للفحص الدوري أهمية بالغة في زيادة فرص النجاة من الإصابة بسرطان القولون، كذلك يزيد من الشفاء منه عند الإصابة، وذلك لأن سرطان القولون ينمو ببطء ويبدأ بظهور زوائد داخل القولون قد تكون محتوية على خلايا سرطانية. والهدف من الفحص اكتشاف هذه الزوائد وإزالتها قبل تحولها إلى أورام. ولكن الترتيبات السابقة لإجراء الفحص بالمنظار تقتضي تناول مسهلات وقضاء أوقات طويلة في الحمام لتفريغ القولون، ويسبب ذلك معاناة قد تكون أكبر من عملة الفحص نفسها، ويمكن الاستغناء بالتصوير الخارجي للقولون عن اخضاع المريض للفحص بالمنظار والمعاناة المصاحبة له. أما الإجراءات الاحترازية الأخرى، فتشمل الإقلال من أكل اللحوم الحمراء، وهو شيء سهل، والتخلص من الوزن الزائد وممارسة الرياضة، وهنا تكمن الصعوبة، وعليه لا بد من البحث عن إجراءات وقائية أكثر سهولة وأكثر فعالية في الوقاية من هذا الداء، الذي تشير الاحصاءات الأمريكية إلى أنه يصيب سنويا 154.000من الأمريكيين ويتسبب في موت 52.000آخرين. هنالك سبع خطوات يمكن أن تؤدي إلى تقليل خطر الإصابة بهذا المرض القاتل، أول هذه الخطوات التقليل من تناول اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة. حيث تشير الدراسات إلى زيادة خطر الإصابة بين الأشخاص الذين يكثرون من تناول اللحوم الحمراء، واللحوم المعالجة مثل النقانق والهوت دوغ وغيرهما. وقد تكون اللحوم المعالجة أكثر خطورة من اللحوم الحمراء العادية. وحتى الآن يظل السبب الذي يجعل اللحوم الحمراء تزيد من خطر الإصابة غير واضح. أما الخطوة الثانية: فتتمثل في ممارسة النشاطات الرياضية، وذلك لأن النشاط البدني المصاحب للعمل أو بممارسة المناشط الرياضية المختلفة، يشكل فيما يبدو خط الدفاع الأول ضد سرطان القولون، والغريب أن النشاط البدني لا يمنع الإصابة بسرطان المستقيم. ثالثاً: أثبتت الأبحاث التي أجريت في جامعة هارفارد في عام 1995م وجود علاقة بين السمنة وسرطان القولون. والخطورة تشمل الرجال في مختلف مراحل العمر، أما بالنسبة للنساء فإن البدانة أكثر خطورة بعد بلوغ سن اليأس. رابعاً: يعتبر احتواء الطعام على قدر كاف من الكالسيوم أحد وسائل الوقاية من سرطان القولون، حيث أثبتت تجربة على أشخاص، أجريت لهم عملية ازالة لزوائد القولون، أن تناول الكالسيوم يقلل من عودتها للظهور بنسبة 20في المائة. إلا أن إحدى الدراسات أثبتت أن تناول 1.000ملغرام من الكالسيوم و 400وحدة من فيتامين "د" بصورة يومية لم يكن له تأثير على معدل الإصابة بسرطان القولون. وتذهب بعض الأبحاث إلى أن للكالسيوم تأثيراً وقائياً، ولكن تناول جرعة يومية تزيد على 1.000مليغرام ليس له تأثير إضافي. خامساً: هنالك اعتقاد بأن الإكثار من تناول الألياف في الطعام يمثل أفضل وسيلة للوقاية من سرطان القولون. ولكن التجارب السريرية أثبتت عدم وجود تأثير للألياف في عودة ظهور زوائد القولون بعد إزالتها، كذلك لم يثبت بعد تأثيرها في منع ظهورها من البداية. وأظهرت نتائج دراسة أجراها المعهد الأمريكي الوطني للصحة وجود صلة بين تناول الحبوب، وليس الألياف على إطلاقها، وحدوث انخفاض قليل في خطر الإصابة بسرطان القولون. أما فيما يخص العلاج بالهرمونات فهو لا يستحق الضجة التي تثار حوله. فلو كان الأمر يتعلق بسرطان القولون لوحده، فيستحسن تناول الهرمونات، حيث أوضحت دراسة أن النساء اللائي يتناولن مركب الاستروجين - بروجستين، بعد سن اليأس يقل عندهن خطر الإصابة بسطران المستقيم بنسبة 44في المائة، ولكن هنالك مخاطر أخرى مرتبطة بالهرمونات، تشمل سرطان الثدي وأمراض القلب، وعليه لا يستحسن استخدام الهرمونات للوقاية من سرطان القولون. وقد حدث تقدم كبير في علاج سرطان القولون، وأصبح المرضى يعيشون لفترات أطول. ويعود الفضل في ذلك للفحص الدوري، الذي يؤدي إلى اكتشاف الإصابة في المراحل المبكرة وزيادة فرص العلاج. وتنصح الجمعية الأمريكية للسرطان أن يبدأ الأشخاص العاديون الفحص عند سن الخمسين. وبطبيعة الحال تعتمد فترة تكرار الفحص على نتيجة الفحص الأول. حيث يحتاج الشخص الأقل عرضة للإصابة، أي الذي لم يكشف الفحص على وجود زوائد أو وجودها بقدر لا يدعو للقلق في قولونه، إلى إعادة الفحص بعد مرور عشر سنوات. أما الشخص الأكثر عرضة للإصابة فيجب أن يعيد الفحص كل ثلاث سنوات، وقد تكون الفترة أقل من ذلك حسب التاريخ الصحي لأسرته ووجود عوامل أخرى.