تؤدي تغيرات التكنولوجيا الحديثة دوراً كبيراً في حياتنا وتشكل جزءاً لا يتجزأ من تعاملاتنا، حتى أضحت تلك التقنية هي المسيطر على كل صغيرة وكبيرة، فعندما دخل (البيجر) إلى محيط حياتنا بدأت ملامح التغيير تظهر جلية على الجيل، ثم تبعتها أجهزة (الجوال) حتى تطورت تلك التقنية لتصبح أجهزة (الكمبيوتر المحمول) هي من يحمل همومنا ومشاعرنا ورغباتنا، وأصبحت من اقرب أصدقائنا إذ تعيش معنا الساعات الطوال وتجعلنا نتواصل مع العالم، فأصبح طالب المرحلة الابتدائية يتعامل معها كمحترف إلى أن خرجت علينا مقاهي الكافيه والإنترنت لتربط فئة الشباب بهذه التقنية بشكل أقوى. فيما سبق لم يكن دخول أي تقنية حديثة لحياتنا بالأمر السهل وكنا نخاف من كل جديد ونحسب ونعد مشكلاته أكثر من حسناته، ومثال على ذلك تقنية (البلوتوث) الذي أثير أكثر من علامة استفهام حول مساوئ استخدامه.. أما اليوم فقد دخل مرحلة الوعي والتثقيف والقناعة إلى حد ما، وسهل إمكانية وصول بعض المعلومات التثقيفية للجمهور كما استخدم خلال فترة الحج الماضي. إذاً أصبحنا نتفق جميعاً على أهمية كل تقنية إلكترونية حديثة وضرورة الانفتاح على العالم، لكن بوعي وإدراك جيدين لفوائدها وبوضع ضوابط قوية ورادعة لمن يسيء استخدامها، أما أن تأخذنا الحيرة في الموافقة من عدمها كمجتمع فهذا ما يجعلنا نتخلف كثيراً عن الركب العالمي، وفي التعرف إلى كل ما هو جديد من معارف وعلوم التي يحتاج إليها العصر الحالي. فالعالم أصبح داخل جيبك، تصلك القنوات الإخبارية المقروءة والمسموعة والمرئية من خلال هذا الجوال الصغير، وتردك الأخبار فور وقوعها ومن مصادر مختلفة، لذا نحتاج إلى ثقافة الاستخدام الأمثل لكل هذه التقنيات ولما يستجد مستقبلاً، وشبابنا ولله الحمد مبدعون وبشكل لافت، لكن يحتاجون إلى التوجيه والإرشاد لكيفية الاستفادة الإيجابية منها. وأعتقد أنه على وزارة التربية والتعليم دور كبير في تأسيس تلك الثقافة وفق معايير تربوية وعلمية، وضمن منهج واضح يعزز الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها، وهذا لا يقتصر على الطلاب فقط بل يشمل كلا الجنسين، فالإبداع والتميز ليسا مقصورين على الشباب فقط بل يشملان الفتيات أيضاً فهن يملكن عناصر وعوامل الإبداع التقني، ويحتجن أيضاً إلى التوجيه والنصح.