافسة الحادة، مؤكداً سموه أن التنمية الإدارية مطلب أساسي للتنمية الشاملة. وأضاف: "لقد بات واضحاً أن التنمية الشاملة بكل أبعادها لن تتحقق إلا من خلال أجهزة حكومية قادرة على تحقيق الأهداف، واستغلال ما لديها من موارد بشرية ومادية الاستغلال الأمثل، ويعتبر تبسيط الإجراءات والتخفيف من التعقيدات الإدارية من أهم مقومات التنمية الإدارية المنشودة، وإن الإسراع في وتيرة التنمية يتطلب من الأجهزة الحكومية ضرورة الابتعاد عن الأساليب التقليدية والمعقدة في انجاز الأعمال وإدخال التكنولوجيا الحديثة في تنفيذ الإجراءات الإدارية ". واستطرد سموه قائلاً:" في إطار الحرص على تطور وازدهار بلادنا في كافة المجالات ودفع مسيرة الإصلاح والتنمية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز - حفظه الله - جل اهتمامه وعنايته الدائمة بمصالح المواطنين وشؤون المقيمين وقطاع الأعمال، وإدراكا بان تقنية المعلومات والاتصالات في العصر الحاضر هي من أهم دعائم وأسس تقدم الدول وتطورها خصصت الدولة رعاها الله ميزانية ضخمة لتنفيذ مشاريع الخطة التنفيذية للتعاملات الالكترونية الحكومية والتي تشمل مشاريع البنية التحتية والتطبيقات الوطنية والخدمات الالكترونية لتقديم ما لا يقل عن 150خدمة الكترونية حكومية تضم من 1000خدمة فرعية تقدمها 40جهة حكومية، وقد انطلق هذا المشروع اعتبارا من عام 1427ه، وحتى تستوعب أجهزتنا الحكومية التقنيات الحديثة في الإدارة الالكترونية يلزمها العمل على مراجعة اجراءات الخدمات التي تقدمها والعمل على إعادة صياغتها وتبسيطها، وتدريب الكوادر البشرية ليتم استيعاب النظام الإداري الالكتروني المنشود" وقال: لقد أصبحت الحاجة إلى تبسيط الإجراءات ضرورة ملحة لإزالة مظاهر الخلل والتعقيد في الخطوات والمراحل التي تمر بها معاملة تقديم الخدمات، لذلك يجب على الإدارة الناجحة التعرف على المظاهر التي تشير إلى تعقيد الإجراءات مثل زيادة الشكاوي والتذمر من عدم وضوح الإجراءات، أو وجود إجراءات غير ضرورية، أو كثرة تكرار الإجراء نفسه في المعاملة الواحدة، أو وجود تدفقات عمل تؤدي إلى الاختناق الوظيفي، الأمر الذي يعيق عمل الجهاز الإداري، وعند ملاحظة من هذه المظاهر يجب حل هذه المشكلات، والتعرف على أسبابها ومكان وجودها وبالتالي وضع الحلول المناسبة لها . وأضاف سمو أمير منطقة عسير: "لقد أدى التوسع في أعمال ونشاطات الأجهزة الحكومية التي تقدم خدمات عامة للجمهور إلى تعدد الإجراءات المتبعة، وكثرة المستفيدين من خدماتها، وقد ترتب على العمل بهذه الإجراءات لفترة طويلة كثرة خطوات الإجراءات وتشابكها، وتعقيدها، الأمر الذي يستوجب دراسة تلك الإجراءات والعمل على تبسيطها للرفع من كفاءة وفاعلية أداء الأجهزة الحكومية، والإسراع في انجاز المعاملات وتحسين الخدمات المقدمة للمستفيدين.. فقد لوحظ ان من أكثر الشكاوي الشائعة عند مراجعة بعض الأجهزة الحكومية كثرة الإجراءات الشكلية والأعمال المكتبية، ومما لا شك فيه ان ذلك يؤدي إلى تأخر التنمية الوطنية وتحميل الاقتصاد ككل تكاليف باهظة، ولذا يوصف الروتين الإداري بأنه عائق في طريق التنمية". ومضى سموه قائلاً:" تفاعلا لمواجهة هذه التحديات ووضع الحلول المناسبة لها رأت إمارة منطقة عسير إقامة هذا الملتقى عن التنمية الإدارية الذي يؤمل ان يحقق أهدافه التي تتمحور حول التعريف بمفهوم تبسيط الإجراءات، والمداخل الحديثة لتطبيقها، إضافة إلى إتاحة الفرصة للمشاركين لتبادل الخبرات واكتساب المهارات والمعارف في مجال تبسيط الإجراءات في التعاملات الإدارية تمهيدا لتطبيق الحكومة الالكترونية، ورفع مستوى الاقتصاد المحلي بتهيئة البيئة المناسبة لجلب الاستثمار، والارتقاء بمستوى أداء أجهزة القطاعين العام والخاص إلى مستويات ومقاييس عالمية.. بعد ذلك ألقى الدكتور : محمد درويش سلامة الأمين العام كلمة قال فيها: إن ملتقى تبسيط الإجراءات الذي يقام بمدينة أبها ويستمر لمدة خمسة أيام بفندق انتركونتننتال أبها يناقش محوراً مهماً يدور حول المدن الاقتصادية بالمملكة والحاجة لتبسيط الإجراءات، إلى جانب العولمة وأثرها على تبسيط الإجراءات وعقلية تبسيط الإجراءات، والاتجاهات الحديثة ونظم العمل والآثار الاقتصادية لتبسيط الإجراءات وطرق إعداد الأدلة الإجرائية واستراتيجيات الإصلاح الإداري إلى جانب مفهوم الإدارة الإلكترونية وأهميتها في تبسيط الإجراءات ودور الجودة الشاملة في ذلك مع عرض تجارب محلية وعربية وعالمية .. وأضاف بأن المحاور التي يناقشها الملتقى تحتاجها جميع الدوائر سواءً الحكومية أو الأهلية، مبيناً بأن الملتقى الذي تنظمه إمارة منطقة عسير ومجموعة الإبداع الإداري بالتعاون مع مكتب الدكتور إيهاب أبوركبة للاستشارات الإدارية يركز على الخطوات العملية والمفاهيم الأساسية لتبسيط الإجراءات كأساس لرفع القدرة التنافسية وزيادة وجودة الإنتاج، مشيراً بأن ذلك يعد أحد أهم العناصر لتوفير البيئة المناسبة لتطبيق الخدمات الإلكترونية في القطاعين العام والخاص. واختتم كلمته قائلاً: إن الملتقى يسعى لأن يكون مرجعاً ومصدراً للمعنيين في القطاع العام والخاص لتبسيط الإجراءات وتطوير الأداء وتفعيل الخدمات والإجراءات إلكترونياً، مشيراً إلى أن الملتقى يعتبر حدثاً احترافياً لدى جميع خبراء الإدارة وهندسة الإجراءات لتبادل الخبرات واكتساب المهارات ليحققوا مستوى من الجودة والكفاءة تؤهلهم للمنافسة محلياً وعالمياً. بعد ذلك كرم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير الشركات الراعية والمشاركة في الملتقى، ثم انطلقت جلسات الملتقى بورقة عمل بعنوان (عقلية تبسيط الإجراءات) للدكتور علي شراب.