رأت وسائل اعلام اسرائيلية امس ان المناورات العسكرية الاسرائيلية الاخيرة الضخمة التي جرت مطلع الشهر الجاري في المتوسط تشكل تحذيرا لايران، الا انها لا تنذر في الوقت نفسه بهجوم وشيك على منشآتها النووية.وقال المراسل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت "عندما هاجمت اسرائيل المفاعل النووي العراقي (تموز) عام 1981اجرى سلاح الجو قبلها مناورة ضخمة والفارق ان اسرائيل في حينه لم تهدد بل ضربت".وتابع المصدر نفسه باسلوب ساخر "الامر نفسه بالنسبة للغارة على سوريا (في ايلول/سبتمبر الماضي) لم نوجه اي تهديد قبلا. اليوم اننا نقوم بذلك. وبامكان الايرانيين ان يطمئنوا ان الكلب الذي يعوي لا يعض".في المقابل يرى يوسي ميلمان الاختصاصي في اجهزة الاستخبارات في صحيفة هآرتس ان هذه المناورات الضخمة والتحذيرات الاسرائيلية المتكررة بشأن البرنامج النووي الايراني تعني ان اسرائيل "تستعد للسيناريو الاسوأ".وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت امس "لست بحاجة لاقول لكم ان المخاطر والتهديدات التي قد تمس امن اسرائيل لم تتبدد بل اصبحت في بعض جوانبها اخطر مما كانت عليه في السابق" في اشارة الى البرنامج النووي الايراني.وحرص اولمرت على الاضافة "مع ذلك الجيش قوي ونعرف كيف ندافع عن انفسنا". وفي اشارة الى القلق المتزايد لدى اسرائيل ازاء البرنامج النووي الايراني مدد اولمرت لمدة سنة ولاية رئيس جهاز الموساد مئير داغان والذي لا يزال في هذا المنصب منذ عام 2002حسب ما اعلن مكتب اولمرت.وتفيد وسائل الاعلام الاسرائيلية ان داغان يعنى مباشرة بالملف النووي الايراني.وفي طهران وصف وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجار امس ب"الحرب النفسية" المعلومات الصحافية الاخيرة التي تحدثت عن مناورات عسكرية اسرائيلية قد تمهد لقصف المواقع النووية في ايران.ونقلت وكالة فارس للانباء عن وزير الدفاع الايراني قوله "يبدو ان سلسلة من الحروب النفسية يجري شنها حاليا لترهيب الجمهورية الاسلامية ودفعها الى التخلي عن حقها المطلق والشرعي" في المجال النووي. واضاف المسؤول الايراني "الا هذه التهديدات التي لا اساس لها من الصحة لن ترهب ايران ولن تدفعها الى التخلي عن حقها" في المجال النووي. وتابع وزير الدفاع الايراني "ان ايران لن تكون المبادرة في اي نزاع الا انها ستؤدب بقوة اي معتد". واضاف "سنرد بكل تصميم وبشكل مدمر على اي عمل معاد عبر استخدام كل الخيارات من دون اي تحديد لا في الزمان ولا في المكان".